الفلسطينيون يضعون الحجر الأساس لمتحف عرفات في رام الله

مصممة طابع ياسر عرفات: هكذا أحب أن أراه ويراه العالم.. عيناه فيهما دائما بريق

TT

وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس حجر الأساس، لمتحف يضم مقتنيات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار). وسيضم المتحف قبر عرفات المقام على جزء من مقر الرئاسة، ومكتبه الذي قضى فيه أيامه الأخيرة، ومعرضا لمقتنياته الخاصة.

وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية في الذكرى الرابعة لرحيل عرفات طابعا بريديا قالت انه يكرم الرمز الراحل.

وقال أبو مازن عقب وضع حجر الأساس: «يوم أمس احتفلنا بالذكرى الرابعة لرحيل الشهيد ياسر عرفات، وفي قطاع غزة منع أشقاؤنا من الاحتفال، واليوم نضع حجر الأساس لضمان بقاء كل أعمال الشهيد الراحل ومقتنياته كذكرى للشعب الفلسطيني، الذي ضحى من أجله الشهيد بكل حياته، حتى نتمكن في المرحلة القادمة من نقل رفاته الى القدس عاصمة فلسطين».

وتحول قبر عرفات الى مزار يقصده الفلسطينيون وضيوفهم كل يوم. وقال ناصر القدوة، مدير مؤسسة ياسر عرفات: «نلتقي اليوم لاتخاذ خطوة مهمة وكبيرة باتجاه تحقيق مهمة الإبقاء على تراث الشهيد الراحل أبو عمار ونقله للأجيال المقبلة، وفي الوقت الذي يمر على غيابه ورحيله 4 سنوات، فنحن سنبني المتحف ليحكي لكل أطفال فلسطين عن تاريخ هذا الرجل العظيم».

وسيتم وصل المتحف، عبر ممر، بمكتب أبو عمار الخاص، إذ يستطيع الزائر زيارة القبر والمكتب والمعرض مرة واحدة. وقال محمد شتية، عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات «إن هذا المتحف هو استكمال لثلاثة مفاصل رئيسة، الأول ضريح الشهيد، والثاني مكتبه، والثالث وهو المتحف».

وسيتحوي المتحف على كل مقتنيات عرفات الشخصية، من كوفيات وبزات عسكرية ومسدسات وهدايا تلقاها من زعماء دول مختلفة. ويضم أيضا سريره المتواضع الذي كان ينام عليه عند إصابته بالمرض. كما سيضم أرشيفه الشخصي، وكل ما كتب عنه من كتب ومقالات وأفلام، وصوره في مراحل مختلفة من عمر رحلته.

وتعمل لجنة رئاسية على جمع مقتنيات عرفات من كل مكان في العالم، بدءا من تونس ولبنان وغزة وأماكن أخرى. ويحتاج المتحف الى ما يقارب 18 شهرا لإنجازه.

وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية، مجموعة من الطوابع الجديدة أبرزها طابع يحمل صورة الزعيم الفلسطيني الراحل. وقالت الفنانة ومصممة «الغرافيك»، نتاشا المعاني، التي صممت الطابع البريدي، لـ«الشرق الاوسط» هذا أقل ما يمكن أن نكرم به رجلا بحجم ياسر عرفات». واختارت نتاشا صورة لعرفات تظهره متأملا، وقالت إنها اختارت هذه الصورة من بين 200 صورة «لأني هكذا أرى دائما ياسر عرفات زعيما واثقا، وله حضور طاغ، عيناه دائما فيهما بريق جذاب وتراقبان كل شيء، وهكذا نحب أن يراه الناس». وتابعت «لقد مضى بنا الى أقصى ما يمكن أن يمضي به زعيم».

وبني قبر عرفات بشكل «مؤقت»، على شكل مبنى مكعب طول كل واجهة من واجهاته 11 مترا وعرضها 11 مترا، في إشارة إلى تاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) وهو يوم وفاته. وتم استخدام حجارة مستخرجة من جبال القدس. وأقيم الضريح على مسطح مائي «لأن الماء رمز المؤقت». وقالت السلطة إنها ستنقل جثمانه الى القدس يوما ما، بحسب ما أوصى. وتحيط بالضريح جدران من الزجاج المقوى «رمزا للشفافية». والى جانب الضريح، حيث الأشجار الخضراء، بنيت منارة، بارتفاع 30 مترا، وهي بذلك ترتفع 901 متر عن سطح البحر المتوسط، وتعلو المنارة إضاءة بالليزر تتجه نحو القدس. والزائر الى قبر عرفات يقرأ عبارة كبيرة منقوشة على الحجارة، للشاعر الراحل محمود درويش يقول فيها «كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا، وكان اسمه، أحد أسماء فلسطين الجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة. وفي كل واحد منا شيء منه».