القوات البريطانية في العراق: سنسلم مطار البصرة إلى العراقيين قريبا

العاملون في المطار يعربون عن سرورهم.. وأحدهم لـ«الشرق الأوسط» : كنا نرتدي الخوذ الواقية مثل الجنود

TT

فيما اعلنت القوات البريطانية في البصرة أمس عن إنها ستسلم مطار البصرة الدولي الى الجهات العراقية قريبا، انفرجت اسارير العاملين العراقيين في المطار الذي يعد ثاني اكبر المطارات المدنية في العراق. وقال الميجر بيل يونغ الناطق الإعلامي للقوات المتعددة الجنسيات في البصرة «ستقوم بتسليم مطار البصرة الدولي الى الجهات العراقية قريبا بعد أن نقوم باستكمال تدريب الكوادر العراقية ودعمها بالمشورة».

وأضاف يونغ «لا استطيع أن أحدد مدة نهائية للتسليم مستدركا ولكن» انشاء الله سنسلم المسؤولية قريبا. وأشار الى أن الجانب البريطاني يقوم حاليا بتدريب المشرفين والمديرين الذين يعملون في مطار البصرة، حسبما أوردته الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق).

ومن جانبهم، اكد عاملون في المطار في احاديث لـ«الشرق الاوسط» انهم لا يختلفون عن الجنود في ارتداء الخوذ العسكرية والستر الواقية خشية من القصف الذي يستهدف القوات البريطانية خلال اكثر من ثلاث سنوات، اضافة الى خطورة سلوكهم الطريق الرئيسي المؤدي الى اماكن عملهم  خشية من العبوات الناسفة، كما يخشى العاملون في المطار، مثل أي متعاون مع قوات التحالف في العراق، الكشف عن هوياتهم خشية أي عمليات انتقام، ولكنهم موقنون أن «مستقبلا مبهرا ينتظر هذا المطار».

وافتتح المطار لاول مرة في 8 اغسطس (آب) 1988، وهو يوم مشهود حيث اعلن عن توقف الحرب العراقية الايرانية التي استمرت على مدار ثمانية اعوام، وسلم المطار من الدمار خلال عملية غزو العراق علم 2003 باستثناء برج المراقبة الذي دمره القصف. وتستخدم القوات البريطانية ممر الإقلاع البالغ طوله 13 ألف قدم لتأمين أجواء المطار. ويقول علي كاظم، الذي عمل كمراقب جوي لمدة 26 عاما، إن نمو الحركة في المطار يعتمد أساسا علي استقرار الأمن في المحافظة واضاف «قبل قيام الحرب وفرض العقوبات (عام 1991) كانت البصرة هي أهم مدن العراق لثرائها بالنفط. كانت مدينة مزدهرة تزخر بالعديد من الفنادق والسياح».

واضاف كاظم ان العمل في المطار توقف بعد الغزو الاميركي للعراق حيث اتخذت منه القوات البريطانية قاعدة له، وقد اعيد افتتاحه مجددا عام 3005 بعد اجراء ترميم في بعض من اجزائه المتضررة، مشيرا الى هبوط الكثير من طائرات الشحن كما تم نقل اكثر من خمسة الاف حاج الى الديار المقدسة في كل عام». ومن جهتها، توقعت فاطمة لفته التميمي، مدير مكتب الخطوط الجوية بالبصرة، «انتعاش حركة الطيران بعد الانسحاب (البريطاني) الامر الذي سيسهم في زيادة الرحلات عما هي عليه الان والتي تعمل بواقع ثلاث رحلات أسبوعيا بين مطاري البصرة ودبي ورحلتين بين البصرة ودمشق ومثلهما بين البصرة وعمان، فضلا عن رحلة واحدة في الأسبوع مع بغداد إضافة إلى عشرات الرحلات لشركات الخطوط الدولية». وقالت فاطمة ان «للمطار أهمية قصوى في جهود إعادة إعمار جنوب العراق. لكن يصعب العمل على زيادة الرحلات التجارية القادمة إلى المطار حاليا خصوصا أنه لا يمكنها الهبوط بعد حلول الظلام. كما ان استثمارات كبيرة تلزم لإعادة تأهيل نظام الإضاءة وخدمات الإطفاء في المطار». ويقول عبد الأمان منصور، الذي عمل لمدة 35 عاما في منظومة اطفاء الحرائق في المطار، إنه تعلم كثيرا من التدريبات التى تلقاها حديثا في بريطانيا على مواجهة الحرائق ومراقبة سلامة الطيران، معتقدا ان «تسليم المطار للسلطات المحلية وخروج القوات البريطانية من البصرة سيسهم كثيرا في سلامة العاملين فيه».