انطلاق أعمال حوار أتباع الديانات والثقافات في الأمم المتحدة اليوم بحضور حشد من القادة والوزراء والمسؤولين

الملك عبد الله بحث مع بان كي مون استعدادات الاجتماع وقضايا المنطقة

خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله بان كي مون أمس (واس)
TT

استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم جلسة يشارك فيها عدد من القادة والوزراء والمسؤولين وذلك لبحث الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات، وتستمر على مدى يومين بمقر المنظمة في نيويورك. وتأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لهذا الاجتماع العالي المستوى وفقاً لإعلان مدريد الذي صدر في ختام المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الإسبانية مدريد خلال يوليو (تموز) الماضي، وشاركت فيه نخبة من الشخصيات العالمية من أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات يمثلون 54 دولة في العالم.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد بحث في مقر إقامته في نيويورك مساء أول من أمس، مع بان كي مون، عددا من المواضيع، على رأسها حوار أتباع الديانات والثقافات.

وفي بداية اللقاء، ثمن بان كي مون مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وما سيتحقق من خلال هذا الحوار من تفاهم وتقارب بين جميع شعوب دول العالم، مؤكداً وجود تجاوب كبير من قادة وزعماء دول العالم مع مبادرة الملك عبد الله يتمثل في مشاركتهم في جلسات الاجتماع على مدى يومين في مقر الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنه سيتابع شخصيا «النتائج التي سيتمخض عنها الاجتماع لتفعيلها وتحقيق الفائدة المرجوة منها بتعميم التقارب والسلام بين جميع الشعوب». كما عبر بان كي مون عن سعادته بالزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لمقر الأمم المتحدة، مبيناً أنها الزيارة الأولى لملك سعودي لمقر المنظمة منذ عام 1957.

وجرى خلال لقاء خادم الحرمين الشريفين مع الأمين العام للأمم المتحدة بحث مجمل الأحداث الجارية على الساحة الدولية، وخاصة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعملية السلام المتعثرة في المنطقة. كما تناول الاجتماع جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في عدد من المناطق التي تشهد توترات ونزاعات.

وحضر اللقاء الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والدكتور غازي القصيبي وزير العمل، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وإياد مدني وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، وخالد النفيسي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة.

كما استقبل خادم الحرمين الشريفين كلا من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وتيري رود لارسن، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط الذي حضر بصحبة عائلته للسلام على العاهل السعودي. وجرى خلال اللقاءين تبادل الأحاديث الودية حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

ومن بين القادة الذين سيحضرون اجتماع الجمعية العامة اليوم الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أعلن، عبر بيان صادر من البيت الأبيض، عن تقديره لمبادرة العاهل السعودي الداعية إلى هذا الحوار.

وكانت دانا بيرينو، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قد أعلنت في بيان لها أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن الرئيس بوش «يتطلع قدما إلى المشاركة في اجتماع الأمم المتحدة للحوار بين أتباع الأديان في مدينة نيويورك في 13 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري». وأوضحت بيرينو عن تقدير الرئيس الأميركي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية لهذا الحوار. واعتبر بوش مشاركته في الجلسة الخاصة «بقاءً على التزامه برعاية الانسجام الديني بين أتباع كل الأديان سواء في الداخل أو في الخارج، وتأكيداً على أن الولايات المتحدة تدعم الحرية الدينية الفردية، وحق الفرد في ممارسة دينه والمساواة بين كل الناس بغض النظر عن معتقداتهم الدينية».

ومن بين المشاركين الرئيس الباكستاني آصف زرداري الذي من المتوقع أن يعقد سلسلة من اللقاءات الجانبية في نيويورك. وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن مشاركة زرداري في المؤتمر هي لدعم السلم العالمي. وجاء في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «باكستان تدعم كلياً مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله للحوار ما بين الأديان والثقافة لدعم السلام والتفاهم والتسامح بين البشر بالإضافة الى احترام هوياتهم الدينية والثقافية واللغوية المتنوعة». وكان الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، قد وجه باسم خادم الحرمين الشريفين الدعوة للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع عالي المستوى لتأييد ودعم استمرار مسيرة الحوار بين أتباع الأديان والشعوب، وفقاً لإعلان مدريد، تأكيداً لتوافر الإرادة السياسية الدولية لنشر قيم الحوار والتسامح ومكافحة أفكار التطرف والإقصاء، وذلك في الخطاب الذي ألقاه خلال مشاركته في الدورة الـ63 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 من سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويذكر أن جلسة الجمعية العامة اليوم تنعقد تحت شعار ثقافة السلام، واستناداً الى قرار الجمعية العامة الـ89 من الدورة الـ62 الذي ينص على أن الفترة بين عامي 2001 و2010 هو «العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم»، وبعده القرار 90 الذي يسلط الضوء على الحوار بين الأديان والثقافات. ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» إعلاناً بصفحة كاملة يرحب فيها مجموعة من أئمة وحاخامات نيويورك بالاجتماع. وجاءت التحية بكلمة «سلام» في اللغات العربية والإنجليزية والعبرية برعاية «مجلس العلاقات العامة المسلمة» و«كونغرس اليهود العالمي» و«مؤسسة التفاهم الإثني» الأميركية. وقال الإعلان: «الملك عبد الله جاء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكيد على مبادرات جريئة وناجحة تمت في يوليو الماضي في المؤتمر الدولي للحوار في مدريد».