بوش: قد نعتقد بمذاهب مختلفة ونعبد الله في أماكن متعددة ولكن إيماننا يقودنا إلى القيم المشتركة

الرئيس الأميركي شدد على أنه من خلال الحوار يمكن للعالم الاقتراب من اليوم الذي يمكن أن يتمتع فيه كل شخص بالحقوق والكرامة

بوش يلقي كلمته أمس (أ. ب)
TT

شدد الرئيس الأميركي جورج بوش في كلمته، التي ألقاها صباح أمس أمام الجمعية العامة في اليوم الثاني للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات، على أهمية الحوار ودوره في التقريب بين الناس من مختلف الديانات والمذاهب. وقال مخاطبا الحضور «قد نعتقد بمذاهب مختلفة، ونعبد الله في أماكن مختلفة، ولكن ايماننا يقودنا إلى القيم المشتركة. ونحن نؤمن بأن الله يدعونا لمحبة جيراننا وأن يعامل أحدنا الآخر بالرحمة والاحترام. ونحن نؤمن بأن الله يدعونا لاحترام كرامة كل الحياة وان نتحدث ضد اللؤم والظلم. ونؤمن بأن الله يدعونا للعيش بسلام ـ ولنعارض كل من يستخدم اسمه لتبرير العنف والقتل».

وتوجه الرئيس الأميركي بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مبادرته بالدعوة لهذا الاجتماع. وشدد على أنه من خلال الحوار يمكن للعالم الاقتراب من اليوم الذي يمكن أن يتمتع فيه كل شخص بالحقوق والكرامة.

وفي ما يلي نص كلمة بوش:

* السيد الأمين العام الحضور الكرام السيدات والسادة

* لورا وأنا سعيدان للعودة هنا، إلى الأمم المتحدة، وأنا ممتن للفرصة لمخاطبة الجمعية العامة مرة ثانية.

أريد أن أشكر العاهل السعودي الملك عبد الله لقيادته ولإقناعنا جميعا للاجتماع هنا للحديث عن الإيمان. إنني أقدر المشاركين الذين يعترفون بالقوة التحولية والإلهامية للايمان.

من أبرز معتقداتي أن هناك ربا عظيما ـ وأن كل رجل وامرأة وطفل على وجه الأرض يحملون صورته. ومنذ سنوات، الإيمان غير حياتي، والإيمان ساعدني خلال تحديات رئاستي وسعادتي فيها. والايمان سيقودني باقي أيامي.

إنني أعرف أن الكثير من القادة المجتمعين في هذا المجلس تأثروا بالإيمان أيضا. قد نعتقد بمذاهب مختلفة، ونعبد الله في أماكن مختلفة، ولكن ايماننا يقودنا إلى القيم المشتركة. ونحن نؤمن بأن الله يدعونا لمحبة جيراننا وأن نعامل أحدنا الآخر بالرحمة والاحترام. ونحن نؤمن بأن الله يدعونا لاحترام كرامة كل الحياة وان نتحدث ضد اللؤم والظلم. ونؤمن بأن الله يدعونا للعيش بسلام ـ ولنعارض كل من يستخدم اسمه لتبرير العنف والقتل.

الحرية هي هبة الله لكل رجل وامرأة وطفل ـ وهذه الحرية تتضمن حق كل الناس للعبادة بالطريقة التي تناسبهم. وقبل 60 عاما، أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترفوا بهذه الحقيقة عندما تبنينا الاعلان العالمي لحقوق الانسان. والاعلان أكد بأن الجميع له حق اختيار دينه أو تغييره وحق العبادة في الحياة الخاصة أو بالعلن.

الولايات المتحدة دعمت بشدة تبني الاعلان العالمي ـ بل ان الوفد الدولي كانت تقوده سيدة أولى سابقة، الينور روزفلت. وعندما صوتنا للاعلان العالمي، أكد الشعب الأميركي اعتقادا يعود إلى أيامنا الاولى. لقد تأسس وطننا على أساس أناس يبحثون عن مأوى من الاضطهاد الديني. التعديل الأول للدستور يضمن «حرية المعتقد» الديني للجميع. وعبر الأجيال، وطننا ساعد في حماية الحرية الدينية للآخرين ـ من تحرير معتقلات الأوروبي وحماية المسلمين في أماكن مثل كوسوفو وافغانستان والعراق.

اليوم، الولايات المتحدة تواصل هذا التقليد النبيل من خلال جعل الحرية الدينية عاملا مركزيا في سياستنا الخارجية. لقد أسسنا لجنة الحرية الدينية الدولية لمراقبة الحرية الدينية حول العالم. اننا نشجع بقوة الدول لفهم أن الحرية الدينية هي أساس المجتمع الصحي والأمل. نحن لسنا خائفين من الوقوف مع المعارضين الدينيين والمؤمنين الذين يمارسون ديانتهم، حتى عندما يكون ذلك غير مرحب به.

من أفضل الطرق لحماية الحرية الدينية هي من خلال دعم صعود الديمقراطية. الحكومات الديمقراطية لا تتشابه. كل واحدة تعكس تاريخ شعبها وتقاليده. ولكن احدى العلامات المهمة لأية ديمقراطية هي إتاحة المجال لكل الناس من مختلف الخلفيات والأديان. الديمقراطية تسمح للناس بآراء مختلفة تناقش اختلافاتهم والعيش في وئام.

توسيع الديمقراطية أيضاً يمثل الطريق الأكثر وعداً للسلام. الناس الذين يتمتعون بحرية التعبير عن رأيهم يمكنهم تحدي آيدولوجيات الكراهية. ويمكن لهم أن يدافعوا عن معتقداتهم الدينية والحديث ضد الذين يسعون إلى تشويههم لأغراض شريرة، ويمكنهم أن يمنعوا أطفالهم من الوقوع تحت تأثير المتطرفين من خلال اعطائهم خيارا فيه أمل أكبر.

خلال السنوات الثماني الماضية، كنت محظوظاً برؤية كيف يمكن للحرية والدين تحسين الحياة وقيادة العالم تجاه السلام. انني أذكر بوضوح مجموعة من المصلين في ولاية كانساس في بلدي الذين بقوا سوياً وصلوا سوياً حتى عندما هدت عاصفة كنيستهم. ولقد رأيت المؤمنين يعطون الرعاية في القارة الافريقية لمرضى الايدز الذين اعتبرهم البعض أمواتاً وأعادوا الصحة لهم. ولقد رأيت الامهات حول الشرق الأوسط الذين يقودهم ايمانهم للحلم بمستقبل أفضل وأكثر سلماً لاطفالهم ـ حلم تشاركهن فيه الأمهات حول العالم.

انني أقدر كل دولة شاركت في حوار اليوم. من خلال الحوار، يمكننا الاقتراب من اليوم الذي يمكن لدعواتنا للحرية ان تستجاب ـ وان يتمتع كل شخص على وجه الأرض بالحقوق والكرامة التي منحها له الله تعالى. بارك الله فيكم.