جعجع يشكك في جدية عون في محاربة الفساد وفرنجية يفضل إرجاء المصالحة المسيحية

سجال بين «القوات اللبنانية» والمردة حول تحالفاتهما والمصالحات والحوار

TT

تبادل رئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مع خصميه السياسيين المسيحيين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون، امس، مزيداً من الاتهامات على خلفية المصالحات وتحالفات كل منهم، ومواقفه وطروحاته ونشاطات مناصريه.

ففي حين جدد فرنجية، بعد اجتماع مع عون، مطالبته بتوسيع طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مرجئاً اتمام المصالحة مع «القوات اللبنانية» الى ما بعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، هاجم جعجع مواقف عون، مشككاً في دعوته لملاحقة الفساد، وطالب بإنشاء لجنة نيابية أو قضائية للتحقيق بالفساد «لتحديد المسؤوليات».

وكان جعجع قد استقبل أمس، في دارته في معراب وفداً من طلاب جامعة سيدة اللويزة بعد فوزهم في الانتخابات الطالبية ضد طلاب تياري عون وفرنجية. وبعدها هنأ جعجع طلاب القوات على «الفوز الباهر» تحدث عن موضوع الفساد الذي يدعو عون لمحاربته، فقال: إن «أكبر الفاسدين في البلد هم حلفاؤه المحليون والإقليميون ومن بينهم تحديدا جماعة السوريين في لبنان. فالجميع يعي تماما من تسلم زمام الأمور طوال الـ15 سنة الماضية، وكيف كان يمارس الفساد الشامل على يد النظام المخابراتي السابق وجماعاته». وأضاف: «كنت أتمنى لو طرح العماد عون ولو مرة أي خطوة عملية كتشكيل لجنة نيابية أو قضائية للتحقيق في الفساد في المرحلة الماضية. إن هدف الجنرال لا يكمن في الانقضاض على الفساد لأنه يعرف تماما أن هذا الأمر سيقضي على حلفائه، بل يسعى من خلال إثارة هذا الموضوع إلى المتاجرة السياسية والإعلامية ليس أكثر». وطالب بإنشاء لجنة نيابية أو قضائية للتحقيق بالفساد الحاصل في السنوات الماضية «لبلورة الامور وجلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات والتصرف وفق هذا الأساس». وعلق على «نظرية العماد عون المتعلقة بالشعب المقاوم والتي لم يعترف بها يوما قبل الآن»، لافتا إلى أن «القوات اللبنانية هي أول من عرف هذا المفهوم وعاشه ومارسه واستشهد من أجله، لكن الشعب المقاوم ينتفي عند قيام الدولة». وأشار إلى أن «الدولة في لبنان بدأت تقوم فعلا منذ العام 2005، أما في ما يتعلق بسؤال العماد عون عن كيفية الدفاع عن لبنان إذا جردنا حزب الله من سلاحه فجوابنا بسيط بقيام دولة لبنانية فعلية قوية وقادرة».

في المقابل، زار فرنجية عون في دارته، وحضر اللقاء وزير الاتصالات جبران باسيل. وكان حوار لفرنجية مع الصحافيين، فسئل: هل ستزور بكركي اليوم؟ أجاب: «اليوم لا، ولكن الرابطة المارونية تقوم بمساع جيدة وخصوصا مع البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير. الأجواء إيجابية، وكان شادي سعد ويوسف سعادة من تيار «المردة» اجتمعا مع سيدنا (البطريرك)، وكان الجو إيجابيا جدا. أما الزيارة لبكركي فستكون في الجو المناسب والظرف المناسب». وأضاف: «نريد أن تكون بكركي مرجعية للجميع ومرجعية دينية للكل، تطرح المبادئ السياسية العامة ولا تتدخل في التفاصيل اليومية. أو لا تدخل في زواريب التفاصيل اليومية. وإذا حصل ذلك فنحن نتشرف ونكبر عندما نكون بجانب سيدنا البطريرك». وعن المصالحة مع «القوات اللبنانية» قال: «في الوقت الحاضر ليس من جديد، عندما يحين الوقت المناسب ستحصل». أستطيع أن أقول ان من الافضل أن تحصل بعد الانتخابات النيابية لكي لا تبدو انها لغايات انتخابية، اما غداً فيمكن أن يطرأ جديد يغير الامور».

ورداً على سؤال حول مطالبته بتوسيع طاولة الحوار الوطني، قال فرنجية: «أنا كسليمان فرنجيه لا أريد أن أكون إلى طاولة الحوار. أنا مع مبدأ توسيع طاولة الحوار أو تصغيرها، لأن طاولة الحوار لم تعد تمثل الغرض الذي أنشئت من أجله. إن ممثلي المعارضة يذهبون الى الحوار، ونحن الموارنة نعتبر ان العماد عون يمثلنا، وحقنا وصلنا بوجود العماد عون. ولكن نقول انه يجب ان يكون سني أو درزي حول طاولة الحوار. وأعتبر انه يجب ان يكون الرئيس عمر كرامي أو النائب اسامة سعد والامير طلال ارسلان». سئل: هل سترافقون العماد عون في زيارته لسورية؟ أجاب: «لا. أتصور ان العماد عون لا يريد من يرافقه. عندما يذهب العماد عون الى سورية يعود كما هو. هناك أشخاص يذهبون الى سورية بوجه ويعودون بوجه آخر. العماد عون يذهب الى سورية باقتناعاته ويعود بها. «.وسئل فرنجية هل سيأتي عون بجواب نهائي عن مصير المعتقلين اللبنانيين في سورية؟ فأجاب: «أكيد، إن شاء الله سوف يأتي بجواب نهائي، وأقول أكيد مرة واحدة وليس ثلاث مرات».