بعد طلب تحويل البصرة إلى إقليم فيدرالي: سياسيون يؤيدون.. وآخرون يرفضون

مخاوف من تدخلات خارجية.. والبعض يعتبر الخطوة تمهيدا لعزل المحافظة وتهديدا لوحدة العراق

TT

تباينت آراء السياسيين والبرلمانيين في محافظة البصرة، سنة وشيعة، إزاء الطلب الذي تقدم به عضو في البرلمان العراقي الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجراء استفتاء شعبي في المدينة لإقامة اقليم فيدرالي في البصرة. ففيما أعرب عدد منهم عن رفضهم لإقامة فيدرالية على اسس طائفية، قال آخرون ان الحرمان الذي يعيشه سكان المدينة يدفعهم للمطالبة بالاستفادة من خيرات البصرة الغنية بالنفط.

وقال الكاتب جمال الفريح، إن «موضوع الفيدرالية لا يتعلق بالشيعة والسنة بل بمصير البصرة والعراق، وقد ارتبطت مطالب الفيدرالية بالانفصال، ونحن نشعر ان وراء هذه المطالب مخططا بعزل البصرة عن العراق». وأضاف الفريح، الذي ينحدر من أبرز وأقدم عائلات البصرة، قائلا «في ثقافتنا لم نعرف أي شيء عن الفيدرالية والموضوع بحاجة الى تحضيرات وتثقيف وهذا يحتاج الى سنوات طويلة، ذلك ان الدول الفيدرالية لم تؤسس فيدرالياتها بين ليلة وضحاها، ونحن نفهم الفيدرالية انفصالا، وتجد هنا غالبية من الشيعة العلمانيين والسنة ضد ان تكون البصرة اقليما فيدراليا، بل نحن نريد ان تبقى مدينتنا مرتبطة بالمركز بمزيد من الصلاحيات والتخصيصات المالية لنتمكن من بناء البصرة».

وقالت دينا عبد الرزاق، مديرة معهد المرأة القيادية في البصرة «نحن مع الفيدرالية اذا تم تطبيقها بشكل صحيح ويخدم وحدتنا، لا أن تفرقنا، او ان تسمح بالتدخل الخارجي»، مشيرة الى ان «البصرة بحاجة الى الاستقرار الامني وإعادة بنائها من جديد بعدما تعرضت له من خراب خلال الحروب الماضية». وأضافت «نحن بحاجة الى من يخدم البصرة والعراق ككل ولا نريد التفريط بحقوقنا السياسية».

فائق الشريدة، تاجر، وينحدر من قضاء أبي الخصيب في جنوب المدينة، قال بدوره «ان أخذ آراء شريحة معينة من ابناء البصرة للمطالبة بان تكون المدينة اقليما لوحده ورفع هذه المطالب باعتبارها مشروعة، يعني الكثير، وأول ما يعنيه هو روح الانفصال عن العراق الذي لا يمكن ان نعيش بدونه».

وكان النائب وائل عبد اللطيف قد قدم طلبا وقوائم لرئيس المفوضية المستقلة للانتخابات بمحافظة البصرة تحمل اسماء اكثر من 34 ألف عراقي في المحافظة يطالبون بإجراء استفتاء شعبي لتحويل محافظتهم الى اقليم فيدرالي. وقال عبد اللطيف ان هذا العدد هو اكثر من نسبة 2% التي حددها الدستور لإجراء استفتاء شعبي.

وقال المحامي طارق البريسم، عضو اللجنة المركزية للحزب الوطني الديمقراطي: «نحن ضد أية فيدرالية تقام على أسس طائفية، ومع إقامة إقليم فيدرالي في البصرة تتساوى فيه كل المكونات التي تتألف منها المحافظة بعد إنضاج الاوضاع السياسية والدستورية والأمنية»، مستدركا ان «إقامة إقليم فيدرالي في البصرة في الوقت الحاضر يمنح فرصا أكثر للتدخلات الخارجية». من جانبها، أشارت هيفاء الحلفي عضو مجلس النواب المستقلة الى ان «حماس اوساط واسعة في البصرة بإقامة اقليم فيدرالي يأتي بسبب إهمال الحكومة المركزية للمحافظة وعدم التفاتها للكثافة السكانية فيها»، مؤكدة أن «أسباب تخوف بعض السياسيين من إقامة إقليم البصرة ليست مبررة قبل خوض هذه التجربة».