الأمم المتحدة تتوقع عنفا مع الانتخابات البلدية

مفاوضات مع بغداد لإنشاء مقر للمنظمة الدولية بتكلفة 98 مليون دولار

TT

توقعت الأمم المتحدة اندلاع أعمال عنف واضطرابات في العراق ترتبط بانتخابات المحافظات التي ستجري في مطلع عام 2009. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الدوري الذي غطى فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق انتخابات مجالس المحافظات بـ«أهم حدث سياسي في الأشهر المقبلة في العراق». وأوضح بان كي مون في تقريره الذي قدمه إلى مجلس الأمن «أن هذه الانتخابات بمقدورها أن تعزز الحوار السياسي وتنشئ مجالس محافظات تمثيلية وأن تمكن زعماء الطوائف من تلبية احتياجات المواطنين المحليين بالتعاون مع حكومة العراق».

وفي الوقت نفسه حذر من اندلاع موجة من العنف والاضطرابات تتزامن مع وقت إجراء الانتخابات، وقال «تلوح هناك احتمالات وقوع أعمال عنف واضطرابات ترتبط بالانتخابات كما شوهد مؤخرا في الموصل». وشدد على أهمية أن تجري الانتخابات في بيئة آمنة وبطريقة شفافة. ولاحظت بعثة الأمم المتحدة أنه بالرغم من علامات التحسن الهام الذي طرأ على الحالة الأمنية، إلا أنها ما زالت ذات طابع هش، على حد تعبيره، وتابع مون يقول «لا تزال المصالحة الوطنية هي الأولوية الرئيسة للعراق وللجهود التي تبذلها الأمم المتحدة»، وأضاف «أن إجراء انتخابات شاملة على مستوى المحافظات والمستوى الوطني وحل مسألة الحدود الداخلية واعتماد تدابير دستورية وتشريعية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي أمور من شأنها أن تهيئ فرصا هامة لجميع طوائف العراق». ودعا الأمين العام طوائف العراق المتنوعة وزعاماتها السياسية الى أن تواصل العمل مع بعضها البعض بروح من الحوار والتوافق. ولم تبد بعثة الأمم المتحدة ارتياحها من القرار الذي اتخذه مجلس النواب المتعلق بتمثيل الأقليات في مجالس المحافظات في كل من بغداد والبصرة ونينوى، وقال «ان النسب النهائية كانت دون المستوى المطلوب الذي أوصت به الأمم المتحدة». الى ذلك، تسعى الأمم المتحدة العام المقبل إلى توسيع دورها في العراق وإلى زيادة عدد العاملين فيها. وقال الأمين العام أن المفاوضات ما زالت جارية بين بعثة الأمم المتحدة والحكومة العراقية لتخصيص موقع للمنظمة قرب موقع السجود قرب المنطقة الخضراء. وذكر أن الحكومة العراقية قد أبلغته أن مدة تخصيص الموقع الجديد للأمم المتحدة هي 25 عاما. وقد تبلغ كلفة إنشاء المشروع أكثر من 98 مليون دولار. وذكر أن الموقع الجديد سيحظى بترتيبات أمنية ومزايا أخرى للمناطق الدبلوماسية المستقبلية مماثلة لموقع السجود في بغداد. وطلب الأمين العام بان كي مون من الجمعية العامة المصادقة على كلفة المشروع لتشييد مقر متكامل ومن أجل التعاقد مع شركة استشارية معمارية. كما توقع الامين العام أن يتنامى دور البعثة في العراق مع توسع وجودها ليشمل مدنا أخرى مثل النجف والرمادي والموصل وكركوك. وبين أن ملاك الموظفين المقترح لبعثة الأمم المتحدة خلال العام المقبل وحتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) القادم إلى 1055 موظفا مدنيا من بينهم 461 موظفا دوليا و593 موظفا وطنيا محليا، إضافة إلى 13 ضابط اتصال عسكري و298 فردا في القوة من وحدات الحرس.