تواصل الأميركيين مع البيت الأبيض يتخذ منحى جديدا في عهد أوباما

الرئيس المنتخب سيواصل استعمال الإنترنت للاستماع للناس

TT

اعتاد انصار الرئيس المنتخب باراك أوباما اثناء الحملة الانتخابية على تلقي رسائل عبر البريد الالكتروني موقعة من طرفه وباسمه الاول فقط: «باراك». هذه الرسالة كانت تطلع المؤيدين على آخر مستجدات الحملة او تشرح لهم موقفاً سياسياً وفي بعض الاحيان تحث على المشاركة في التسجيل في الانتخابات او التصويت، او حتى التبرع للحملة الانتخابية. وقالت مصادر الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب إنه سيبقى على تواصل مع الناس كما كان اثناء الحملة الانتخابية وعن طريق الانترنت، وهو ما سيعني ان باراك اوباما سيلجأ الى تقنيات حديثة في التواصل مع الآخرين. ويتوقع ان يدخل اوباما تغييرات على أسلوب العمل في البيت الأبيض، وأفادت بعض التقارير الاخبارية، امس، انه سيعمل على استحداث «نسخة جديدة من البيت الابيض» (نيولوك) وذلك بعد استلامه مهامه في 20 يناير (كانون الثاني).

وكان باراك اوباما قد وجه رسالة عبر البريد الالكتروني الى ملايين المناصرين ليلة الانتخاب في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) ليشكر كل من أعطى «وقته وموهبته وحماسته لهذه الحملة»، لكنه اضاف انه ما زال «ينبغي فعل الكثير» وانه سيعاود الاتصال بهم «قريبا بخصوص الخطوات التالية»؛ وهي إشارة واضحة الى انه لن يتخلى عن اسلوبه المفضل في الاتصال المباشر مع الناس عبر الانترنت.

ونسب الى مديرة معهد سياسات الديمقراطية والانترنت في جامعة جورج واشنطن جولي جيرماني «الكثير من الناس يراهنون على ذلك». وتساءلت «هل ستستخدم ادارة اوباما نظام اتصالها الواسع، وقاعدة بياناتها وجماعات الانترنت التي أسستها كافة لتعزيز الدفاع عن الحقوق؟»، وقالت «يمكنهم، على سبيل المثال إرسال بريد الكتروني او رسالة قصيرة عبر الهاتف الجوال او الاتصال بالأفراد في مناطق معينة لحثهم على الضغط على السيناتور او النائب الذي يمثلهم في الكونغرس بخصوص قضايا تهم ادارة باراك اوباما».

وفي السياق نفسه، قال ميكا سيفري احد مؤسسي موقع تيكبرزيدنت دوت كوم، وهو مدونة تعنى بالسياسة والانترنت، يعتقد ان ادارة اوباما ستفعل ذلك او أقله ستحاول فعل ذلك. وقال «ان إعطاء الناس شعورا بالمشاركة الفعلية سيزيد من حماسهم للتحرك من اجل دعم برنامجه التشريعي لأنهم سيشعرون انه برنامجهم ايضا». وأضاف «سيتعلم من خلال النجاح في هذه المهمة او الفشل، انه كلما شارك مناصريه ستزيد سلطته».

وبدا من تحركات اوباما الاولى بعد انتخابه انه لن يكتفي بتحفيز مناصريه بل سيستمع اليهم. وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون قد قال خلال الحملة الانتخابية «إنه مستمع جيد» اما الجنرال المتقاعد بول ايتون وهو مستشار اوباما للشؤون العسكرية فقد قال «قدرته على الاستماع للآخرين مذهلة». ودعا موقع تشاينج دوت كوم الذي اطلقه فريق المرحلة الانتقالية في مرحلة اوباما امس زوار الموقع الى «سرد قصتهم والادلاء بأفكارهم، والمشاركة في احداث التغيير الايجابي الدائم في البلاد». ويحث الموقع زواره تحت شعار «الحكومة المفتوحة» على «المشاركة برؤيتهم» عبر البريد الالكتروني ويطلب منهم عنوانهم الالكتروني ورقمهم البريدي، وهي معلومات اساسية لجمع قاعدة بيانات رقمية.

وساهم كريغ نيومارك مؤسس موقع كريغليست دوت كوم للاعلانات كمستشار تكنولوجي لأوباما، وهو من المطالبين بحكومة أكثر انفتاحا وتجاوبا.

وأشار الى ما يدعى «برنامج 311» في نيويورك وسان فرانسيسكو. وقال «هذه البرامج هي بمثابة خدمة العملاء لدى الادارات المحلية، وإذا اردت اصلاح فجوة في الطريق تتصل بالرقم 311»، وأضاف «فلنبدأ بتوسيع تجربة انظمة 311 الى الحكومة برمتها». وقال «هناك كذلك مسألة الشفافية (..) الانترنت تعني الشفافية. والمرحلة الاولى هي حملة الانتخابات، بعدئذ ينبغي إحلال بعض الديمقراطية الشعبية الحقيقية عبرها».

اما ديفيد الماسي الذي كان مدير قسم الانترنت والتواصل الالكتروني في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، فأكد ان الانترنت «وسيلة فعالة جدا في عرض برنامج الرئيس». وقال ان «الانترنت يشبه في الحقيقة متحدثا يعمل على مدار الساعة». «في أثناء نومنا يبقى الانترنت متوافرا للذين يبحثون عن معلومات حول قوانين الطاقة او الحرب على الارهاب او الحرب في العراق». وعمل الماسي على تحديث موقع البيت الأبيض الرسمي على الانترنت طوال عامين فحوله الى موقع اكثر تفاعلية، غير انه حذر من ان ادارة أوباما قد تصطدم بمحدودية قدرتها على التحرك. وقال «على سبيل المثال لا يحق لك ان تثبت كعكات (كوكيز) في كمبيوترات الآخرين»؛ وهي تعتبر جواسيس الكترونية تجمع المعلومات حول المستخدمين «اضطررنا على العمل ضمن هذه الحدود». وأضاف الماسي «وقد لا يثق البعض بالحكومة على قدر ما يثقون بحملة انتخابية لمرشح». وقال سيفري ان اوباما «يبدو انه يتسم بصحة الحدس، لكن عليه اثباته بالفعل وفي تفاصيل ما سيفعله». ووافقت جيرماني على ذلك «الفرق واسع بين وضعي المرشح والرئيس، حيث تتغير أمور كثيرة بين الانتخاب وتولي زمام الامور».