الصومال: الخلافات تندلع مجددا بين يوسف وعدي.. وإثيوبيا تتوسط

السفارة الأميركية في كينيا تتهم «الشباب» بمحاولة إجهاض اتفاق جيبوتي

TT

في وقت تتقدم فيه ميليشيات حركة الشباب المجاهدين المتشددة على الأرض وتسيطر على المزيد من المدن الصومالية، عادت أمس الخلافات المكتومة بين الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه العقيد نور حسن حسين(عدي) لتطفو على السطح بعد تأخر إعلان التشكيلة الجديدة للحكومة الانتقالية، وبدا أن هذه الخلافات في حاجة إلى وساطة إضافية من رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي.

ووصل يوسف وعدي بشكل مفاجئ كل على حدة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للاجتماع مع زيناوي ووزير خارجيته سيوم سيفين، فيما اكتفت وزارة الخارجية الإثيوبية بإصدار بيان قالت فيه إنهما وصلا في زيارة عمل رسمية تستغرق بضعة أيام بدون أن تقدم المزيد من التفاصيل.

ورفض الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية التعليق على هذه المعلومات، بينما قال مصدر مقرب من يوسف وعدي لـ«الشرق الأوسط» إنه كان قد تلقى دعوة رسمية من رئيس الحكومة الإثيوبية للاجتماع معه في أديس أبابا قبل انتقاله إلى كينيا في طريقه إلى بريطانيا لإجراء فحوصات طبية روتينية للاطمئنان على عملية زرع الكبد التي خضع لها قبل نحو 11 عاما.

وقالت المصادر إن الخلافات اندلعت مجددا بين الطرفين بسبب رفض يوسف إقرار التشكيلة الجديدة لحكومة عدي بعدما خلت من أسماء عشرة وزراء حلفاء له سبق أن استقالوا من مناصبهم في محاولة للضغط على عدي ودفعه إلى تقديم استقالته بسبب خلافته مع الرئيس.

وتنفيذا لقرار اتخذته قمة دول منظمة الإيقاد في اجتماعها الأخير في نيروبي بشأن منح مهلة أسبوعين لتشكيل الحكومة، تمكن عدي من تسمية أعضاء حكومته، لكن يوسف رفض تمرير القائمة.

من جهة أخرى، قال قيادي باسم حركة الشباب المجاهدين المناوئة للسلطة الانتقالية وللتواجد العسكري الأجنبي في الصومال إنها تمكنت من السيطرة على مدينة وميناء مركا التي تقع على بعد حوالي مائة كيلومتر جنوب غرب العاصمة الصومالية مقديشو.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات هاتفية: «نعم قواتنا سيطرت على المدينة من دون أن تطلق رصاصة واحدة، لقد فر الجنود الموالون للحكومة العميلة، والمدينة الآن في حوزتنا».

واعتبر أن حركة الشباب مستمرة في «مقاومة الاحتلال وتحرير المدن الصومالية تباعا وواحدة تلو الأخرى وإنهاء سيطرة السلطة الموالية للسلطة الانتقالية ولحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي».

وقالت الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن وصول مقاتليها إلى أكبر مدن ولاية شابيلا السفلى شمال العاصمة مقديشو شهد احتفالا عارما وابتهاجا كبيرا في المدينة المطلة على ساحل المحيط الهندي التي كانت تعتبر من قلائل المدن التي يُتواجد فيها الجيش الصومالي.

وأصدرت الحركة أوامر لسكان المدينة البالغ عددهم نحو 35 ألف نسمة بإغلاق المحلات التجارية خلال ساعات الصلاة، لكنها تعهدت في المقابل بعدم المساس بميناء مركا ذي الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي الذي يستخدمه بانتظام لنقل المساعدات الغذائية إلى الشعب الصومالي.

في غضون ذلك وجهت السفارة الأميركية في العاصمة الكينية نيروبي تحذيرات مبطنة إلى حركة الشباب أمس واتهمتها بمحاولة إجهاض اتفاقية جيبوتي للسلام بين الحكومة وجناح منشق على تحالف المعارضة في أسمرة، وأكدت التزام الولايات المتحدة بالعمل على إنجاحها.