بدو سيناء يفرجون عن 25 شرطيا وضابطا بعد مواجهات مع الأمن المصري

المئات من أهالي الصحراء يعتصمون على الحدود مع إسرائيل.. ويتبادلون إطلاق النيران مع رجال الأمن

مئات من بدو سيناء يعتصمون على خط الحدود مع إسرائيل احتجاجا على مقتل بدوي وإصابة آخر برصاص الشرطة المصرية أول من أمس (رويترز)
TT

انتهت المواجهات بين بدو سيناء والامن المصري امس باطلاق البدو لجميع رجال الشرطة الذين احتجزوهم وعلى رأسهم ضابط كبير برتبة عميد. في المقابل وحسب مصادر بدوية وطبية فأن ثلاثة من البدو قتلوا في المواجهات مع الشرطة قرب الحدود مع إسرائيل. وقالت المصادر إن القتلى الثلاثة هم أحمد العرجاني 30 عاما وعماد العرجاني وربيع أبو سنجر.

واختطف الجنود وضابطهم حسب مصادر امنية مصرية الليلة قبل الماضية بينما كانوا على متن شاحنة تابعة للشرطة المصرية في طريقها إلى معبر العوجة بوسط سيناء على الحدود بين مصر وإسرائيل.

وقالت المصادر «إن مجموعة مسلحة اخرى سيطرت على نقطة شرطة صغيرة بمنطقة المدفونة»، وأفادت مصادر بوزارة الداخلية المصرية اتصلت بها «الشرق الأوسط» أن أربعة من البدو وضابط شرطة أصيبوا في إطلاق رصاص، واعترفت مصادر وزارة الداخلية بحادث الاختطاف، لكنها نفت سيطرة البدو على نقطة الشرطة وقالت «إن ضابطاً وبعض أفراد الأمن فقط محاصرون، وهناك اتصالات لإنهاء حصارهم»، وعلى الجهة الأخرى من الحدود كثفت إسرائيل من دورياتها العسكرية بطول منطقة الاحتجاجات.

وأوضحت المصادر «أن البدو كانوا يستقلون ثلاث شاحنات صغيرة اعترضوا طريق الشاحنة الأمنية وأجبروها على التوقف حيث تم اصطحاب رجال الشرطة الذين كانوا بداخلها إلى مكان جبلي مجهول».

وقال بيان لوزارة الداخلية حول الأحداث «في عصر يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وأثناء مرور قوة من الشرطة مستقلة سيارتين فى إطار الإجراءات التأمينية لطريق بغداد الحسنة دائرة قسم شرطة الحسنة بشمال سيناء.. فوجئنا بسيارة دفع رباعي من طراز متسوبيشي تُضاعف من سرعتها فى اتجاه سيارتي الشرطة محاولة اختراق مجال التأمين إلا أنها انقلبت نتيجة انحراف مفاجئ.. وترجل قائدها وآخر برفقته وقاما بإطلاق أعيره نارية تجاه قوة الشرطة التي بادلتهما النيران، مما أسفر عن مصرع أحدهما ويدعى سعد عوده سليمان الحكي، وضبط الآخر مصاباً ويدعى محمد سليمان عيد حسن وعثر بالسيارة على سلاحين آليين وذخيرة وتبين أن السيارة التي كان يستقلها المذكوران تحمل لوحات معدنية ملاكي الغربية وغير خاصة بالسيارة محل الواقعة». وأضاف البيان «وإثر ذلك ومساء ذات اليوم تجمع بالقرب من المنطقة الحدودية 35 سيارة دفع رباعي يستقلها حوالي مائة وخمسون شخصاً من أبناء المنطقة وأهلية المذكوران بدعوى الاحتجاج وقاموا بإطلاق أعيرة نارية وإشعال النيران فى بعض إطارات الكاوتش وأصابوا خزان وقود سيارة شرطة مما أدى إلى انفجار واحتراق السيارة». واستمر المذكورون «ظهر يوم 11 نوفمبر الجاري في أعمال التجمهر وإطلاق النيران وقاموا بمحاصرة إحدى النقاط على خط الحدود الدولي.. وأسفرت عمليات الشغب عن إصابة ضابط من قوات الأمن المركزي وثلاثة مجندين بأعيرة نارية.. كما أصيب أربعة من المتجمهرين وتم ضبط عدد من السيارات المستخدمة فى أعمال التجمهر والشغب وتجري متابعة إنهاء تلك الأعمال ومباشرة التحقيق». ويعتصم مئات من بدو سيناء بمناطق المدفونة ونجع شبانة والمهدية، منذ مساء أول من أمس على خط الحدود مع إسرائيل احتجاجا على مقتل بدوي وإصابة آخر برصاص الشرطة، وكذلك على عدم الإفراج عن سيدة تحتجزها الشرطة على خلفية تورط زوجها فى إطلاق النار على معاون مباحث قسم الشيخ زويد فاحتجزتها الشرطة حتى يسلم زوجها نفسه.

وتحدث أحد زعماء البدو مع «الشرق الأوسط» مشترطاً عدم نشر اسمه، قائلاً «إن البدو المحتجين نجحوا في السيطرة على منطقة حدودية يبلغ طولها نحو ثلاثة كيلومترات بعد انسحاب قوات الأمن المصرية منها خوفا من وقوع مصادمات مسلحة بعد أن أطلق بعض البدو زخات عديدة من الرصاص من بنادق آلية كان يحملونها».

وحسب المصادر الامنية فأنه «تم الدفع بنحو 400 شرطي إلى منطقة الحدود بين مصر وإسرائيل وبينها وبين قطاع غزة تحسبا لتطور الأحداث بسبب تهديدات بعض البدو باللجوء إلى إسرائيل إذا لم يفتح تحقيق فوري في الحادث».

وقال مسؤول محلي بمحافظة شمال سيناء «إن بعض مشايخ البدو يحاولون الآن إقناع البدو بإنهاء الاعتصام وعدم تصعيد الأحداث مما قد يؤدي إلى حدوث أي صدامات مع الشرطة.