شفاء مريض أميركي من الإيدز بعد زرع النخاع

تحويرات الجين تحمي البعض من مرض نقص المناعة المكتسبة

TT

ذكرت مصادر مستشفى «برلين شاريتيه» أن الدكتور جيرو هوتر نجح في شفاء مريض أميركي يعاني منذ سنوات من مرضي سرطان الدم والأيدز. ولم تكشف فحوصات الدم التي أجريت للاميركي (42 سنة)، الذي يعيش ببرلين، وجود أي فيروس لمرض الإيدز منذ سنتين بعد عملية زرع نخاع اجريت له. وأكد المصدر أن الفحوصات المختبرية أثبتت عدم وجود فيروس الإيدز في دم أو بقية أعضاء المريض، رغم أنه أوقف استخدام العقاقير المستخدمة في علاج المرض منذ سنتين. وكان من المتوقع أن يؤدي وقف استخدام العقاقير إلى انتشار المرض بشكل واسع ويهدد بعواقب وخيمة على حياة المريض.

ويعود نجاح العلاج إلى طريقة ابتدعها الدكتور هوتر في معالجة سرطان الدم، ويبدو أنها كانت حاسمة في مقارعة فيروس الإيدز، إذ عالج الطبيب مريضه من خلال استبدال دمه بنخاع عظام متطوع كما هي الحال في العلاج الروتيني لمرضى سرطان الدم الميؤوس منهم، إلا أنه اختار نخاع عظم متبرع يحمل جينا طبيعيا، يحمله بعض الأوربيين، ويعتقد أنه سبب مناعتهم ضد مرض الإيدز.

وذكر هوتر أن المتبرع يحمل في خلايا الدم النخاعية تحويرين من جين CCR5 الذي يعتقد أنه المسؤول عن تزويد حامليه بحماية ما ضد مرض الإيدز. ومعروف منذ التسعينات أن هذا النوع من تحويرات الجين يحمي البعض من الإيدز لأنه يلتصق على سطوح الخلايا المناعية ويمنع فيروس المرض من اختراق جدار الخلية البشرية. ويكتسب حامل هذا التحوير الجيني مناعة قوية حينما يتلقى جيني CCR5من كلا الوالدين وهو ما يحصل لدى 1% من الأوربيين فقط. وتوفرت القناعة لدى هوتر وفريق عمله باستخدام نخاع العظم المحتوي على جيني CCR5بعد أن فشلت محاولات شفاء المريض الأميركي من سرطان الدم بعد عملية الزرع النخاعية الأولى. وبحث الأطباء بين المتبرعين عن شخص يحمل جين CCR5 فعثروا بالصدفة على بغيتهم في النموذج 61 من مجموع 80 مانحا لنخاع العظم. وتبين بعد الفحص أن المتبرع رقم 61 ورث جيني CCR5من الوالدين وكان محصنا بشكل طبيعي ضد فيروس مرض ضعف المناعة المكتسبة. وخشية من فقدان المريض بسبب ضعف جسده ومناعته أوقف هوتر وفريق عمله كافة العقاقير الخاصة بمعالجة مرض الايدز على أمل أن ينجحوا أولا بوقف تقدم مرض سرطان الدم. قاموا بعدها باستبدال نخاع العظم المريض بنخاع العظم المستمد من المتبرع رقم 61. وكانت النتيجة، حسب تصريح هوتر، مفاجأة للأطباء لأن المريض لم يتحمل العلاج فحسب، وإنما نجا من موت محقق بسبب مرضين قاتلين هما سرطان الدم والإيدز. واعترف هوتر بأنه أجل المؤتمر الصحافي الخاص بالكشف عن نجاح العلاج مرتين خلال السنتين الماضيتين خشية أن يعود فيروس الإيدز للظهور مجددا في دم المريض. كما تم التأكد من عدم وجود إمكانية لرفض النخاع المنقول من قبل جسم المريض، ويمكن القول حاليا إن «المريض شفى». واضاف الطبيب أنه لم ينشر النتائج حتى الآن ولديه متسع من الوقت لمناقشة الموضوع وتحسين الطريقة. ويمكن القول، لحين اعتماد الطريقة عالميا، إنها ناجحة تماما في علاج الأفراد المعانين من مرضي سرطان الدم والايدز.