زيباري في دمشق : هدف الغارة الأميركية على البوكمال كان أمنيا عراقيا

سلم رسالة من المالكي للأسد تؤكد أن العراق لن يكون منطلقا لمهاجمة دول الجوار

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري معانقا نظيره السوري وليد المعلم في مطار دمشق في ختام زيارته لسورية أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت الحكومة العراقية حرصها على «الحفاظ على الأمن الوطني والإقليمي، وألا يكون العراق منطلقا لمهاجمة أي دولة من دول الجوار تحت أي ظرف من الظروف» وذلك في رسالة خطية حملها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وسلمها للرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه صباح أمس . وفي اللقاء الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم، والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد والوفد العراقي، عبر الوزير العراقي عن تقدير بلاده الكبير «للجهود التي قامت وتقوم بها سورية للحفاظ على أمن واستقرار العراق وللأعباء الكبيرة التي تتحملها جراء استضافتها للمهجرين العراقيين». ومن جانبه أكد الأسد أن «سورية لم ولن تأل جهدا في سبيل عودة الاستقرار إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبنائه» مجددا «حرص سورية على تمتين العلاقات مع العراق الشقيق في جميع المجالات بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين وحرصهما على الوقوف في وجه المؤامرات التي تعبث بأمن واستقرار المنطقة». وقال وزير الخارجية السوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي عقد في مطار دمشق قبيل مغادرته، إن مباحثات زيباري في دمشق «تناولت ثلاثة موضوعات أساسية» وهي: «العدوان الأميركي على قرية في منطقة البوكمال الذي استشهد فيه ثمانية مواطنين سوريين» وأن موقف الحكومة العراقية من هذا العدوان الغاشم «كان واضحا» حيث كانت وجهات النظر «متفقة على إدانته» وأضاف المعلم أن الموضوع الثاني كان «الاتفاقية التي تنظم انسحاب القوات الأجنبية في العراق وذلك في عام 2011» كما تم البحث في «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يخدم مصالح الشعبين». واضاف المعلم ان زيباري حمل رسالة خطية للرئيس السوري من المالكي تتضمن تأكيدا بأن العراق لن يكون ممرا ولا تستخدم أراضيه للعدوان على دول الجوار. من جانبه وصف الوزير العراقي لقاءه مع الرئيس السوري بـ«صريح وواضح وعميق» وانه تم البحث في «العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية». وحول الرسالة التي حملها من المالكي قال إنها «رسالة توضيحية» لموقف العراق و«المدى الذي وصلت إليه المباحثات بين الجانبين العراقي والأميركي حول القوات الأميركية والأجنبية في العراق» وأشار الى أن الرسالة تضمنت «تأكيدا واضحا وصريحا بأنه لن تكون هناك أية قواعد دائمة للقوات الأميركية في العراق» وأنه سوف «لن يستخدم العراق كقاعدة أو ممر للاعتداء على دول الجوار العراقي العربي والإسلامي» كما تم توضيح المراحل التي تم التوصل إليها في الاتفاقية وأنها باتت في «مرحلة شبه نهائية ويجب إقرارها من قبل القيادة السياسية العراقية». ولفت زيباري إلى أن هذه الاتفاقية «تحتاج إلى إجماع وطني والقرار النهائي». وبحسب ما قاله للمسؤولين في دمشق فإن القرار النهائي بالنسبة للاتفاقية «سوف يعود إلى ممثلي الشعب العراقي المنتخبين في مجلس النواب» وتوقع زيباري أن «يتقرر مصير هذه الاتفاقية خلال هذا الشهر».

كما قال زيباري إن الموضوع الآخر الذي كلف بالبحث فيه بدمشق هو «الغارة الأميركية على الأراضي السورية» وأنه أوضح للرئيس السوري ولوزير الخارجية بموقف الحكومة العراقية الرافض لهذه الغارة على الأراضي السورية وأن «الحكومة العراقية لم تستشر ولم يكن لديها علم لا من قريب ولا من بعيد بهذه الغارة». وأكد الوزير العراقي أن هذا الرفض «جاء تنفيذا لسياسة الحكومة وللدستور العراقي بأن العراق لن يستخدم إطلاقا كمنطلق للاعتداء على دول الجوار». وكشف زيباري عن أنه أوضح للمسؤولين السوريين «نتائج التحقيقات مع الجانب الأميركي» وأنه قام بنقل المعلومات التي حصلت عليها الحكومة العراقية «بأمانة إلى الجانب السوري» منوها إلى أن «الحكومة العراقية شعرت بالألم الذي أصاب الشعب السوري جراء الغارة». ولدى سؤاله عن ضمانات يقدمها الجانب العراقي للجانب السوري لعدم تكرار الغارة على الأراضي السورية، قال زيباري إن الضمانات الأساسية التي يمكن أن تقدم هي في وجود اتفاقية امنية، ولكن في ظل «غياب تنظيم هذه القوات وغياب اتفاقية أمنية من غير الممكن تقديم ضمانات» وأن ما حصل عليه الجانب العراقي من الجانب الأميركي هو «تطمينات» وأضاف «لو كانت هناك اتفاقية لما حصل ما حصل» كما كشف زيباري عن أن الهدف من الغارة على قرية السكرية كان «هدفا عراقيا أمنيا» ولكن الحكومة العراقية «لم تكن على معرفة ودراية واطلاع به» وأن «الهدف ليس بين المواطنين السوريين الأبرياء الذين راحوا ضحية الغارة».

وحول ضبط الحدود السورية ـ العراقية، وسحب السوريين للجنود، قال زيباري إن الحدود صعبة وطبيعتها وجغرافيتها صعبة جدا، وأن «عدد الجنود ليس معيارا» مؤكدا وجود تفاهم سوري ـ عراقي على «المزيد من التعاون والتنسيق لمكافحة آفة الإرهاب». وعبر المعلم عن قلق سورية من جعل تنظيم «القاعدة» موقعا للتنقل، وقال هناك قلق دائم من «القاعدة» في لبنان ومن المتطرفين في شمال لبنان. وبخصوص ضبط الحدود مع العراق قال إن هذا غير ممكن من طرف واحد إذ لا بد من التعاون لأن آفة الارهاب تصيب الجميع.