السودان: غياب النائب الأول عن حفل ختام مبادرة «أهل السودان» كان احتجاجا على خطأ بروتوكولي

الحركة الشعبية تريد معرفة أسباب إرسال طائرة تجارية لنقل زعيمها من جوبا بدلا من طائرة رئاسية

TT

بررت الحركة الشعبية لتحرير السودان أمس، أسباب عدم حضور رئيسها، النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير للمشاركة في المراسم الختامية لمبادرة «أهل السودان» لحل ازمة دارفور، هو احتجاج على خطأ بروتوكولي من مؤسسة الرئاسة بالخرطوم، لارسالها طائرة تجارية الى جوبا، عاصمة الاقليم بدلا من طائرة رئاسية.

وابلغت مصادر مطلعة من حكومة جنوب السودان «الشرق الاوسط» ان حكومة الجنوب فوجئت بان الطائرة التي حضرت لنقل كير للخرطوم هي تجارية وليست رئاسية، وقررت بعد مشاورات بان يلغي النائب الاول رحلته للخرطوم للمشاركة في تلك المراسم، لحسابات بروتوكولية واخرى تتعلق بكيفية توفير الحراسة له في طائرة تجارية، في وقت كانت فيه ترتيباتهم موضوعة للسفر عبر طائرة رئاسية. وقال الدكتور لوكا بيونق وزير شؤون الرئاسة في حكومة جنوب السودان ومقرها جنوبا في تصريحات صحافية ان النائب الاول سلفا كير كان جاهزا للحضور والمشاركة في ختام مبادرة اهل السودان، بل ظل في مطار جوبا منذ الساعة السادسة صباحا، الا انه فوجئ بحضور طائرة تجارية من الخرطوم، بدلا عن الطائرة الرئاسية. وأضاف «عليه رأت السلطات في حكومة الجنوب لاعتبارات كثيرة عدم سفر النائب الأول الذي كان قد قطع كل التزاماته في جوبا في سيبل المشاركة في الجلسة الختامية لملتقى اهل السودان بما فيها اعمال الحوار الجنوبي الجنوبي الذي اختتم اعماله في جوبا».

واعتبر مصدر مسؤول في الحركة الشعبية لـ»الشرق الاوسط» ان خطأ مسؤولي المراسم في رئاسة الجمهورية يعد استفزازاً صريحاً لشخص النائب الأول، واعتبر الخطوة بانها «معاملة غير لائقة وعدم تقدير لمكانة النائب الاول»، محملاً وزير شؤون القصر الفريق بكري حسن صالح ومدير المكتب التنفيذي بالقصر مسؤولية الخطأ».

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الرئيس البشير غضب من تصرف المسؤولين لكنه لم يشكل لجنة نحقيق، وتابع «ما سمعته ان وزير القصر والمدير التنفيذي حملا احد ضباط المراسيم التابعين لمكتب النائب الاول مسؤولية تأجير الطائرة وهذه بالطبع ليست مسؤوليته»، وقال ان «القصر يمتلك 3 طائرات رئاسية احداها خاصة بالرئيس البشير»، مؤكداً ان جنوب افريقيا كانت قد اهدت النائب الاول السابق الراحل جون قرنق طائرة وتم استخدامها لفترة الى ان اعيدت الى جوهانسبرج نهائياً. رافضاً الافصاح عن الاسباب وقال «قد تشكل حكومة الجنوب لجنة تحقيق وربما مكتب النائب الاول في الخرطوم لمعرفة دواعي ما حدث»، واشار إلى أنها المرة الثانية التي يحدث فيها مثل هذا الخطأ. وقال ان المرة الأولى كانت عند زيارة الفريق سلفا كير كينيا وتم سحب الطائرة الرئاسية عند عودته والدفع بطائرة مستأجرة.

وذكَّر المصدر أن الحكومة كانت قد القت باللوم على الراحل الدكتور جون قرنق في عدم استخدامه الطائرة الرئاسية في رحلته الأخيرة الى اوغندا والتي ادت الى مصرعه، وقال «بينما تتعمد الآن عدم توفيرها للنائب الأول سلفا كير». ولم تعلق السلطات في القصر الرئاسي على الخطوة التي اتخذتها الحركة الشعبية، ويتوقع المراقبون ان تثير الخطوة ازمة بين شريكي الحكم في البلاد بموجب اتفاق السلام الموقع بينهما في العام 2005. ويشوب العلاقة بين الطرفين عدم الثقة في كل الخطوات المرسومة في الاتفاق للفترة الانتقالية للحكم التي تنتهى العام 2011.

من ناحية اخرى، علمت «الشرق الأوسط» ان محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطى الذي عاد للبلاد أخيرا مرافقا لجثمان شقيقه احمد الميرغي، ابلغ الرئيس الاريتري اسياس افورقى، الذي يزور الخرطوم حاليا، ان عودته للسودان ما هي الا «افراج مؤقت».

وابلغ الميرغنى الرئيس افورقى الذي زاره في مقر اقامته في الخرطوم عن مساعى الحزب لحلحلة الازمات كافة التى تقف امام استقرار البلاد وعلى رأسها ازمة دارفور.

واضاف الميرغنى «من الطبيعى ان يختلف الاخوان فى المنزل ولكننا نرفض الخلافات التى تمزق البلاد وتضر بالوطن والمواطن ولابد من وفاق وطني شامل للتصدي للاطماع الاجنبية». ورهن الميرغنى حل ازمات البلاد بما اسماه «توطين العدل»، واضاف ان هذه الكلمة سلمناها فى مذكرة قبل ثلاث سنوات للحكومة مبينا بان الوفاق الوطنى الشامل معبر البلاد من ازماتها. واكد الميرغنى ان الرئيس البشير وقف معه في كثير من المواقف الا انه اشار لآخرين قال انهم «أذوه»، بيد انه قال «لا احمل ضغينة على احد». واوضح الميرغني ان عودته ليست من ورائها مصالح شخصية وقال تعتبر «افراج مؤقت».

وجدد الميرغني خلال زيارة افورقي له في مقر اقامته بدار ابوجلابية رفضه لمبدأ التدخلات الاجنبية فى الشؤون الداخلية، مبينا بانها اساس تفاقم الازمات والمشكلات التي تعانى منها البلاد.

من جانبه، صف افورقي الذي زار الخرطوم مشاركا في ختام مبادرة أهل السودان عودة الميرغني بانها تشكل بداية مرحلة جديدة للعمل السياسي في السودان، وعبر عن امله في ان تنعكس إيجابا على التحول الديمقراطي وحل المشكلات الأساسية.