المرجعيات الشيعية تطالب بتغيير المناهج الدراسية العراقية

مسؤولون في مجلس محافظة النجف لـ«الشرق الاوسط»: الحكومة لم تحرك ساكنا

TT

جددت المرجعية الدينية في النجف مطالبتها بتغيير المناهج التدريسية التي كتبت في زمن النظام السابق ومراعاة ما يثير حفيظتها. وقال الشيخ خالد النعماني، نائب رئيس مجلس محافظة النجف مضيفا، ان «المرجعية أكدت ونبهت مرارا وتكرارا الى ذلك، وقد استدعت وزير التربية الحالي الذي استمع لتصريحات المرجعية لكن لم يحدث أي تغير». وقال الشيخ النعماني لـ«الشرق الاوسط» إن «الشعب العراقي ضحى بكل ما يملك من اجل تغيير النظام السابق وتغيير كافة أفكاره، ومنها تغيير المناهج التي كتبت في زمنه الجائر حيث يتطلع أكثر من 35% من الشعب العراقي، وهم من طلبة المدارس إلى التغيير»، مؤكدا ان نحو ست سنوات مرت على سقوط النظام السابق «ونحن ندرس بمناهجه، والمشكلة هي انه من حق وزير التربية ان يغير المناهج لكنه لم يحرك ساكنا».

وأوضح النعماني ان «لدينا مدرسة اهل البيت لماذا تلغى أفكارها ومن حقنا ان ندرس أفكارها وهذه ليست طائفية ومن حق كل طائفة ان تدرس افكار طائفتها في العراق وليس مفروضا علينا أن ندرس تاريخ شخصيات تفرض علينا من قبل النظام السابق. لا اظن اخواننا السنة ولا الشيعة يرضون بذلك لأنها خارجة عن المنظومة الدينية وهي صنعت صناعة». واضاف النعماني «ما قيمة الإعمار والبناء ونحن لم نغير شيئا في التدريس.. أولادنا لا يعرفون معنى التوحيد والشرك ومعنى النبوة، ونحن في النجف مستعدون لان نضع مناهج كاملة لوزارة التربية التي تماطل في الروتين». وخاطب نائب رئيس مجلس محافظة النجف الحكومة قائلا «اذا لم تكن لأولادكم مشكلة فان لأولاد الناس مشاكل.. أولاد الناس أمانة شرعية ودينية وهذه ليست قضية نفط واعمار بل على الحكومة صنع الانسان لصناعة المستقبل ولكن بطريقة الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التربية لا اظن سنصنع مستقبلا للعراق ابدا». وأضاف النعماني «هنالك دوائر تحطمت من خلال مديريها أغلبهم مصابون بامراض نفسية ومعقدون.. كيف اذن يقودون دوائرهم، وعلى الحكومة العراقية تشكيل لجنة لتحري مديري الدوائر او الوزراء قبل تعيينهم». أما رئيسة لجنة التربية في مجلس محافظة النجف سهيلة الصائغ، فطالبت بان «يكون هنالك إنصاف، مثل ما هو موجود في بعض المواد التي فيها مدح وإسهاب في المدح لبعض الخلفاء والشخصيات .. نريد ذلك أيضا لأئمتنا الذين لهم الباع الطويل والصوت الأول والقلم الأول في كل المجالات حتى في المجالات العلمية، فمثلا جابر بن حيان كان طالبا عند الامام الصادق.. وهو اول عالم في الكيمياء لكن لم يشر الى ذلك». واضافت «رغم تأكيد مراجعنا ولقاء وزير التربية بهم، الذي وعد ببعض التغيير، لكن لا تنفيذ».

من ناحيته، قال عضو مجلس محافظة النجف منذر الحاتمي، ان «من حق الانسان الاطلاع على تراثه ودراسة عقيدته ودينه، لكن فترة النظام السابق كانت فترة حصار فكري وعلمي وثقافي وبالاخص للمذهب الشيعي ولا نريد ان نتحدث بالطائفية.. ولكن من حقنا دراسة تاريخنا ومن حق الاخرين فعل ذلك».

واضاف: «المناهج الدراسية جعلها النظام السابق أداة لتحريف وتزوير التاريخ وجعلها اداة لمسح مذهب اهل البيت.. ومنذ السقوط ولحد الان لم نلاحظ قيام الدولة او وزارة التربية ومجلس النواب باجراء تغيير في المناهج الدراسية واعطاء المسيحي والسني والصابئ والشيعي الحق في دراسة تاريخه وتراثه وفق ما يعتقد به».  مدير إعلام تربية النجف ماجد السوداني قال ان «المرجع الديني الكبير علي السيستاني اكد خلال زيارتنا له العام الماضي، أن تغيير المناهج يكون بما يتناسب مع ألوان الطيف العراقي وهو ضد منهج دراسي لشيعي أو سني ويريد منهجا موحدا لكل الطوائف». وأضاف السوداني لـ«الشرق الأوسط» ان «وزارة التربية قامت بتغيير المناهج بصورة تدريجية والوزارة جادة في تغيير المناهج لمادة التربية الإسلامية والمطالعة والنصوص والتاريخ».