أوباما يكلف نان وكريستوفر مسؤولية انتقال البنتاغون والخارجية إلى الإدارة الجديدة

المنظمة الأميركية ـ العربية لمناهضة الكراهية تطلب منه رفض تصريحات والد كبير موظفي البيت الأبيض المعين

الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما أثناء لقائه مع سام نان في ندوة بجامعة بوردو غرب ولاية لافاييتي الأميركية في يوليو (تموز) الماضي (كي آر تي)
TT

كلف الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما سام نان الرئيس السابق للجنة العسكرية في الكونغرس بتولي عملية نقل السلطات في وزارة الدفاع «البنتاغون» من الادارة الحالية الى الادارة الديمقراطية الجديدة، كما ان وزير الخارجية الأسبق وارن كريستوفر سيقوم برئاسة الفريق الاستشاري لنقل السلطات في وزارة الخارجية من إدارة الرئيس الحالي جورج بوش الى إدارة الرئيس الجديد، الذي سيتولى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، ومن بين الاسماء التي ستعمل مع كريستوفر اثنان من عهد إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وهما ويندي شرمان وتوم دونيلون. وقال مصدر مقرب من اوباما ان الرئيس المنتخب لم يحسم بعد في اختيار من يشغل منصب وزير الخارجية، ومن ابرز المرشحين لها جون كيري المرشح الديمقراطي السابق. وأشارت ستيفاني كتر المتحدثة باسم اوباما في بيان وزع على المراسلين، إن نين سيقوم بدور استشاري خلال المرحلة الانتقالية لنقل السلطات في مجال الدفاع. واوضحت قائلة «ثمة عملية لتزييف المعلومات نحن نعمل بكل جد لوضع جدول مشترك ونتوقع الاعلان عن اسماء الجميع مع نهاية الاسبوع». وكان نين مستشاراً سابقاً لوزير الدفاع ويمثل ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ، وتردد اسمه خلال الحملة الانتخابية كمرشح محتمل مع اوباما لمنصب نائب الرئيس. وذكر ان نين سيكون بمثابة المسؤول الرئيسي في عملية الانتقال. وسيضم الفريق الانتقالي في البنتاغون ريتشارد دازنغ وزير البحرية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون وكذلك بيل لين المستشار السابق في البنتاغون.

وسيعمل الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب مع إدارة الرئيس بوش لتولي جميع الامور المتعلقة بادارة الحرب في العراق وافغانستان وكذا تفاصيل العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية وروسيا وبعض الدول الاخرى. وفي سياق متصل قالت شخصيات تنتمي الى اللاتينو (هسبانيك) إنهم يتوقعون ان تتم مكافأتهم في إدارة باراك اوباما بتوليهم أربع مناصب حكومية على الأقل. وكان حوالي 75 بالمائة من هذه الاثنية التي تعد العرق الثاني في البلاد بعد البيض قد صوتوا لصالح اوباما بعد ان كانوا وقفوا في الانتخابات التمهيدية الى جانب هيلاري كلينتون. وحسمت اصوات الهاسبنك الأمر في ولايات كولورادو وفلوريدا ونيفادا ونيومكسيكو. ومن أبرز الاسماء المرشحة لتولى منصب مهم بيل ريتشاردسون حاكم نيومكسيكو والذي سبق له ان عملاً مندوباً للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة، ويتطلع ريشاردسون الى منصب وزير الخارجية، وكان أعلن تأييده لاوباما بعد انسحابه من السباق خلال الانتخابات التمهيدية.

من جهة اخرى قالت ساره بالين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس مع المرشح المنهزم جون ماكين، إنها ستؤيد باراك اوباما بشروط بشأن حرب العراق. وقالت إنها ستشعر بالرضى إذا استطاع باراك اوباما ان يحيط نفسه بمستشارين يدركون المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة. وكانت بالين التي يحارب ابنها في العراق، ترد على سؤال حول ما إذا كانت تشعر بالأمان مع تولي اوباما منصب قائد الجيوش الاميركية (طبقاً للدستور) واجابت قائلة «سأكون راضية مع باراك اوباما باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة على افتراض ان الذين يحيطون به يقرون ان الارهابيين لم يغيروا مواقفهم، اولئك الذين يدركون طريقة التعامل مع التهديدات».

من جهة اخرى شرعت «المنظمة الاميركية العربية ضد التفرقة العنصرية» في جمع توقيعات تعبر عن الخيبة من تصريحات أدلى بها الاسبوع الماضي والد رام ايمانويل عضو الكونغرس والذي عينه الرئيس المنتخب باراك اوباما في منصب كبير موظفي البيت الابيض، تعبر عن كراهية للعرب. وطلبت المنظمة في رسالة وجهتا الى اوباما ان يعلن ايمانويل رفضه للتصريحات التي أدلى بها والده بنجامين ايمانويل (اسرائيلي الجنسية). وقالت المنظمة ان بنجامين قال في تصريحات تناقلتها وسائل اعلام اميركية واسرائيلية: «من البديهي ان يؤثر ايمانويل) على الرئيس ليصبح موالياً لاسرائيل. كيف لا يفعل ذلك؟ من هو؟ هل هو عربي... حتى يمسح ارضية البيت الابيض». وقالت المنظمة، إنه لا مجال لمثل هذه التعليقات المشينة المتناقضة مع رغبة الرئيس المنتخب في إحداث تغيير في اميركا.

الى ذلك افاد استطلاع للرأي نشر امس، ان الاميركيين يتوقعون من باراك اوباما تخفيضاً للضرائب لكنهم على استعداد للانتظار حتى يشرع في معالجة الأزمة الاقتصادية. وقال 84 بالمائة، إن الاولوية يجب ان تكون لتحسين الاقتصاد، في حين قال 80 بالمائة ان الاولوية يفضل ان تكون خلق وظائف جديدة وانعاش سوق العمل، في حين قال 36 بالمائة إن تخفيض الضرائب هو الذي يجب ان يحظى بالاولوية. واقترح اوباما في برنامجه الاقتصادي فرض ضرائب على اصحاب المداخيل المرتفعة التي تتجاوز ربع مليون دولار سنوياً، وتخفيف العبء الضريبي على الطبقة المتوسطة.

وقد رفض الفريق لاوباما الافصاح عن نواياه حول وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس في وقت تدور شائعات حول احتفاظه بمنصبه في الادارة الجديدة.

وقال جون بوديستا، احد رئيسي الفريق الانتقالي، ان الرئيس المنتخب يكن «تقديرا كبيرا» لغيتس ولكنه سيستمع الى خبرائه ومستشاريه الذين ارسلهم الى وزارة الدفاع قبل ان يبت في الموضوع. وكان فريق اوباما تطرق قبل الانتخابات الرئاسية الى امكانية ابقاء روبرت غيتس في الادارة الجديدة وعلى الاقل مؤقتا. وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن اثنين من مستشاري الرئيس المنتخب، فان باراك اوباما يميل الى ابقائه على الاقل لمدة سنة حتى وان كان يتم التداول باسماء اخرى مثل ريتشارد دانزينغ، وزير البحرية السابق في عهد بيل كلينتون او جون هامري، مساعد وزير الدفاع في عهد كلينتون ايضا.

وهناك تفاهم داخل الطبقة السياسية الاميركية على وزير الدفاع الحالي، 65 عاما، الذي خلف دونالد رامسفيلد الذي كان مثيرا للجدل. ويؤيد غيتس وعلى غرار اوباما ارسال تعزيزات الى افغانستان. ولكنه مع ذلك يعارض وضع جدول زمني ثابت لسحب القوات من العراق. وقد اكد الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية انه يرغب بسحب الجنود من العراق خلال فترة 16 شهرا ولكن هذا الامر سيتوقف مع ذلك على الشروط التي ستتوفر على الارض.

الى ذلك شرع الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما في تنفيذ التعهدات الاخلاقية التي التزم بها في حملته الانتخابية، وقد تمثل أولها في منع أعضاء جماعات الضغط من تقديم يد العون في دفع تكاليف انتقاله إلى السلطة، أو العمل بها في أي دائرة كان لهم بها وكلاء أو تابعين في العام الماضي، وذلك حسبما أفاد الفريق الانتقالي لإدارة باراك أوباما وفقا لنيويورك تايمز. وأشار مساعدو أوباما إلى أنهم يتوقعون أن يتم تطبيق هذه القوانين في يوم توليته للمنصب بالإضافة إلى الانتقال، إلا أنهم عادوا وأوضحوا أنهم مازالوا بصدد اتخاذ القرار النهائي بشأن كيفية تمويل يوم التولية. ووصف جون بوديستا ـ الرئيس المساعد في فريق الانتقال لأوباما ـ تلك القيود بأنها «القوانين الأكثر صرامة، والأكثر تأثيراً من الناحية الأخلاقية بالنسبة لأي فريق انتقالي في التاريخ». وأضاف بوديستا لدى حديثه للصحافيين في أول بيان صحافي لفريق الانتقال: «إذا ما قام أي شخص بأعمال التأثير أو الضغط خلال الأشهر الـ12 الماضية، فسيتم منعه من العمل في مجالات السياسة التي مارسوا فيها الضغوط، كما سيتعين عليه التخلي عن كل أنشطة وممارسات الضغط والتأثير خلال عمله في الفريق الانتقالي». ومع ذلك، تركت القوانين الجديدة مساحة من التردد، حيث أشار مساعدو أوباما والذين أعلنوا خلال الحملة الانتخابية أن أعضاء فرق الضغط والتأثير لن «يجدوا لهم عملاً في البيت الأبيض» إلى أن تلك اللوائح والقوانين تسمح لأعضاء جماعات الضغط والتأثير بالعمل في الفريق الانتقالي في الدوائر والمجالات، التي لم يمارسوا فيه أي نوع من أعمال الضغط. وأفاد بوديستا أنه يتوقع أن يوظف الفريق الانتقالي 450 شخصاً وبميزانية 12 مليون دولار. وستدفع الحكومة من إجمالي هذا المبلغ، 5.2 مليون دولار، أما بقية المبلغ والمقدر بـ6.8 مليون دولار، فسيأتي من مصادر خاصة. وتابع أن قيمة التبرعات والمساهمات سيبلغ حدها 5000 دولار، ولن يقبل الفريق الانتقالي أموالاً من لجان العمل السياسية. وخلال حملته الانتخابية التي جمع فيها 650 مليون دولار، غيّر أوباما من قوانين جمع التبرعات، حيث خفض من التمويل العام، وصنع سلسلة التبرعات ذات الملايين المتعددة الخاصة به. وسيتجه الفريق الانتقالي إلى جذب بعض هذه المساهمات على الأقل.

وفي الوقت الذي كان فيه أوباما مرشحاً للرئاسة، أرسى قوانين أخلاقية مفصلة شديدة الصرامة أكثر من أي رئيس محتمل سابق، إذ تعهد بحظر المعينين لمدة سنتين من العمل في القضايا التي تتضمن أصحاب العمل السابقين لهم، وحظر المسؤولين السابقين من ممارسة أعمال التأثير والضغط على إدارته من أجل بقائها، كما أنه يلزم على كل المعينين السياسيين الكشف عن اجتماعاتهم مع أعضاء مجموعات الضغط علانية.

ومازال من غير الواضح، كيف ستؤثر تلك القوانين على يوم التولية. جدير بالذكر أن الرئيس بوش (المنقضية ولايته) جمع أكثر من 40 مليون دولار خلال يوم التولية للفترة الرئاسية الثانية، وكانت غالبية هذا المبلغ من الشركات، والمسؤولين التنفيذيين فيها. وفي الوقت الذي يقول فيه مساعدو أوباما إنهم يدركون أنه من المحتمل ألا تتم إقامة احتفال مسرف في يوم التولية نظراً لحالة الاقتصاد المترنح للبلاد، فإنهم يشيرون إلى أنهم يضمنون أن يكون يوم 20 يناير (كانون الثاني) حدثاً ضخماً من نوعه نظراً للطبيعة التاريخية لتولية أوباما، وتوقعات قدوم حشود هائلة في هذه المناسبة.

وفي إشارة إلى أن هذه الاحتفالات من المحتمل أن يتم تخفيضها إلى حد ما، ألغى أوباما الالعاب النارية ليلة الانتخاب في غرانت بارك بشيكاغو، إذ قال لمساعديه إن الوقت يعتبر شديد الخطورة لمثل هذه النوعية من الاحتفالات. وأوضح أحد مساعدي أوباما قائلاً: «إن هذا الأمر سيكون مخاطرة، وأنا لست متأكداً من كيفية القيام به».