بغداد: إعادة افتتاح جسر الأئمة الرابط بين الأعظمية والكاظمية بعد غلق دام أكثر من 3 سنوات

في احتفال برعاية الوقفين السني والشيعي ووسط هتافات مناوئة لإيران ومؤكدة على الوحدة

اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون يسير على جسر الائمة اثناء مراسم اعادة افتتاحه في بغداد امس (أ.ف.ب)
TT

شهدت بغداد امس حدثا عده الكثيرون أنه الأهم والأبرز خلال السنوات الماضية، حين قررت الجهات المعنية اعادة فتح جسر الأئمة الذي يربط منطقتي الاعظمية والكاظمية والذي اغلق قبل نحو ثلاث سنوات إثر مقتل نحو 1200 شخص بسبب تدافع اثناء مسيرة لزيارة مرقد الامام موسى الكاظم.

وبدأ الاحتفال بإعادة فتح الجسر بعد ان تحركت من جانب الاعظمية نخبة من سكان وأعيان المنطقة يتقدمهم رئيس ديوان الوقف السني الدكتور احمد السامرائي يقابلهم من جانب الكاظمية جمهور يمثل أهالي المنطقة يتقدمهم رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري. والتقى الوفدان عند منتصف الجسر، حيث كان بانتظارهم مسؤولو العاصمة والأجهزة الامنية، وبعد كلمات تلاها كلا الجانبين توجه الجميع لأداء الصلاة في جامع الامام ابو حنيفة النعمان في الاعظمية. رؤية الرافعات وهي ترفع الكتل الكونكريتية التي أغلقت جسر الائمة الذي يربط مدينتي الاعظمية بالكاظمية اقدم مناطق بغداد، منظر أجبر طلبة الاعظمية على ترك دوامهم والتجمع أمام مسجد الامام ابو حنيفة النعمان وانتظار السماح لهم بعبور الجســر والتوجه لمدينة الكاظمية، وفعلا كانوا اول من عبر الجسر وعجزت القوات الامنية عن منعهم وفعلا اجتازوا نقاط التفتيش وهم يرددون هتافات باسم العراق. ومن الجانب الآخر كان هناك ايضا من يسير لعبور الجسر والتقى شـباب الاعظمية بشباب الكاظميـة في منتصف الجسر ورددوا هتافات منها «إيران برة .. برة .. بغداد تبقى حرة»، وكذلك «بالروح بالدم نفديك يا عراق» و«اخوان سنة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه». النساء والأطفال وعلى جانبي الكرخ والرصافة فضلوا اعتلاء سطوح بيوتهم والنظر للاحتفالية الكبيرة التي قادها الوقفان السني والشيعي وبالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع والقوات المتعددة الجنسيات ومجلس محافظة بغداد والمحافظة، فكل كان له دور يؤديه لمنع حدوث أي عمل من شأنه إعاقة سير العملية التي تمت تحت حراسة أمنية مشــددة، فيما حرص قائد خطة فرض القانون عبود قمبر على إخلاء كل المظاهر العسكرية مطالبـا كافة القوات الامنية بترك مكان الاحتفال والاكتفاء بتطويق الجسر من كافة جوانبه، كونه احتفالا مدنيا شعبيا.

أبو محمود صاحب محل في الاعظمية، بين لـ«الشرق الاوسط» أن الجميع كان ينظر بألم لغلق الجسر «فالجميع يعلم ان هناك علاقات قديمة تربط الجانبين وأقصد اهالي الكاظمية والاعظمية، وكلنا نذكر ان مقاهي ومحال الاعظمية لم توجد لسكانها فقط بل يقصدها الناس من كافة مناطق بغداد وتحديدا من الكاظمية القريبة، وهكذا الحال بالنسبة لنا فكل ما نحتاج اليه من مشتريات نأتي بها من سوق الكاظمية المتخصص بأمور كثيرة»، مشيرا الى انه يتوقع عودة الحياة للأعظمية وبخاصة من الناحية التجارية التي تضررت كثيرا جراء هذا الأمر.

رئيس مجلس محافظة بغداد معين الكـاظمي، أوضح لـ«الشرق الاوسط»، ان افتتاح جسر الائمة «يمثل الأمل المشرق وانتصار الخير على قوى الظلام والتكفير ومن حاول بث التفرقة بين ابناء الشعب الواحد، والجســر هو القلب النابض لأهالي الأعظمية والكاظمية، والآن هم بانتظار اللقاء ويعــودون للتحرك خاصة في هذا الوقت الذي تشــهد فيه العاصمة زحاما مروريا وخاصة انه سيفتح أي الجسـر ذهابا وإيابــا، وإعادة فتح الطــرق في هذا الوقت تمثل رســالة لأهالي بغداد بعودة الحيــاة الطبيعية لها واندحار الارهاب». الشيخ احمد الغبان النعيمي رئيس السادة النعيم في العراق والوطن العربي، أكد ان فتح الجسر «هو فرحة وقدمنا بمرضنا للاحتفال مع اهلنا وهي بادرة خير للجميع، والجميع يعلم ان سكان المنطقتين هم اناس بسطاء لكن الغرباء دسوا التفرقة وقتلوا شبابنا وفعلوا ما فعلوا لكن كل شيء اتضح الآن ولم يعد هناك ما يؤثر على علاقتنا كأبناء وطن واحد». من جهته، أوضح قائد عمليات بغداد أن أهمية الجسر الذي بني عام 1957 «تأتي من انه يربط اطهر المناطق التي احتضنت مرقدي الامامين موسى الكاظم وابو حنيفة وكذلك يربط بين اكبر مقبرتين لجيوش المسلمين وهي مقبرة قريش ومقبرة الخيزران، كما نستذكر اليوم الاسود الذي شهده الجسر بتاريخ 31/5/2005، حيث استشهد أكثر من ألف عراقي بسبب فعل الارهابيين الذين كانوا يريدون جعل الجسر نقطة افتراق لا التقاء لكن خاب ظنهم. عندما نستذكر اسماء نتشرف بذكرهم وهم عثمان الأعظمي الذي ضحى بحياته لإنقاذ إخوته وكذلك فعل العشرات من أهالي الأعظمية».