«كديما» يعلن انتصاره في الانتخابات البلدية.. والليكود يؤكد انهيار الحزب الحاكم

بسبب تدني نسبة المقترعين إسرائيل تنوي سن قانون عقوبات لمن لا يمارسون حقهم في التصويت

TT

أعلن المدير العام لوزارة الداخلية الاسرائيلية أريه دار، عن اقتراح يتبلور في وزارته لسن قانون يفرض غرامة على كل مواطن، يمتنع عن ممارسة حقه في التصويت للانتخابات، وذلك في أعقاب هبوط نسبة التصويت في الانتخابات البلدية الأخيرة، التي جرت أول من أمس.

واتضح ان نسبة التصويت هبطت من 60 في المائة الى 55 في المائة بالمعدل. وإذا أخذنا بالاعتبار ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات البلدية لدى المواطنين العرب (فلسطينيي 48) والمواطنين اليهود المتدينين، تكون نسبة التصويت لدى المواطنين اليهود العلمانيين تتراوح ما بين 33 في المائة و40 في المائة. ولوحظ ان نسبة التصويت في المدن الثلاث الكبرى، القدس وتل أبيب وحيفا، لم تتعد 50 في المائة. واعتبرت وزارة الداخلية هذه المشاركة ضحلة، وتكرس نهج الإهمال واللامبالاة، وهو نهج يهدد أسس الديمقراطية. يذكر أن الانتخابات البلدية في اسرائيل أسفرت عن نتائج متباينة من الصعب أن تعطي صورة حقيقية للانتخابات العامة التي ستجري في 10 فبراير (شباط) المقبل. ولفت النظر فيها الى ان جميع الأحزاب الكبرى ادعت انها حققت انتصارا فيها. ففي حزب «كديما» الحاكم، قال نائب رئيس الحكومة، حايم رامون، ان حزبه ثبت أقدامه في البلديات كحزب حاكم وصار أكبر الأحزاب الاسرائيلية في البلديات وأصبح يقود 20 في المائة منها، معتبرا ان هذا الرقم كبير بالنسبة لحزب جديد عمره ثلاث سنوات. وأبرز فوز مرشحي الحزب في حيفا (المدينة الثالثة بعد القدس وتل أبيب) وسدروت (المدينة التي تتعرض للقصف الصاروخي من قطاع غزة).

لكن النائب ميخائيل ايتان، من حزب الليكود اليميني المعارض نفى ادعاء «كديما» وقال ان الليكود هو أكبر الأحزاب في الانتخابات البلدية، وان حزب العمل حقق نتائج أفضل منه. واضاف ان المرشحين باسم «كديما»، خصوصا في المدن الكبرى، مثل حيفا ورمات غان ونتانيا وغيرها، حاولوا اخفاء أمر انتسابهم للحزب بينما مرشحو الليكود في كل مكان تباهوا وتفاخروا بانتمائهم للحزب ووضعوا صورهم الى جانب صور رئيسه بنيامين نتنياهو. وحرص ايتان على ابراز فوز نير بركات برئاسة بلدية القدس، وهو الذي كان ينتمي الى حزب «كديما» ولكنه أعلن انسحابه من هذا الحزب احتجاجا على موافقة قادته على التفاوض مع الفلسطينيين حول القدس، وراح يهاجم هذا الحزب بشدة في أعقاب تصريحات رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، بخصوص ضرورة الانسحاب من القدس الشرقية، في اطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين وعقب رفض رئيسة الحزب تسيبي ليفني، التعهد بعدم التفاوض حول مستقبل القدس. وقال ايتان ان بركات وضع عضوا من حزب الليكود في المرتبة الثانية من لائحته الانتخابية، تعبيرا عن ايمانه بأن الليكود هو الحزب الوحيد الذي يدافع عن يهودية القدس الموحدة.

وأما في حزب العمل فقد اعتبروا حفاظ الحزب على قوته في البلديات، هو اشارة الى انه بدأ يستعيد عافيته. وحسب النائب أوفير بنيس، فإن الاستمرار في هذا النهج، سيفتح الباب مجددا أمام امكانية انتصار الحزب في الانتخابات العامة.

من جهة ثانية أسفرت الانتخابات البلدية لفلسطينيي 48، الذين تعتبر هذه الانتخابات مركزية لديهم، عن تثبيت قوتين سياسيتين أساسيتين لديهم هما الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الحزب الشيوعي والقائمة العربية الموحدة وعمودها الحركة الاسلامية. فحافظت الأولى على قوتها في بلدية الناصرة، بإعادة انتخاب رامز جرايسي، بنسبة تأييد أعلى من الانتخابات السابقة، وحافظت الثانية على قوتها في أم الفحم بانتخاب الشيخ خالد مهنا. وكلاهما حظيا بأكثرية الأعضاء في المجلس البلدي. وتمكن حزب التجمع الوطني من انتخاب رئيس بلدية من نشطائه لأول مرة، وذلك في مدينة سخنين، حيث فاز مازن غنايم، رئيس فريق كرة القدم الشهير، على منافسه رئيس البلدية من الجبهة، محمد بشير. ولوحظ ان 420 مخالفة وقعت خلال هذه الانتخابات، بينها شجارات عنيفة استخدمت فيها أسلحة بيضاء. ففي بلدة الخضيرة اليهودية ضرب أحد النشطاء الانتخابيين، نشيطا منافسا ببلطة وأصابه بجراح متوسطة، وفي الناصرة تشاجر نشيطان من عائلة واحدة كل منهما ينتمي لقائمة منافسة ووقعت العديد من الصدامات الجسدية على خلفية الانتخابات.