ألمانيا: «القطار النووي» القادم من فرنسا يشع 500 مرة أكثر من الطبيعي

توقع تسرب نووي من حاوياته

TT

استخدم خبراء منظمة السلام الأخضر «غرينبيس» أجهزة حديثة لقياس مدى التسرب من حاوية النفايات النووية القادمة على متن قطار من لاهاج الفرنسية إلى مقبرة النفايات النووية في غورليبن(غرب). وذكر هاينز شميتال، الخبير النووي في المنظمة، أمس أنه قاس اشعاعات ترتفع إلى 4.8 ميكروسيفر على بعد 14 مترا من القطار، وهذا يعني أن التسرب النووي من الحاوية، وبالتالي من القطار، اكثر 500% من الحد الطبيعي. وأكد الخبير أن حاويات عام 2008، التي يقال إنها أكثر إحكاما من سابقاتها، تسرب الاشعاعات النووية أكثر بكثير من مثيلاتها عام 2005.

ويعتبر قياس 4.8 ميكروسيفر ضمن الحدود المسموح بها عدا عن أن شميتال قاسها عن بعد 14 مترا عن القطار، وهذا يعني أن النسبة تتعدى الحد المسموح به بالتأكيد على بعد 5 أمتار من القطار، وتكون خطرة تماما على صحة رجال الشرطة، ويمكن للشرطي في هذه الحالة أن يتلقى من الإشعاعات خلال ساعة واحدة قدر ما يتلقاه الإنسان العادي طوال سنة.

وطبيعي فإن هذه النسبة العالية من الإشعاعات تشكل خطرا مباشرا على حياة وصحة آلاف رجال الشرطة الذين يتولون حراسة القطار ضد أكثر من 20 ألف متظاهر يواصلون عرقلة وصول الحاوية إلى مقبرة غورليبن. وتأخر القطار القادم من محطة لاهاج النووية الفرنسية أكثر من 14 ساعة عن موعده بسبب المتظاهرين الذين يقطعون الطرق ويخربون السكك احتجاجا على نقل النفايات النووية.

ونجح بعض المتظاهرين أمس في التسلل إلى الشارع المؤدي إلى غورليبن عند داننبيرغ حيث ينبغي نقل الحاوية من القطار إلى شاحنة ضخمة بواسطة رافعة. وبنى المتظاهرون على الطريق ثلاثة أهرامات من الاسمنت الصلب وزن كل منها نحو 750 كم، وانشغل رجال الشرطة أكثر من ساعة في إزالة العوائق من الطريق.

وذكر مصدر في الشرطة أن «نواة صلبة» من المتظاهرين، قوامها نحو 1200 شخص، يجلسون بجماعات قاطعين طريق الشاحنة. وأكد الشرطي أن متظاهري هذا العام أكثر استعدادا لممارسة العنف من السنوات السابقة. وكانت كلفة إنزال الشرطة لحمية القطار من المتظاهرين كل مرة ترتفع إلى 30 مليون يورو. وحاولت الشرطة في السنوات السابقة تحميل المتظاهرين المقبوض عليهم كلفة الإنزال، إلا أن محكمة الدستور الاتحادية رفضت هذه المحاولة.