الإسلامي الليبي ابن عثمان لـ«الشرق الأوسط»: أصل المشكلة في المنطقة صراع قبلي أدى إلى تدخل السلطات

رئيس جبهة التبو يهدد بأن حقول النفط في الكفرة ليست ببعيدة عن أيديهم

TT

قال الإسلامي الليبي نعمان بن عثمان لـ«الشرق الأوسط» القيادي السابق بالجماعة الليبية المقاتلة «إن المشكلة في الكفرة هي قضية تتعلق بصراع قبلي بين قبيلة الزوية وقبيلة التبو»، واضاف «إن اصل القضية ان أبناء الزوية لا يعتبرون قبيلة التبو السكان الأصليين للمنطقة بل أفارقة من تشاد حضروا اثناء الحرب التشادية الليبية في70 و80، وكان بعضهم قاتل مع المعارضة التشادية، ولكن واقع الامر يقول ان جزءا كبيرا من قبيل التبو ليبيين أصليين لانهم قاتلوا ضد المستعمر الإيطالي». والجديد في القضية حسب بن عثمان هو ضبط عناصر من التبو قاموا بتزوير أوراق ومستندات تؤكد ملكيتهم لأراض في المنطقة، والشيء الذي صعد الأمر إلى حد العنف هو مشاركة ناس التبو بقتل 4 من قبيلة الزوية مما ادى الى اشتعال الموقف وتدخل السلطات الأمنية للدولة لوقف القتال. ومن جهة اخرى، استمرت السلطات الليبية في تجاهل التطورات التي تشهدها مدينة الكفرة منذ أيام وامتنعت لليوم الخامس على التوالي عن التعليق عليها، على الرغم من أنها تلقت استفسارات من بعض العواصم الغربية بشأنها وفقا لما أكدته مصادر غربية وثيقة الصلة بالشأن الليبي لـ«الشرق الأوسط».

وعوضا عن محاصرة المدينة التي باتت معزولة تماما عن العالم وقطع كل الطرق البرية المؤدية إليها، عطلت السلطات الليبية أيضا كافة شبكات الاتصالات الأرضية والنقالة.

وفي تهديد هو الأول من نوعه قال عيسى عبد المجيد منصور رئيس جبهة التبو لإنقاذ ليبيا المناوئة للنظام «أن حقول النفط القريبة من مدينة الكفرة ليست ببعيدة عن أيدي سكان التبو الغاضبين من سياسات السلطات الليبية بحرمانهم من حقوقهم الدستورية».

وقال منصور لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات عبر الهاتف من مقره في العاصمة النرويجية «أوسلو» إن الكفرة ما زالت تعرض لحصار أمنى شديد وأن السلطات الليبية ما زالت تستعيد المزيد من قوات الأمن لتطويق المدينة ومنع انتشار الاضطرابات الدامية التي تشهدها إلى مناطق ومدن أخرى في ليبيا. وأضاف «نقول للعالم وللنظام هل ستستمعون إلينا وإلى مطالبنا لو دمرنا حقول النفط أو خربنا الأنابيب الناقلة له؟ مؤكدا أن سكان التبو لو واتتهم الفرصة لضرب هذه الحقول وخطوط إمدادات النفط لن يتورعوا عن ذلك في سبيل إبلاغ العالم محنتهم».

وتبعد مدينة الكفرة حوالي 400 كيلو متر فقط من حقل السرير أحد أهم حقول النفط الليبية والذي تشير التقديرات الرسمية إلى أنه يحوي ما بين 300 مليون إلى 600 مليون طن من النفط.

وتحدى منصور أن توافق السلطات الليبية على دخول وفد إعلامي محايد أو لجنة لتقصي الحقائق إلى المدينة، ساخرا من محاولة السلطات الليبية الإيحاء بان ما تشهده المدينة مرجعه إلى اشتباكات بين قبيلتي التبو والزوية. وقال منصور «لدى التبو مشاكل كثيرة مع النظام، وهي مشاكل متراكمة حان الوقت لحلها قبل أن تتحول المنطقة إلى دارفور أخرى». ويعتقد الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للملف الليبي أن مناطق جنوب ليبيا مهيأة لمخاطر شديدة وأن تشهد عمليات تمرد واسعة النطاق على غرار ما يجري بين المتمردين والحكومة السودانية في دارفور.

وقال مختار كعبيار الناشط السياسي الليبي أن العديد من التشاديين دخلوا الأراضي الليبية القريبة من الحدود مع تشاد على مدى السنوات الماضية، وان جانبا كبيرا منهم يشبه قبائل الطوارق التي تتنقل على حدود مالي والنيجر. وأبلغ كعبيار «الشرق الأوسط» في تصريحات هاتفية من العاصمة البريطانية لندن، أن بعض هؤلاء ارتكبوا أخطاء من بينها رفع علم تشاد على بعض المباني الحكومية في الكفرة، معتبرا أن هذا غير مقبول ومرفوض تماما. ونفى كعبيار وجود أي خوف على حقول النفط الليبية وقال انه ليس بمقدور أحد تهديد هذه الحقول أو حتى مجرد الاقتراب منها.

من جهتها انتقدت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وهي تنظيم سياسي مناوئ للعقيد القذافي تصرفات نظام القذافي تجاه سكان مدينة الكفرة، وحيت في المقابل موقف أهالي المدينة في تصديهم لظلم نظام القذافي ورفض الخضوع لتصرفاته الإرهابية والمحاولة للنيل من حقوقهم. واعتبرت الجبهة في بيان لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع المأساوية في الكفرة هي نتاج للسياسات العابثة التي اتبعها حكم القذافي والتي أخضعت من خلالها المنطقة كلها لحالة من الفوضى والانتهاك المستمر لحقوق المواطنين وبث الفتن وزرع الشقاق بين المواطنين».