عضو «التغيير والإصلاح» لـ«الشرق الأوسط»: سنكون الأكثرية في الانتخابات المقبلة

النائب سليم عون أكد أن تحالف «المعارضة» باق حتى 2013

TT

بدا عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب سليم عون واثقا بكسب المعارضة الاكثرية النيابية في الانتخابات البرلمانية في عام 2009، معلنا ان «التحالف الذي يجمع اطياف المعارضة سيبقى قائما حتى العام 2013». وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» ان رئيس التكتّل النائب العماد ميشال عون «كسر المحرّمات في تلبيته الدعوة لزيارة ايران». وعن الانتخابات شكا من الانفاق الفاضح للمال لشراء الاصوات، مؤكدا ان المعارضة لن تفعل في المقابل سوى التوعية.

وفي ما يأتي نص الحوار:

* ما التصوّر الذي يحمله تكتّل «التغيير والاصلاح» الى طاولة الحوار في ما يخصّ البحث في الاستراتيجية الدفاعية؟

ـ كان الرئيس (رئيس الجمهورية العماد ميشال) سليمان، كلّف العماد عون وضع مسودة للبدء بمناقشة هذه الاستراتيجية. وهذا ما حصل. ولكن افضّل عدم الخوض في تفاصيلها قبل ان تُناقَش لأنها تحتاج الى توافق وليس الى تصويت بالاكثرية.

* هل تعتبر بنود وثيقة التفاهم منطلقا صالحا للبدء بمناقشة الاستراتيجية الدفاعية؟

ـ للاسف، من انتقدوا الوثيقة انتقدوها في الشكل من دون الدخول في مضمونها او تقديم البديل. والملاحظ ان ما تم التوصل اليه كبدء تصحيح العلاقات مع سورية وقانون الانتخابات البرلمانية، اضافة الى البحث في الاستراتيجية الدفاعية، هي بنود تنصّ عليها الوثيقة. لذلك نرى انها تشكّل خريطة الطريق للحلّ في لبنان. وفي خطاب القسم وقبله في اتفاق الدوحة، شعرت بأن هذه الوثيقة واردة في جزء كبير منها في هاتين المحطتين. لا يمكن الانخراط في تنفيذ قرارات دولية بطرق لا تصبّ في مصلحة البلاد ومن دون اعتماد آليات واضحة.

* هناك أمور تم الاتفاق عليها في جلسات الحوار السابقة في العام 2006 لكنّها لم تنفّذ مثل السلاح خارج المخيّمات. ماذا ستفعلون في هذا الشأن؟

ـ الطرف المخوّل تنفيذ القرارات التي لم تنفّذ هي الحكومة. في ذلك الوقت، كنّا الطرف الوحيد خارج الحكومة.. واليوم نلاحظ ان هناك نوعا من مماطلة في اتخاذ القرارات تضييعا للوقت بغية بلوغ الانتخابات والحصول على الاكثرية من جديد ليواصلوا الاستئثار بالسلطة. ولكن هذا لن يحصل، لأننا سنصبح الاكثرية في الانتخابات المقبلة. ولكن في ما يخص السلاح الفلسطيني، معلوم انه لم توضع مهلة محددة بل اكتفى الاطراف بعبارة «أشهر عدة». وأخذ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة و(رئيس كتلة المستقبل البرلمانية النائب) سعد الحريري و(الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله والرئيس (المجلس النيابي نبيه) بري على عاتقهم تولّي هذا الموضوع. فشهدنا حصول لقاءات من دون ان نعلم بمضمونها. اما اليوم فأعتقد ان الاولوية ستكون للبحث في الاستراتيجية الدفاعية ولاحقا يحين موعد السلاح الفلسطيني.

* أترى امكان ارجاء البحث في السلاح الفلسطيني على رغم ما شهدناه من اعتداءات على المؤسسة العسكرية؟

ـ في الواقع ان البحث يجب ان يشمل السلاح داخل المخيمات وليس خارجها فقط، لأننا نلمس في كل حادث أمني أو كشف خلايا، ارتباطا للمجموعات المتورّطة بمجموعات داخل المخيّمات. هذا الموضوع حسّاس لأنه متعلّق بحق العودة. لذلك يجب وضع تصوّر يربط بين بسط سيادة الدولة وضمان حق الفلسطينيين. * هل ستخوضون الانتخابات بتحالفاتكم الحالية؟

ـ بالتأكيد، المعارضة بقواها الاساسية ستبقى موحّدة.. المشكلة اراها لدى الطرف الآخر، لنأخذ المقعد الماروني في الشوف مثالا. أعلن كل من النائب جورج عدوان نيّته الترشح، كما اعلن دوري شمعون الامر نفسه وتيار المستقبل يريد غطاس خوري كما ان الكتائب طالبت بحصّة. حتى ان النائب وليد جنبلاط سخر من الامر قائلا انه سيحوّل مقعده الدرزي مارونيا.

* هل هناك مال انتخابي في منطقتكم (قضاء زحلة)؟

ـ المعركة الحقيقية ستكون في مواجهة المال الذي ينفق بكثرة وبشكل فاضح. فالشهر الفائت قدّم تيار المستقبل مساعدات بقيمة 5 ملايين دولار لمزارعي البطاطا. وهو يسدّد الفاتورة الاستشفائية في كل مستشفيات المنطقة لمن يشعرون بالحاجة الى ذلك.

* ماذا ستفعلون في مواجهة المال خصوصا ان الطرف الآخر يتهمكم بالامر نفسه؟

ـ فليثبتوا ذلك. معروف اننا لا نوزّع مساعدات. نحن لن نواجه المال بالمال بل بالتوعية.

* كيف ترى لبنان بعد انتخابات 2009؟

ـ اذا اتت النتائج لمصلحتنا، ارى لبنان مزدهرا بعيدا عن الفساد رغم ان ذلك يحتاج الى وقت. أما اذا لم نوفّق فسيظل الفساد مستشريا.

* هل ستتبدّل التحالفات القائمة؟ وإذا تبدّلت ما سيكون مصير وثيقة التفاهم؟

ـ هذا التحالف ليس انتخابيا بل يشبه عقدا يتضمّن بنودا معيّنة وسيستمرّ حتى عام 2013.

* ماذا عن زيارة العماد عون لإيران؟

ـ ايران دولة اقليمية كبيرة وتتمتّع بقوّتين عسكرية واقتصادية، ولها تأثير على المنطقة، كما انها وقفت بجانب لبنان خلال عدوان 2006 في مقاومته، ولاحقا قدّمت مساعدات انمائية. فلماذا لا نكون السبّاقين في الانفتاح عليها؟ واليوم (مع فوز باراك اوباما) قد نشهد انفتاح الولايات المتّحدة على ايران. لماذا يجب ان ننتظر الدول الاخرى لتنفتح على ايران لنتبعها؟

* ماذا كانت اهداف الزيارة؟ ـ كانت زيارة علنية تكريمية للعماد عون، الذي وقف بجانب المقاومة خلال حرب تموز 2006. كانت زيارة للتعارف وابراز الصورة الحقيقية لإيران بعدما صوّرت على انها محور الشرّ. وفي الزيارة، رأيناها دولة تحترم تعدّد الاديان وفيها كنائس ونواب أرمن. وداخليا، كسرنا المحرّمات وامكان استغلال هذه الزيارة للتشويش. لذلك اتت عمدا قبل سنة من موعد الانتخابات، حتى تتضح اهدافها الحقيقية ويستوعبها المواطن من دون أن يشوّش الطرف الآخر عليه.

* بعد الاتفاق على تبادل علاقات دبلوماسية مع سورية، ما الخطوة المقبلة في مسار تصحيح العلاقة معها؟

ـ ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية. ولمعالجته، يجب بناء ثقة بين لبنان وسورية، خصوصا ان هذا الملف شائك ويطول ليس فقط سورية انما ايضا الكثير من الميليشيات.