الملك عبد الله الثاني: المعلومات المضللة ومظاهر التنميط تخلق جوا من الخوف والشك والكراهية

أكد أن مكانة السعودية تمكنها من قيادة الحوار وتوفير أسباب النجاح له

العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال لقاء بينهما على هامش جلسة أمس في الجمعية العامة (إ.ب.أ)
TT

شدد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أمام اجتماع اتباع حوار الاديان والثقافات والحضارات في الأمم المتحدة والذي بدأ اعماله امس، على أهمية إطلاق حوار عالمي جديد بين الشعوب من مختلف الأديان والحضارات مؤكدا أن مثل هذا الحوار أساسي ولا غنى عنه، للكشف عن الجوامع التي توحد الإنسانية على مبادئ التسامح واحترام الاختلاف وقبول الآخر، وكشف زيف التطرف.

وقال إن المكانة المرموقة للمملكة العربية السعودية، وما تحظى به من احترام وتقدير وبخاصة في العالم الإسلامي، تمكنها من قيادة هذا الحوار وتوفير أسباب النجاح له، في هذه المرحلة التي يتعرض فيها الإسلام إلى الكثير من الظلم والاتهامات، بسبب جهل البعض بجوهر هذا الدين الذي يدعو إلى التسامح والاعتدال والبعد عن التطرف والعنف والانغلاق.

واضاف العاهل الاردني في كلمته «نشهد في أيامنا هذه تراجعا في التفاهم والثقة بين الشعوب، من مختلف الأديان والثقافات. ويتجلى هذا التراجع في أوضح صوره في العلاقة بين أتباع الديانات الموحدة الثلاث ـ التي يشكل المؤمنون بها أكثر من نصف سكان المعمورة، فالمعلومات المضللة ومظاهر التنميط ـ التي تمارسها فئات قليلة ـ تعمل باستمرار على تشكيل مفاهيمنا عن الآخر.. بحيث تخلق جوا من الخوف والشك، وحتى الكراهية. ولكي نتمكن من التصدي لمظاهر التشكيك والخوف المتبادل، فلا بد لنا من التواصل والتعارف. ولا بد من اطلاق حوار عالمي جديد بين الشعوب من مختلف الأديان والحضارات».

كما اكد استحالة الحديث عن الانسجام والتناغم بين الأديان، وخصوصاً بين الشرق والغرب، دون التوصل إلى حل للصراع في الشرق الأوسط. وقال: «سبق.. لأخي خادم الحرمين الشريفين، أن بدأ مسيرته بكسر الحواجز بين أتباع الديانات بلقائه البابا، ثم دعوته ورعايته لمؤتمر مكة المكرمة، ومؤتمر مدريد.. وها هو اليوم يدعو لهذا الاجتماع الدولي، استمرارا لمسيرته المباركة في التقريب والتفاهم والتسامح بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة».

وأضاف: «نشهد في أيامنا هذه تراجعا في التفاهم والثقة بين الشعوب، من مختلف الأديان والثقافات. ويتجلى هذا التراجع في أوضح صوره في العلاقة بين أتباع الديانات الموحدة الثلاث ـ التي يشكل المؤمنون بها أكثر من نصف سكان المعمورة، فالمعلومات المضللة ومظاهر التنميط ـ التي تمارسها فئات قليلة ـ تعمل باستمرار على تشكيل مفاهيمنا عن الآخر.. بحيث تخلق جوا من الخوف والشك، وحتى الكراهية. ولكي نتمكن من التصدي لمظاهر التشكيك والخوف المتبادل، فلا بد لنا من التواصل والتعارف. ولا بد من اطلاق حوار عالمي جديد بين الشعوب من مختلف الأديان والحضارات».

وعن السلام في المنطقة قال العاهل الأردني «ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس الصراع في منطقتنا.. وهو صراع سياسي.. يتطلب حلاً تفاوضياً عادلاً.. حلا يحقق الحرية للفلسطينيين ويؤدي إلى قيام دولتهم المستقلة، ويضمن المزيد من الأمن والقبول الإقليمي لإسرائيل. ففي كل يوم يحرم فيه الفلسطينيون من العدالة، وفي كل يوم يحول فيه الاحتلال دون تحقيق مستقبل مشرق لهم، تتسع دائرة الصراع ويتفشى الكره والإحباط في المنطقة، بل وفي العالم بأسره. وفي ظل استمرار غياب العدالة، يتساءل الملايين، وخصوصاً الجيل الشاب، عما إذا كان الغرب يعني ما يقوله عن المساواة والاحترام والعدالة الشاملة، بينما يزداد المتطرفون ـ من المسلمين والمسيحيين واليهود ـ قوة في بيئة الشك والفرقة الناجمة عن ذلك».

ومضى قائلا: «إنهاء هذا الصراع، الذي يزرع بذور الفرقة والانقسام، من خلال إيجاد سلام مبني على قيمنا العميقة المشتركة، والتي تشمل قيم العدالة واحترام القانون الدولي وحق الشعوب في العيش بكرامة، يمثل السبيل الأفضل لتخفيف حدة التوتر بين الشرق والغرب وبين أتباع الديانات المختلفة. ويجب أن يرافق التقدم نحو حلول ملموسة لهذا الصراع وغيره من النزاعات الإقليمية، تطوير وسائل الحوار وتعزيز التواصل بيننا. ويتطلب هذا عملا مؤسسياً مستمراً لنشر قيم التسامح والقبول، عبر إطلاق مبادرات عالمية تحقق نتائج ملموسة في بناء التفاهم بين الشعوب والحضارات المتعددة.

ولا بد هنا من التأكيد على دور الشباب في تحقيق النجاح، وآمل ان نتمكن في هذا المؤتمر، من اطلاق مبادرات تبادل طلابية وبرامج جامعية مشتركة، تجمع بين الشباب، وتساعدهم على إدراك ان ما يجمع الانسانية أكثر بكثير مما يفرق بيننا».