ليفني تتنصل من دعوات أولمرت للانسحاب لحدود 1967 وتفضل استمرار المفاوضات

TT

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، بخصوص ضرورة الإسراع في عملية السلام ودفع ثمنها بالانسحاب الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية الى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، ردود فعل رفضية واسعة في القيادات الحزبية في اسرائيل، وبشكل خاص في المعارضة اليمينية، ولكن أيضا في حزب «كديما» بزعامة تسيب ليفني وزيرة الخارجية والائتلاف الحكومي.

وتنصلت ليفني، المرشحة لرئاسة الحكومة بعد أولمرت من هذه التصريحات، وقالت: انها غير ملزمة لحزبها وليست سوى رأي شخصي يعبر عنه أولمرت باسمه وحده. وقالت ان الأمر الوحيد الملزم لها هو البرنامج السياسي للحزب، الذي خاض على أساسه الانتخابات الماضية ويخوض على أساسه المعركة الانتخابية المقبلة. وأكدت ان هذا البرنامج يعتمد على تفضيل المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بوتيرة هادئة من دون ضغط في الوقت أو في أي اعتبارات أخرى. وكانت ليفني تتحدث لإذاعة الجيش الاسرائيلي، فقالت انها تريد ان تدار المسيرة السلمية بمسارها الطبيعي وليس بمخاض عسير.

وتنصل من هذه التصريحات أيضا وزير المالية، روني بار أون، الذي يعتبر من أقرب المقربين من أولمرت، فقال انه لا يوافق عليها ولا يراها واقعية في الظروف الحالية. واضاف «ان أولمرت قال أمورا صحيحة وصادقة»، ولكنه يعترض على توقيتها وعلى طريقة طرحها. وتابع القول في حديثه مع الاذاعة الاسرائيلية الرسمية: الوضع الفلسطيني لا يبشر بالخير إزاء عملية السلام ولا يمكننا أن نتجاهل حقيقة ان انتخاب حركة حماس أحدث زلزالا في القناعات السلمية في اسرائيل، والكثيرون رأوا فيه صفعة لقرار اسرائيل الانسحاب من قطاع غزة. وهناك قلق حقيقي في اسرائيل من خطر تكرار الأمر نفسه في الضفة الغربية. ولذلك فإن طروحات أولمرت تصلح لمرحلة أخرى يكون فيها قادة الشعب الفلسطيني مستعدين للسلام معنا بشكل حقيقي ومقنع.

أما في المعارضة اليمينية فقد اعتبروا تصريحات أولمرت هدامة ورفضوها بالاجماع. وقال النائب يوفال شتاينتس، نائب رئيس لجنة الخارجية والأمن، انه رغم رفضه لتصريحات أولمرت، فإنه يرى ان طرحها في هذه الأيام مهم، حيث ان الاسرائيليين يتوجهون بعد ثلاثة شهور الى الانتخابات العامة وسيعرف الناخبون انهم في حالة التصويت لحزب «كديما» انما يصوتون لصالح التخلي عن القدس وعن الضفة الغربية. وقالت النائبة ليمور لفنات من الليكود ان تصريحات أولمرت خطيرة للغاية وتبث للفلسطينيين ضعفا غير مسبوق في تاريخ السياسة الاسرائيلية. وأكدت ان الشعب في اسرائيل سيرد على هذه التصريحات في صناديق الاقتراع بطرد «كديما» من الحكم واعادة الليكود، «الحريص على القدس وعلى أرض اسرائيل ويعرف كيف يحارب الارهاب الفلسطيني بحزم وقوة ولا يخضع ولا يقدم له التنازلات المجانية». وكان أولمرت قد اثار غضب اليمين وأحرج رفاقه في الحزب عندما كرر تصريحاته السابقة حول ضرورة جنوح اسرائيل الى السلام على أساس الانسحاب الكامل من الضفة والقدس. وقال خلال حفل رسمي لإحياء ذكرى اغتيال اسحق رابين، ظهر اول من أمس، ان السلام ضرورة حيوية وينبغي على اسرائيل ان تسلك طريقه فورا من دون تردد أو تأخير. وحذر من التأخير في هذه العملية قائلا: «من السهل اتخاذ قرار بتخفيض وتيرة المسيرة السلمية أو تأجيل البت فيها.

ولكن اسرائيل ستدفع ثمن ذلك باهظا وقد تؤدي الى ضياع فرصة تاريخية لا تعوض». وأضاف: من يريد لإسرائيل أن تكون دولة يهودية ديمقراطية عليه أن يسرع في اقامة السلام بالانسحاب الكامل من الضفة الغربية والأحياء العربية في القدس الشرقية، مع بعض التعديلات الحدودية التي تفرضها التغيرات الموضوعية على الأرض. وينبغي أن تتخذ اسرائيل قرارها بهذا المضمون بسرعة».