ناسا تعلن «وفاة» المسبار فينيكس

بعد تحقيقه اكتشافات مثيرة على الكوكب الأحمر

رسم تخيلي للمسبار الأميركي فينيكس فوق سطح المريخ بعد أكثر من خمسة أشهر من العمل ارسل خلالها معطيات كثيرة سمحت بالتأكد من وجود مياه مجمدة على سطحه (أ.ب)
TT

بعد عمله لأكثر من خمسة أشهر على سطح المريخ، أعلن علماء وكالة الطيران والفضاء الأميركية عن انتهاء مهمة «فينيكس»، أكبر مسبار أميركي في نوعه، بعد أن توقف الاتصال معه. وكان «فينيكس» قد وصل الى سطح الكوكب الأحمر في 25 مايو (أيار) الماضي في مهمة تمتد لثلاثة أشهر فقط. وقد نجح في إرسال بيانات كثيرة، منها أكثر من 25 ألف صورة لمحيط الموقع الذي هبط فيه، سمحت للعلماء خصوصا بالتأكد من وجود مياه مجمدة في القطب الشمالي للكوكب الأحمر، وهو الهدف الرئيسي للمهمة.

وقال باري غولدشتاين، مدير مشروع «فينيكس» في مختبر الدفع النفاث، في تصريحات صحافية أول من أمس، إن المسبار توقف عن البث باتجاه الأرض في 2 نوفمير (تشرين الأول) الجاري. وأضاف: «نعلن انتهاء نشاطات فينيكس»، موضحا أن الفريق العلمي سيواصل الاستماع خلال الأسابيع المقبلة لتلقي أي رسالة يمكن أن يبثها فينيكس في حال استأنف عمله.

وكان توقف المهمة متوقعا بسبب انخفاض درجات الحرارة مع اقتراب الخريف وتناقص طول النهار، الأمر الذي لا يسمح بإعادة شحن بطاريات المسبار الشمسية وتخزين كمية كافية من الطاقة. وتهبط درجات الحرارة ليلا على المريخ الى 100 درجة مئوية تحت الصفر، وتكون في حدود 45 تحت الصفر نهارا.

وقال بيتر سميث، الباحث في جامعة أريزونا والمسؤول العلمي عن المسبار: «لقد فاجأنا فينيكس، وأنا متأكد أننا سنستخرج مزيدا من الأشياء المدهشة في هذا الكنز من المعلومات خلال السنوات المقبلة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أن المسبار برهن على وجود مياه مجمدة في القطب الشمالي للمريخ. وأضاف: «لقد حفرنا في الجليد ونعرف سماكته وكيف يتغير في السطح ورأينا أنواعا عدة من الجليد».

وصمم المسبار بذراع تقوم بالحفر على سطح المريخ، وجمع عينات من تربته ومن الجليد وتحليلها بأدوات مختلفة بينها معدات قادرة على تسخين المواد حتى ألف درجة مئوية. والى جانب التأكد من وجود مياه، أكد فينيكس للمرة الأولى أن درجات قلوية التربة على سطح المريخ معتدلة، وأظهر وجود ترسبات صغيرة للملح يمكن أن تسمح لكائنات دقيقة بالحياة، إضافة الى كلس يدل على وجود سابق للمياه.