مسلحون صوماليون يخطفون راهبتين إيطاليتين في غارة على بلدة حدودية

ألقوا قنبلة يدوية ثم أطلقوا صاروخا

ماريا تريزا أوليفيرو إحدى الراهبيتين اللتين اختطفتا في قرية كينية أمس في صورة غير مؤرخة مع فتاة صومالية (إ.ب.أ)
TT

قال شهود عيان ان مسلحين صوماليين خطفوا راهبتين ايطاليتين امس في غارة قبل الفجر على بلدة كينية قرب الحدود. والصومال من أخطر دول العالم بالنسبة للعاملين في مجال المساعدات اذ يتعرضون للخطف أو القتل في هجمات يلقى باللائمة فيها عادة على الاسلاميين أو الميليشيات العشائرية. والغارات عبر الحدود من الامور المألوفة في المنطقة النائية القاحلة لكن عادة ما يقوم بها لصوص الماشية أو قطاع الطرق الذين يستهدفون التجار المحليين في كينيا والصومال. وقال أحد العاملين المحليين في مجال المساعدات في بلدة الواك الصغيرة ان ما لا يقل عن 60 مسلحا دخلوا البلدة حوالي الساعة الواحدة صباحا امس(2200 بتوقيت جرينتش) وألقوا قنبلة يدوية ثم أطلقوا صاروخا على موقع للشرطة الكينية. وقالت جماعة «موفمينتو كونتمبلاتيفو مسيوناريو بادر دي فوكولد» التبشيرية التي تنتمي اليها الراهبتان ان الراهبتين هما كاترينا جيرودو (67 عاما) وماريا تريزا اوليفيرو (60 عاما). وقالت وزارة الخارجية الايطالية انها توفر «كل أشكال التعاون الممكنة مع السلطات المحلية». وقالت جمعية الصليب الاحمر الكينية ان المسلحين فروا في وقت لاحق في ثلاث سيارات مخطوفة ويخشى أن يكونوا قد عادوا بالرهينتين عبر الحدود. وقال الشيخ حسن حسين حاكم اقليم جيدو المجاور في الصومال انه لا يعلم أين ذهب الخاطفون بالرهينتين.

وأضاف لرويترز هاتفيا «لا نعرف من هم على وجه التحديد لكن يمكننا أن نطلق عليهم قطاع طرق صوماليين». وتشير أصابع الاتهام في هذه الهجمات عادة الى المقاتلين الاسلاميين أو الميليشيات العشائرية لكن قادة المقاتلين يقولون ان متشددين في الحكومة يقفون وراء مثل هذه الاعمال بهدف تشويه سمعتهم وحمل المجتمع الدولي على التدخل. ويأتي الحادث بعد أيام قليلة من انتهاء عملية للجيش الكيني لمصادرة الاسلحة النارية غير المرخصة في المنطقة. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الكينية بشأن الهجوم الذي شارك فيه عدد كبير من المسلحين وخطط له بعناية على ما يبدو.

وقال بينو ايزواردي عضو الجماعة التبشيرية الايطالية «لم تكن هذه عملية ابتزاز بسيطة للمال او أمرا مشابها»، وقال ان الراهبتين لا تعانيان من مشاكل صحية ظاهرة ولم يصب احد خلال عملية الخطف. وتعمل جماعته في المنطقة منذ عام 1983 حيث تعالج الاطفال المرضى الى جانب الكبار الذين يعانون من مرض الدرن الرئوي وسوء التغذية. واضاف لرويترز «اخذوا الراهبتين بدون ان يأخذوا شيئا من المكان لا مال ولا اي شيء اخر». الا ان مفوض المقاطعة اولي توتي قال ان المهاجمين استولوا ايضا على هواتف واجهزة كمبيوتر وأموال من السكان المحليين.

وفي الهجوم السابق الذي استهدف عاملين في المجال الانساني في الصومال اغتال مسلحون في مدينة جامامي الى الشمال من ميناء كيسمايو الذي يسيطر عليه المتمردون صوماليا يدير المكتب المحلي لجمعية «ميرسي كوربس» الخيرية ومقرها الولايات المتحدة.

كما اقتحم مسلحون الاسبوع الماضي مهبطا للطائرات في وسط الصومال وخطفوا أربعة أوروبيين يعملون في مجال المساعدات وطيارين كينيين اثنين، وقال سكان محليون ان الرهائن نقلوا الى مقديشو.