الفلسطينيون يقررون المقاطعة.. ومرشح يحاول إقناعهم بمواجهة المتطرفين

الصراع على رئاسة بلدية القدس يضع مستقبل الفلسطينيين فيها على مفترق طرق

TT

تشهد المدن الاسرائيلية، اليوم، معركة انتخابات بلدية حامية الوطيس، يحاول فيها حزب كديما برئاسة تسيبي لفني احتلال مواقع فيها تؤهله ليبقى حزب سلطة. ولكن الأنظار تتجه بالأساس الى مدينة القدس، التي تشهد صراعاً بين مرشحين من قوى اليمين يتنافسون في التطرف في مواقفهم السياسية والمشاريع التي تضمن بقاءها جزءاً من اسرائيل بأقل ما يمكن من السكان العرب. وتعتبر الانتخابات البلدية في اسرائيل، عموما، أحد المقاييس المهمة لمعرفة مدى شعبية كل حزب.

وخلال السنتين الماضيتين، تحول العديد من رؤساء البلديات الى حزب كديما الحاكم، بوصفه حزب سلطة جديدا. ولكن حزبي الليكود والعمل المنافسين يحاولان تثبيت مواقعهما في السلطات المحلية، خصوصا ان البلديات أيضا تشكل رافعة لكل حزب تعينه على تحقيق الانجازات في الانتخابات البرلمانية، المقرر اجراؤها في 10 فبراير (شباط) المقبل. وحسب تقرير وزارة الداخلية الاسرائيلية يوجد 4 ملايين و734 ألف صاحب حق في الاقتراع بالانتخابات البلدية في اسرائيل، يشاركون في انتخابات 159 مجلسا بلديا، فضلا عن مئات المجالس المحلية (القروية) والاقليمية. وبين هذه البلديات 13 بلدية عربية، اضافة الى عشرات السلطات القروية (فلسطينيو 48). ويشارك ثلاثة مواطنين عرب في التنافس على رئاسة بلديات مختلطة تعيش فيها أكثرية يهودية، هي حيفا: والمرشح العربي لرئاستها هو وليد خميس مندوباً عن حزب التجمع الوطني، منافساً لسبعة مرشحين يهود، وعكا: والمرشح هو أحمد عودة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، منافسا لثلاثة مرشحين يهود وتل أبيب: يافا والمرشحة امرأة من حزب «دعم» العمالي، وهي أسماء اغبارية، ويوجد سواها خمسة مرشحين آخرين. وثلاثتهم يعرفون ان امكانيات نجاحهم غير واقعية. لكنهم يرشحون أنفسهم كنوع من الاحتجاج يقولون فيه إن أيا من المرشحين اليهود للمنصب لا يقنع الناخبين العرب.

أما في القدس، فإن الانتخابات للرئاسة تدور بين مرشحين رئيسيين اثنين من اليمين المتطرف، هما: مئير بوروش، أحد قادة اليهود المتدينين المتزمتين من تحالف «يهدوت هتوراة» الاشكنازي، ونير بركات، رجل الأعمال الذي كان بدأ حياته يسارياً في حزب «ميرتس» ثم انتقل الى اليمين المتطرف ويسعى لزيادة وزنه لدى أحزاب اليمين المتطرف حتى يحظى باصواتهم. والمرشحان يتعهدان بزيادة مشاريع الاستيطان بالقدس وزيادة نسبة اليهود فيها وتقليص نسبة السكان الفلسطينيين. ويمتنعان عن النشاط الانتخابي في صفوف الناخبين العرب من سكان القدس الشرقية المحتلة. ولكن هناك مرشحا ثالثا لرئاسة البلدية، اسمه أركادي غيدماك، يسعى لإشراك الفلسطينيين في الانتخابات. وغيدماك هو رجل أعمال يهودي من روسيا مطلوب للعدالة في فرنسا بسبب صفقات سلاح مشبوهة قام بها مع مسؤولين فرنسيين. وهو يخضع للتحقيق في قضايا تجاوزات مالية أيضا في اسرائيل. لكنه يحظى بتأييد جماهيري بسبب امتلاكه أحد أهم فرق كرة القدم في القدس وبسبب عدة تبرعات كبيرة قام من خلالها بدعم نشاطات جماهيرية. ويقول غيدماك للمواطنين الفلسطينيين في القدس انه يريد اشراكهم في ادارة البلدية حتى تتغير أوضاعهم المعيشية. ويضيف ان منافسيه اليمينيين مرتاحان جدا من مقاطعة الفلسطينيين للتصويت، علما بأن الفلسطينيين يشكلون ثلث السكان والخدمات البلدية لديهم قليلة جدا. ويتابع القول ان تصويت الفلسطينيين للبلدية لا يعني بالضرورة أنهم يقبلون ضمها سياسيا وانه عندما يتفق على حل سياسي يستطيعون اختيار أي مصير يريدون، ولكنه يدعوهم الى أخذ دور في الانتخابات من أجل وقف اهمال مدينتهم وأحيائهم وتحصيل حقوقهم في التعليم. بيد ان السلطة الفلسطينية أصدرت بيانا دعت فيه السكان الى مقاطعة هذه الانتخابات، بل ان مدير الرئاسة، رفيق الحسيني، هدد بمعاقبة مَنْ يخرق هذه الأوامر. وجاء تهديد الحسيني متأخرا، في وقت سادت فيه البلبلة بين المواطنين.