«كتائب القسام»: صواريخنا ستصل إلى العمق الإسرائيلي

بعد مهاجمة غزة مجدداً ومقتل 4 من الجناح العسكري لحماس

جنود اسرائيليون يمنعون طفلا فلسطينيا من عبور حاجزهم خلال مواجهات في مدينة الخليل في ذكرى رحيل عرفات امس (إ.ب.أ)
TT

في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن مواجهة مع حركة حماس أصبحت محتمة. وفي ثاني حادثة تخرق فيها اسرائيل التهدئة، هاجم الجيش الإسرائيلي فجر امس مواقع متقدمة لكتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس، الأمر الذي أسفر عن مقتل اربعة منهم. في غضون ذلك، قالت «القسام» في بيان لها «إن التهديدات الصهيونية بتهجير قرى فلسطينية وقصفها، هي محاولة يائسة لزرع الرعب في قلوب أهلنا وأبناء شعبنا وتخويفهم بالتهجير والطرد من أرضهم». وشددت على أن «هذه التهديدات لن تخيفنا ولن تدفعنا للارتباك والتخبط كما يحلم العدو، بل سنواجهها بكل ما أوتينا من قوة». واضافت: «سنُفشل أي محاولة صهيونية لتنفيذ هذه الجريمة، بل إن صواريخنا هي التي ستهجّر الصهاينة من مدنهم وقراهم كما حدث من قبل في سديروت وغيرها». وأكدت «القسام» على أن «أي جريمة من هذا النوع لن تستطيع أن توقف صواريخنا، فكتائب القسام قادرة بإذن الله على أن تضرب عمق الكيان الصهيوني حتى لو احتل هذه القرى». وذكرت مصادر فلسطينية أن العشرات من وحدة سييرت هتسنحانيم، الخاصة في لواء المظليين وتحت غطاء طائرات هليكوبتر وبدون طيار، تجاوزوا الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل وتسللوا الى المناطق الريفية شرق قرية القرارة، شمال مدينة خان يونس، جنوب القطاع وحاصروا موقع متقدم تابع لـ«القسام». واشتبك عناصرُ الموقع مع الجنود الاسرائيليين لعدة ساعات، حاول خلالها العشرات من عناصر القسام «رفع الحصار عن زملائهم، رغم الصواريخ التي كانت تطلقها الطائرات والتي حالت دون اقتراب عناصر المقاومة لفك الحصار». وانتهت العملية بمقتل 4 من عناصر القسام وجرح جندي اسرائيلي.

وأشارت مصادر طبية الى أن هناك مؤشرات على أن الجنود الاسرائيليين أعدموا عناصر القسام بعد أن نفدت ذخيرتهم، والتمثيل بجثثهم، اذ لوحظ أن أطراف بعض القتلى بترت. والقتلى هم: محمود صيام، ورامي قرينة، وإسماعيل أبو العلا، ومحسن القدرة، وجميعهم من بلدة القرارة. وحسب مصادر أمنية، فإن مجموعتين من القسام نجتا بأعجوبة من عملية تصفية عندما أطلقت طائرات بدون طيار عدة صواريخ عليهما عندما كانتا تتقدمان صوب الموقع المحاصر. وقبل انسحاب الوحدة الخاصة من المنطقة، هدمت احد المنازل ويعود للمواطن الفلسطيني يحيى عبد الله المسيري. ويأتي هذا التطور بعد اسبوع على قيام الجيش الاسرائيلي لأول مرة منذ اتفاق التهدئة قبل اكثر من خمسة اشهر بالتوغل في قطاع غزة، والاشتباك مع عناصر القسام، الأمر الذي أسفر عن مقتل ستة منهم. وجاءت عملية امس عقب تصريحات إيهود أولمرت، الليلة قبل الماضية، عندما كان يتجول برفقة وزير الدفاع ايهود باراك في عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية التي تقع للشرق من الخط الفاصل مع القطاع، في كلمة أمام مجموعة من الجنود، دعا فيها القوات الإسرائيلية للاستعداد لمواجهة حتمية مع حماس. وخلال لقائه بالجنود حذر اولمرت من إمكانية أن تقوم الحركة بتنفيذ المزيد من عمليات اختطاف الجنود. واضاف «في حال نجحت حماس في اختطاف المزيد من الجنود، فإن هذا التطور ستكون له تداعيات استراتيجية»، مشيرا الى أن حماس «لا تهدد وجود دولة اسرائيل ولكنها تطرح تهديدا يوجد فيه بعد استراتيجي على اسرائيل، عبر القيام بعمليات اختطاف جنود». أما باراك فقال: «ليس لدينا نية لخرق الهدوء. لدينا مصلحة في مواصلة التهدئة، ولكن في كل الاوضاع التي يتعين فيها احباط عملية ضد جنودنا أو مدنيينا فلن نتردد». ولمح الى المزاعم الإسرائيلية أن حماس تحفر انفاقا، قائلاً «نحن ننظر الى الهدوء النسبي ونعرف أنه تحت السطح تتفاعل امور اخرى. امكانية خطف جندي هي عملية استراتيجية تصبح في غضون بضع ساعات مشكلة وطنية وفي غضون يوم مشكلة دولية».

من ناحيته، قال أبو عبيدة، الناطق الإعلامي باسم «كتائب القسام» أن تصريحات أولمرت تمثل «بضاعة المفلسين الذين سيغادرون سدة الحكم في دولة الاحتلال عما قريب». وأضاف «هذه التصريحات لن تخيفنا، ولن تدفعنا للارتباك، بل ستزيدنا قوة وإصراراً على الإعداد للمواجهة القادمة مع الاحتلال، والتي ستكون مشرفة لمقاومتنا ولشعبنا الفلسطيني». وشدد على أنه لا يوجد أمام حركة حماس «إلا المواجهة والمقاومة ومقارعة هذا المحتل، الذي إذا لم نقاتله فسوف يدخل ويهدم بيوتنا وبيوت أبناء شعبنا الفلسطيني وسوف يطردهم من أرضهم، ويرتكب الجرائم».