الفلسطينيون يتسلحون بالشموع لمواجهة الظلام

مسيرة في ساحة الجندي المجهول في غزة بالتزامن مع انقطاع الكهرباء

TT

تنفس ماجد أبو سمحة، 40 عاما، الصعداء عندما أخبره صاحب المحل التجاري في مخيم المغازي للاجئين أن لديه عددا من الشموع، بعد أن طاف ماجد المحاضر الجامعي على معظم المحال التجارية في المخيم. وكان ماجد على عجلة من امره بعد أن تبادر الى اسماعه أن التيار الكهربائي سينقطع عن غزة في اية لحظة من ليلة أمس. وبسبب الطلب الزائد على الشموع فقد نفد ما لدى المحال التجارية في المخيم من شموع، فالتزود بالشموع للإضاءة في عتمة الليل هو أحد البدائل التي يلجأ اليها الفلسطينيون في ظل انقطاع التيار الكهربائي. وهناك بالطبع من لديه مصابيح تعمل بالكيروسين، وهو ما يعني منح الأسر التي تملك مثل هذه المصابيح فترة إضاءة أطول وأقوى.

لكن مما لا شك فيه أن اكثر القطاعات التي ستتضرر من انقطاع التيار الكهربائي سيكون قطاع الصحة كما يقول جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار. ويؤكد الخضري أن هناك خطرا يتهدد حياة الكثير من المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى الكلى الذين يحتاجون الى عمليات غسل للكلى بشكل منتظم خلال الاسبوع، وكذلك مرضى القلب، ناهيك عن التأثير على امكانية اجراء عمليات جراحية. ولا تتوقف مشاكل الناس في غزة عند قطع التيار الكهربائي المتوقع، بل يتعداه الى انقطاع امدادات الغاز المعد للاستخدام المنزلي، فنسبة كبيرة من الفلسطينيين فقدوا ما لديهم من غاز، وبعضهم من عاد الى استخدام الوسائل البدائية في الطهي، وتحديداً الحطب، والبعض الآخر غير من أساليب غذائه لمواءمة الواقع الجديد، بحيث بات يقبل على تناول الأطعمة المعلبة. غسان إبراهيم المدرس في احدى مدارس الوكالة قال لـ«الشرق الأوسط» إنه في ظل انقطاع امدادات الغاز اصبح يستخدم أدوات طهي كهربائية في انضاج الطعام، لكنه سيجد نفسه مضطراً للاستغناء عنها في حال انقطع التيار الكهربائي بشكل تام. وفي نفس السياق اكدت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أنها ستنظم مسيرة شموع في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة بالتزامن مع توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل وانقطاع التيار بشكل كامل عن غزة. وأعلنت اللجنة أن مئات المواطنين سيتجمعون في ساحة الجندي الساعة السادسة والنصف من مساء امس وهم يضيئون الشموع ويحملون اللافتات المنددة بالحصار والمطالبة بإنهائه بشكل فوري وتزويد غزة بالوقود اللازم لكافة مناحي الحياة بما فيها محطة التوليد وفتح كافة المعابر. من ناحيتها حملت الحكومة المقالة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الآثار المترتبة على إغلاق المعابر لليوم السابع على التوالي سياسياً وميدانياً وإنسانياً، خاصة مع نفاد غالبية الكميات الموجودة في غزة من غاز الطهي وتوقف معظم الأفران عن العمل ونفاد الوقود الصناعي المستخدم في شركة توليد الطاقة التي سيتم إطفاؤها. وفي تصريحات قال طاهر النونو الناطق بلسان الحكومة إن غزة ستعاني من عجز في إمدادات الطاقة يبلغ حوالي 50% يضاف إلى ذلك أن محافظة خان يونس تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ يوم الأحد الماضي نتيجة إصرار الشركة القطرية الإسرائيلية على عدم تصليح الأعطال في الخط الرئيسي المغذي للمحافظة مما تسبب في فقدان ما يقارب 12 ميغاواط من الطاقة التي تتم الآن تغطية بعض العجز فيها من محطة توليد الكهرباء الوحيدة التي توشك على التوقف ايضا. واشار النونو الى ان السلطات الاسرائيلية تمنع إدخال المواد اللازمة للصيانة خاصة المحولات والكوابل بشركة توزيع الكهرباء مما اسفر عن عجز الشركة عن إجراء أعمال الصيانة في حال حدوث أي عطل على الشبكة، مؤكدا أن مواصلة اسرائيل إغلاق المعابر هي محاولة واضحة لتدمير التهدئة والضغط على الشعب الفلسطيني لانتزاع مواقف سياسية وتحقيق مكاسب انتخابية لوزير الحرب ايهود باراك.