رئيس الدورة الـ63 للجمعية العامة: اجتماع ثقافة السلام بأهمية إعلان حقوق الإنسان العالمي

بروكمان دعا إلى «التركيز على ما يوحدنا بدلاً مما يفرقنا»

TT

اعتبر رئيس الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة، ميغيل ديسكوتو بروكمان، أن اجتماع «ثقافة السلام» الذي ينطلق في الأمم المتحدة اليوم برعاية المملكة العربية السعودية، في غاية الأهمية، مقارناً الاجتماع بإعلان حقوق الإنسان العالمي. وقال بروكمان في مؤتمر صحافي أمس «نحاول أن نضيف على ما حدث في الأمم المتحدة قبل 60 عاماً، مع الإعلان العالمي حول حقوق الإنسان، وهي مسألة رائعة، ولكن عند الاستعداد للإعلان كان عليهم الحفر والتطلع بعمق في قيمهم». وأضاف:«ربما 95 في المائة من الناس حول العالم يعتبرون أن قيمهم التي تهذب تعاملهم مع الآخر تأتي من الدين الذي يؤمنون به، والأقلية يعتمدون على القيم الروحانية التي علينا إحياءها». وحاول بروكمان توضيح مهمة الاجتماع المنعقد في نيويورك، فقال: «هذا ليس اجتماعا عن الدين ولا اجتماعا عن علم الدين، على الرغم من أنها مواضيع مثيرة، ولكن هذا ليس المنتدى المناسب لذلك». وأضاف: «نحن نتحدث عن القيم الروحانية»، محذراً من أن «العالم يعاني من إفلاس في القيم». وتابع «الأمم المتحدة ليست فقط عن إقرار القرارات، بل تطبيقها. الناس يريدون الفعل ويجب أن نظهر العزيمة السياسية للعمل». ويأتي الاجتماع قبل عقد مؤتمر حول الأزمة الاقتصادية في واشنطن يوم السبت المقبل، وربط بروكمان بين الاجتماعين قائلاً: «نحن بحاجة الى إنقاذ الإنسانية، نحن نسمع عن إنقاذ وول ستريت (مقر المؤسسات المالية في الولايات المتحدة) ولكن الإنسانية تعاني من الإفلاس وعلينا إنقاذها». ودعا بروكمان الى أعمال فعلية مثل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية للفقراء من خلال الاجتماع، موضحاً: «يجب ألا نركز فقط على التصريحات والخطب، بل العمل». واعتبر بروكمان ان التقارير بأن الغرض من الاجتماع هو تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل «خرافة رائعة»، قائلاً: «أحيانا يقولون إن الحقيقة أغرب من الخرافة، ولكن في هذه الحالة هذه خرافة رائعة». وأضاف: «نحن هنا لنواجه العدو الكبير من الجهل والجوع، وليس بناء جبهات ضد أي طرف». وصرح بروكمان بأن «علينا تقبل أي طرف يريد التعاون والحديث من اجل مكافحة المشاكل وعلى رأسها الجوع»، مضيفاً: «علينا الحديث ليس عما يفرقنا، بل ما يوحدنا، علينا بحث ما تعنيه قيمنا اليوم».

ومن جهة أخرى، شدد بروكمان على ضرورة «منع التشهير بالديانات، يجب أن يكون هناك قرار يمنع ذلك، يجب ألا نشهر بالإسلام أو أية ديانة أخرى». وجاء كلام بروكمان عن التشهير مع استعداد الأمم المتحدة لبحث قرار تقدمت به مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الشهر، وعبر عن دعمه لهذا القرار الذي تعارضه بعض الأطراف، إذ تراه مقيداً لحرية التعبير. ورفض رئيس الجمعية اعتراضات بعض الصحافيين بأن أديان العالم ليست ممثلة كلها في الاجتماع، قائلاً: «لقد وجهت الدعوة الى كل حكومات الدول الأعضاء ورؤسائها من أديان مختلفة». وأضاف: «قيمنا الدينية والروحانية تتطابق، نحن نختلف وندخل نزاعات لأنه لا توجد لدينا نسبة التسامح الكافية عند الحديث عن الدين». وتابع: «البعض يشعر بالتهديد عند الحديث عن الدين، ولكن علينا أن نكون متسامحين مع بعضنا البعض». وأنهى بروكمان مؤتمره الصحافي بهجوم على سياسات الولايات المتحدة بشكل مفاجئ قائلاً: «هناك إرهابيون هنا في الولايات المتحدة في نيويورك وميامي، يحاولون قلب الحكومة في كوبا». وكان بروكمان يجيب عن سؤال حول الهجمات الأميركية عبر الحدود الباكستانية – الأفغانية. وقال: «لديهم هجمات سرية لقتل من يسمونهم إرهابيين، وهم وطنيون وهم يغزون دولا ويستخدمون قنابل ذكية للتقليل من الضحايا، آمل أن تختفي هذه السياسات من وجه العالم». وأضاف: «أن نعلن الحق في مهاجمة بلد فيه إرهابيون هذا أمر خطير».