إيران تختبر صاروخ يصل مداه لإسرائيل

نجاد: طهران لا يقلقها من يحكم أميركا.. بل سياساتها في المنطقة

TT

قالت إيران إنها اختبرت اطلاق جيل جديد من الصواريخ أرض ـ أرض أمس، وإن الجمهورية الإيرانية مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي مهاجم. وتأتي أحدث تجربة اطلاق صاروخ ايراني في أعقاب تكهنات مستمرة في الشهور الأخيرة بضربات أميركية أو اسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية التي يشتبه الغرب في أنها جزء من برنامج سري للأسلحة النووية. وتنفي طهران هذه المزاعم. وردت أميركا فورا على التجارب الصاروخية الإيرانية، قائلة امس، إن التجربة على صاروخ من «جيل جديد» التي اعلنتها طهران تتنافى مع الالتزامات الدولية للجمهورية الايرانية، ودعت طهران الى وقف مثل هذه التجارب «فورا». يأتي ذلك فيما قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن طهران لا يقلقها من يحكم اميركا، بل يقلقها السياسات التي تتبعها اميركا في المنطقة والعالم. وحول التجارب الصاروخية الإيرانية الجديدة، قال وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار، ان الصاروخ أرض ـ أرض الإيراني الصنع، الذي يحمل اسم (سجيل) «له قدرات عالية جدا»، مضيفا أنه يهدف لأغراض دفاعية فقط. وتابع أن الصاروخ مداه يقترب من ألفي كيلومتر، أي تقريبا نفس مدى صاروخ ايراني آخر هو الصاروخ شهاب 3. وهذا سيمكنه من الوصول الى اسرائيل والقواعد الاميركية في الخليج. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (ارنا) عن نجار قوله إن «اختبار اطلاق الصاروخ يأتي في اطار استراتيجية ايران الدفاعية الرادعة»، مضيفا انه ليس له صلة بالأحداث الدولية الأخيرة. واستطرد: «سيسقط فقط على رؤوس هؤلاء الاعداء.. الذين يريدون القيام بعدوان وغزو الجمهورية الاسلامية»، الا أنه لم يذكر أي دولة بالاسم. وذكرت قناة «برس تي.في» التلفزيونية الايرانية الناطقة بالانجليزية، أن الصاروخ (سجيل) يعمل في مرحلتين وهو نوع من الصواريخ التي تستخدم الوقود الصلب. وعرضت لقطات للصاروخ، وهو يطلق من منصة في منطقة أشبه بالصحراء. وجاءت التجربة بعد يوم من تقارير وسائل اعلام ايرانية، تفيد بأن الحرس الثوري اختبر صاروخا جديدا بالقرب من الحدود العراقية. وقال تيم ريبلي المحلل بمجلة جينز ديفنس ويكلي «يجرون تجارب الاطلاق طول الوقت. انه استعراض ايراني للقوة». وأضاف ريبلي أن حقيقة أن الصاروخ يعمل في مرحلتين، يمكن أن تزيد مداه، مشيرا الى أن ايران استعانت في الماضي بتكنولوجيا من كوريا الشمالية، بالرغم من أنه قال ان لا يمكنه ذكر ما اذا كان ذلك حدث هذه المرة. وفي واشنطن، اعتبر البيت الابيض امس، ان التجربة على صاروخ من «جيل جديد» التي اعلنتها ايران، تتنافى مع الالتزامات الدولية للجمهورية الايرانية، ودعا طهران الى وقف مثل هذه التجارب «فورا». وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو، ان «قيام ايران بتطوير صواريخ بالستية، يتنافى مع قرارات مجلس الامن الدولي، ويتناقض تماما مع التزامات ايران حيال العالم». واضاف ان «النظام الايراني يواصل عزل الشعب الايراني عن بقية المجتمع الدولي، حين يقوم بأنشطة مماثلة». وتابع المتحدث «على ايران الاحجام عن القيام باختبارات جديدة للصواريخ، اذا ارادت فعلا كسب ثقة بقية العالم. على النظام الايراني ايضا ان يوقف فورا تطوير صواريخ بالستية، يمكن ان تفضي الى (تصنيع) سلاح نووي مفترض».

يأتي ذلك فيما قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في اجتماع جماهيري أمس، ان ايران ستتغلب على خصومها. وتابع في كلمة أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة «تدافع الامة الايرانية عن شرفها، وأي قوة تريد أن تقف في وجه حركة الأمة الايرانية ستسحقها الأمة تحت قدميها وتلطمها». غير أنه كان لافتا ان الرئيس الإيراني قال إن إيران لا يقلقها من يحكم اميركا، بل يقلقها السياسات التي تتبعها اميركا في المنطقة والعالم. وقال أحمدي نجاد إنه لا فرق لدى ايران في من يحكم اميركا، لأن المحك هو سلوك وتصرفات الادارة.