عمرو موسى يطالب العرب بإعطاء الأولوية للمرأة في التعليم

أكد خلال مؤتمر للمرأة في أبوظبي وجود 100 مليون عربي أمي.. و64% منهم من النساء

السيدات العربيات الأُول ألتقين أمس في أبوظبي في اجتماع منظمة المرأة العربية («الشرق الأوسط»)
TT

قال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إن نسبة النساء العربيات اللواتي يعانين من الأمية تبلغ 64 في المائة من أصل 100 مليون عربي يعانون من الأمية، مطالبا الدول العربية بإعطاء الأولوية للمرأة في التعليم، ورفع نسبة التحاق الإناث بالتعليم الأساسي ومكافحة تسرب الفتيات من المؤسسات التعليمية. ووفقا للأمين العام للجامعة العربية، فإن تقارير الرصد الدولي للتربية أشارت إلى ان هناك 774 مليون أمي من الراشدين (في العالم)، من بينهم 100 مليون أمي في المنطقة العربية، وحيث أن نسبة الأمية العربية عند النساء هي 64 في المائة، مضيفا أن الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهود لتطوير مستوى التعليم. كما كشف أن الأمانة العامة للجامعة العربية تعكف حاليا على إعداد استراتيجية وخطة عمل للقضاء على أمية المرأة في المنطقة العربية بالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة وفي طليعتها منظمة المرأة العربية.

وأكد موسى في كلمته التي وجهها الى المشاركين في أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية، الذي بدأ أعماله أمس في أبوظبي، أن مسيرة المرأة العربية التي أثقلها الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي حققت بعض الإنجازات، إلا انه ما زال أمامها الكثير لتحقيقه، مشيرا إلى أن تطور وضع المرأة العربية ليس أمرا قاصرا على اهتمامات المرأة، بل هو أمر ضروري للمجتمعات العربية، وتحقيق الأمن الإنساني لها يتطلب مواجهة جريئة وصادقة لتحديات هذا الواقع والكثير من العمل في مجالات التطوير والتحديث والإصلاح.

واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أن القمة الاقتصادية الاجتماعية والتنموية، المقرر انعقادها في الكويت في يناير (كانون الثاني) من عام 2009، «والتي أثق أنها سوف تشكل منعطفا جديدا لتحقيق المصالح العربية»، معتبرا في الوقت ذاته تفاؤله بظاهرة تنامي دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص على الساحة العربية. وكشف عمرو موسى عن عقد مؤتمر رفيع المستوى تحت عنوان «الأمن الإنساني في المنطقة العربية»، بالتعاون بين الجامعة العربية و«اليونيسكو» والأمم المتحدة وذلك في منتصف ديسمبر (كانون ازول) المقبل، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، ليركز على قضايا الأمن الإنساني في المنطقة العربية وليبحث دور الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة التحديات العالمية الناشئة من منظور الأمن الإنساني وفقا لأولوياتها وخططها الوطنية.

من جهتها، أكدت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في الإمارات، أن قضايا أمن الإنسان هي قضايا عالمية والتصدي لها يتطلب تعاونا وتنسيقا دوليا يحترم الخصوصية الثقافية للدول وينظر للاختلاف من منظور التعارف والحرص على مد الجسور. وقالت إن دولة الإمارات تنظر بكل اهتمام لهذا المؤتمر العربي الدولي وتتطلع لما يطرحه من أفكار ومناقشة جادة حول مفهوم أمن الإنسان وعلاقته بالمرأة.

إلى ذلك، أطلقت الشيخة فاطمة بنت مبارك الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي وضعتها منظمة المرأة العربية. وتسعى الاستراتيجية لدعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع بكل فئاته عن المرأة وذلك وصولاً لرسالة تتسم بالموضوعية والكفاءة تروج لحق المرأة في العدل والكرامة والمساواة وحقها في الحصول على نصيب منصف من الفرص الاجتماعية.

وتهدف الاستراتيجية بشكل عام إلى بناء ثقافة إعلامية إيجابية عن المرأة العربية وأدوارها في المجتمع، فيما تتركز الأهداف الفرعية في بناء المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي للمؤسسة الإعلامية بما يخدم تقديم رسالة إعلامية تدعم الصورة الإيجابية عن المرأة العربية ومكانتها ودورها في المجتمع وبناء وتعزيز القدرات الفكرية والمهنية للإعلاميين والإعلاميات بما يمكنهم من التفاعل الإيجابي مع قضايا المرأة وبناء وتعزيز الشركات بين المؤسسات الإعلامية بعضها بعضا وبينها وبين المؤسسات المختلفة لدعم دور ومكانة المرأة في المجتمع. وتتمثل رؤية الاستراتيجية في بناء دور إعلامي مبدع في تمكين المرأة العربية واستثمار طاقاتها في تحقيق التنمية المستدامة. وشارك في صياغة وثيقة الإستراتيجية وبلورة مشروعاتها فريق عمل من الخبراء العرب في مجال الإعلام، فيما تم الاسترشاد بآراء ومقترحات عدد من الإعلاميين العرب والأكاديميين والممارسين. وتضع الاستراتيجية إطار عمل أوليا يطبق خلال فترة ست سنوات (2010 ـ 2015) في سبعة مجالات تنشط فيها الرسالة الإعلامية، وتشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم والرياضة والصحة والبيئة.

وتعنى الاستراتيجية بدعم دور الإعلام في تقديم صورة إيجابية للمرأة العربية أمام العالم عبر التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية، فيما تهتم بتطوير رسالة الإعلام نحو الدعم والتمكين للمرأة العربية بجميع فئاتها سواء العمرية أو المهنية أو الطبقية أو الثقافية. حيث تراعي أن يتم ذلك عبر تنويع المواد الإعلامية التي تناسب كل فئة وعبر تنويع البث خلال وسائل مختلفة لتيسير وصول الرسالة إلى كل الفئات.