انطلاق المفاوضات بين ليبيا والاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق تعاون

المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية رأت أنها تساعد ليبيا على العودة إلى الساحة الدولية

المفوضة الأوروبية فالدنر تتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع المسؤولين الليبيين العبيدي (يسار) وسيالة في بروكسل أمس (إ ب أ)
TT

أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل أمس أن الفرصة اصبحت كبيرة الآن للتوصل إلى اتفاق يعزز العلاقات مع ليبيا خلال العام القادم، بعد اطلاق مفاوضات حول اول اتفاق شراكة بين الجانبين أمس.

وقالت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو ـ فالدنر، ان المفاوضات ستساعد ليبيا على العودة الى الساحة الدولية من خلال تعزيز علاقاتها مع المجموعة الاوروبية الموحدة. وعقدت بينيتا فالدنر مؤتمراً صحافياً مشتركاً امس، مع كل من وزير الدولة الليبي للشؤون الأوروبية عبد العاطي العبيدي، والأمين العام المساعد للجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية محمد طاهر سيالة، في أعقاب مباحثات بين الجانبين جرى خلالها إطلاق المفاوضات بين بروكسل وطرابلس. وقالت فالدنر أمام الصحافيين «إنها لحظة انتظرناها طويلا»، آملة التمكن من انهاء المفاوضات حول هذا «الاتفاق الاطار» عام 2009. وبسبب فترة طويلة من العقوبات الدولية المتصلة باعتداء لوكربي الذي اسفر عن 270 قتيلا عام 1988، فان ليبيا هي البلد الوحيد في حوض المتوسط الذي لم يوقع اتفاقا مع الاتحاد الاوروبي. واضافت فالدنر أن المحادثات أمس تركزت على الطاقة والهجرة، والشؤون الداخلية، والوسائل المؤدية إلى توقيع اتفاق انشاء منطقة تبادل تجاري حر بين الطرفين. وقالت: «هذه أولوياتنا ونعمل على إدخال عناصر أخرى في الجولات القادمة، مثل التعاون في مجالات التربية والأبحاث وتسهيلات تأشيرات الدخول». وبعد ان عبرت المسؤولة الاوروبية عن تفاؤلها بسير المحادثات، عادت وقالت «ولكن سرعة تقدمها تتوقف على ما يريده الطرف الليبي والجهد المبذول في سبيل عقد تفاهمات». وفي مجال حقوق الإنسان والحريات العامة، وهي مجالات انتقدها الاتحاد الأوروبي كثيراً، أكدت المفوضة الأوروبية أن هذه المواضيع مسجلة في وثيقة التفاوض الثنائي، ويتم الحوار بشأنها. وركز المسؤولون الليبيون امس على الفوائد التي يجنيها الاتحاد الاوروبي من شراكة فعلية مع طرابلس. وقال العبيدي ان «ليبيا ستساهم في شراكة فاعلة مع الاتحاد الاوروبي بفضل قدرتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي ودورها المتوسطي والافريقي». واضاف «نحن في حوار مستمر، خاصة في مجال محاربة الإرهاب والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل». واعتبر سيالة ان «ليبيا شريك تجاري مهم للاتحاد الاوروبي وأحد أهم مصادره للطاقة». وكان الاتحاد الأوروبي قد وقع العام الماضي مع الطرف الليبي مذكرة تفاهم في أعقاب إطلاق سراح الطاقم الطبي البلغاري، المتهم أفراده بنقل فيروس الإيدز إلى أطفال مستشفى بنغازي، وبدأ العمل على التفاوض بشأنها «علناً ورسمياً» أمس. وفي وقت يسعى فيه الاتحاد الاوروبي الذي يعول على المحروقات الروسية الى تنويع مصادره للامداد بالطاقة، اوضحت فالدنر ان ليبيا تشكل مصدرا اساسيا للطاقة وتتجه اكثر من 90 في المائة من صادراتها النفطية الى اوروبا. واضافت ان «موارد الغاز والنفط (في هذا البلد) غير مستثمرة جزئياً، من هنا ثمة فرصة تعاون كبيرة». وليبيا هي رابع دولة تزود الاتحاد الاوروبي النفط (8 في المائة من وارداته العام 2005) وخامس دولة تزوده الغاز (2 في المائة من وارداته عام 2005). واوضحت المفوضة ان المفاوضات تهدف الى «تسهيل تجارة» الطاقة، مع ضمان حماية البيئة وسلامة الانتاج. وشددت على اهمية انشاء «سوق اقليمية اوروبية متوسطية للكهرباء والغاز». وهذا الهدف مدرج في استراتيجية مفصلة للاتحاد الاوروبي حول التزود بالطاقة، قدمتها المفوضية الاوروبية وتشمل اقامة «شبكة طاقة متوسطية» لنقل الاحتياطات من شمال افريقيا والغاز من بحر قزوين.

واكدت فالدنر ان المفاوضات «ستشمل» موضوع انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا، الامر الذي غالبا ما تثيره جمعيات الدفاع عن هذه الحقوق، لافتة الى ان الاتفاق سيستند الى عدد من «المبادئ الاساسية». ودعت المفوضية وليبيا التي تشكل معبرا للمهاجرين الافارقة، الى تطوير تعاونهما الذي بدأ عام 2004 على صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية. وقال العبيدي «كل الدول تعاني المشاكل نفسها، من المهم اذن التصدي لها»، مذكراً بـ«مآسي المهاجرين الذي يضحون بحياتهم في الصحراء او البحر».