باكستان تسعى لاستعادة شاحنات استولى عليها أصوليون في ممر خيبر

إسلام آباد تؤكد أنها لن تتسامح مع الهجمات الصاروخية الأميركية

TT

طالب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني آن باترسون السفيرة الاميركية في العاصمة اسلام اباد باحترام سيادة باكستان على اراضيها. وقال ان بلاده لن تتسامح مع الهجمات الصاروخية وطلعات الطيران فوق الشريط الحدودي. وسبق ان استدعت السلطات الباكستانية السفيرة الاميركية في اسلام آباد احتجاجا على هذه الهجمات. واوضح في حديثه أمام البرلمان امس انه التقى السفيرة الاميركية في المقر الحكومي واكد لها ان بلاده «لن تتسامح مع تلك الهجمات». وقال ان هذه الغارات ستؤدي الى «خسارة واشنطن جهودها لكسب قلوب وعقول الباكستانيين». وكانت القوات الاميركية قد قامت بسلسلة من الغارات على قرى باكستانية على الحدود الافغانية استهدافا لمسلحي «القاعدة» وطالبان، الامر الذي اثار معارضة شعبية واسعة في باكستان. الى ذلك قال مسؤول بالحكومة الباكستانية امس ان قوات الامن الباكستانية تسعى الى استعادة شاحنات خطفها مسلحون أثناء نقلها إمدادات الى القوات الغربية في أفغانستان عبر ممر خيبر. وتنقل أغلب الامدادات، بما في ذلك الوقود للقوات الاميركية وغيرها من القوات الغربية التي تحارب مقاتلي طالبان في أفغانستان، على شاحنات عبر باكستان المجاورة التي تواجه أيضا أعمال عنف متزايدة من المتشددين. ولا تطل أفغانستان على أي بحار. وخطف مسلحو طالبان الباكستانية 13 شاحنة بدون اطلاق رصاصة واحدة أثناء مرورها بممر خيبر أمس. بعد ذلك التقط المسلحون صورا لأنفسهم امام سيارتي «همفي» عسكريتين وبعض الشاحنات. وقال فداء محمد بنجش، وهو مسؤول حكومي رفيع في منطقة خيبر، إن قوات الامن سدت الطريق الرئيسي القادم من مدينة بيشاور الرئيسية في شمال غربي البلاد حتى الممر الى الحدود عند تورخام استعدادا لعملية استعادة الشاحنات. وصرح بنجش لرويترز : «نخطط لغارة.. علينا أن نستعيد سيارتي الهمفي أو على الاقل تدميرهما». وقال مسؤولون «إن الشاحنات كانت تحمل سيارتي همفي، وقمحا ولكنها لم تحمل أي ذخيرة أو أسلحة». وقال بنجش ان المسلحين أفرجوا عن ثلاث من الشاحنات وسائقيها بعد تفريغ القمح. واشتهرت منطقة خيبر منذ فترة طويلة بجرائم التهريب والفوضى ولكن قبل وقت قريب كانت خالية نسبيا من أي أعمال للمتشددين الاسلاميين. غير أن الوضع الامني تدهور هذا العام ونفذ جنود حملة أمنية في أجزاء من منطقة خيبر في يونيو (حزيران) لإخراج المتشددين من مشارف بيشاور. وذكر مسؤولون أن المتشددين الذين استولوا على الشاحنات موالون لبيت الله محسود، القيادي في طالبان الباكستانية والمقيم في منطقة وزيرستان الى الشمال الغربي من خيبر. والتقط المتشددون صورا لأنفسهم وكانت هناك لافتة فوق احدى سيارتي الهمفي توضح عضويتهم في جماعة محسود. وتقول جهات تدير وسائل النقل ان الحكومة تجاهلت الوضع الامني بامتداد هذا الطريق. وهوجمت أكثر من 20 شاحنة وناقلة نفط خلال الشهر الماضي. وتمثل تورخام الواقعة أعلى ممر خيبر احدى نقطتي عبور رئيسيتين على الحدود بين أفغانستان وباكستان. والبلدة الاخرى هي تشامان الواقعة الى الجنوب الغربي التي يصل طريق منها الى مدينة قندهار بجنوب أفغانستان. وتشحن الكثير من البضائع الموجهة للقوات الغربية في أفغانستان الى ميناء كراتشي الباكستاني ثم تنقل بالشاحنات عبر احدى نقطتي المرور. ووقع حلف شمال الاطلسي وروسيا اتفاقا للنقل البري في ابريل (نيسان) يتيح لقوات التحالف استخدام الارض الروسية في تسليم إمدادات غير فتاكة الى القوات في أفغانستان ولكن لم يتضح على الفور حجم الامدادات الموجهة لحلف شمال الاطلسي التي تأتي من هذا الطريق. وفي العام الحالي سرقت محركات خاصة بأربع طائرات هليكوبتر أميركية قيمتها أكثر من 13 مليون دولار في شمال غربي باكستان أثناء شحنها من أفغانستان الى كراتشي لاعادتها الى الولايات المتحدة. وتحارب القوات الباكستانية المتشددين في منطقة باجور وفي وادي سوات وكلاهما يقعان الى الشمال الشرقي من خيبر، وهناك تكهنات متزايدة بشأن شن هجوم في منطقة مهمند الى الشمال من بيشاور. وقالت الشرطة ومسؤول حكومي ان قوات الامن تبحث عن متشددين بامتداد الطريق المؤدي الى مهمند، وبدأ المئات من سكان القرى ترك ديارهم خشية اندلاع قتال.