تواصل حرب الشتائم والاتهامات بين السلطة وحماس

صيام يتهم الأجهزة الأمنية في رام الله بتسليم المقاومين للاحتلال.. وعبد الرحمن يعد نواب حماس فاقدين للشرعية

فلسطينيات يبكين خلال جنازة 4 من كوادر القسام قتلتهم اسرائيل اول من امس (ا.ب)
TT

تواصلت امس حرب التصريحات والاتهامات والشتائم بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح من جهة وحركة حماس. فشن وزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام هجوماً غير مسبوق على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) رداً على انتقاداته لحركة حماس، متهماً اياه بالمشاركة في حصار وغزة و«ذبح القانون الفلسطيني»، معتبراً أن ما ورد في خطابه الأخير «ينم عن أزمة نفسية وأخلاقية». وفي مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية، قال صيام إن ابو مازن يحارب الشعب الفلسطيني بقطع رواتب الموظفين وترك المرضى يموتون بحرمانهم من جوازات السفر، وحمل ابو مازن مسؤولية استمرار إغلاق معبر رفح. وقال صيام أن ابو مازن أغرق غزة في الظلام بالتحريض على قطع التيار الكهربائي.

واتهم صيام الأجهزة الأمنية في رام الله بتقديم معلومات أمنية عن المقاومة لإسرائيل، مؤكداً وجود «وثائق ودلائل واعترافات تؤكد ذلك». وحول اتهامات ابو مازن بوجود تنظيم «القاعدة» في غزة وانشغال قادة حماس بتهريب المخدرات والحشيش عبر الأنفاق، تساءل صيام: «أي رئيس هذا الذي يحرض على غزة؟ من المستحيل أن يكون رئيسا للشعب الفلسطيني يتحدث بهذه اللغة التحريضية. لقد وجدنا الخمور والمخدرات في مقراتهم وأوكارهم، وإن الخمرة وما شابهها يشربها مستشاروكم». واستنكر صيام قيام الاجهزة الامنية في رام الله باستدعاء الناس الى مقارها، قائلاً «الاحتلال المجرم كان يستحي من مثل هذه الممارسات»، مشيراً الى استمرار هذه الأجهزة في اعتقال أئمة المساجد وأساتذة الجامعات في الضفة الغربية والطلبة. وعزا قرار إقالة بعض الضباط في الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في الفترة الأخيرة الى قيامهم «بتسجيلات فاضحة لعلاقات غير شرعية لعدد من كبار موظفي مكتب الرئاسة»، مضيفا أن الفريق المحيط بابو مازن هو «متاجر بقضية الشعب الفلسطيني وثوابته». واستخف صيام بحديث ابو مازن عن استقلالية القرار الفلسطيني، معتبراً إياه «كذبة كبرى لا يمكن أن يصدقها أحد ولن تنطلي على أحد»، موضحا أن الذي يؤكد ذلك هو تبعية الأجهزة الأمنية في الضفة للجنرالات الأميركيين. ورداً على قول ابو مازن «إن منظمة التحرير الفلسطينية لا تتشرف بدخول أي أحد إليها وإنما هو من يتشرف بها»، قال صيام: «إن المنظمة التي تنازلت عن فلسطين المحتلة وتخلت عن الكفاح المسلح، وتنسق وتتعاون مع الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني، ووصفت المقاومة بالحقيرة والعبثية، هذه قيادة لا نتشرف بالالتحاق بها». وأوضح صيام أن مقر الرئاسة في رام الله تحول الى مأوى للفارين من العدالة، قائلاً إن من خطط وشارك في اغتيال الشيخ حسين ابو عجوة، أحد الدعاة المعروفين في غزة أواخر 2006 يوجد حالياً بمقر الرئاسة. واستهجن صيام عدم استكمال التحقيق في ملف اغتيال الرئيس ياسر عرفات رغم مضي 4 سنوات، معتبراً أن إظهار الحقيقة هو أكثر ما يتوجب القيام به في ذكرى اغتياله. ورداً على صيام، أصدر أحمد عبد الرحمن، الناطق الرسمي باسم فتح، بياناً قال فيه إن الشعب الفلسطيني يرفض الحسم العسكري لحماس ولا يقبل باستمراره، متهماً الحركة بالتحول الى «عصابة للابتزاز والسرقة وعصابة أنفاق»، متهماً صيام بأنه «أحد قطاع الطرق». واضاف «غزة ستظل عصية على الانقلابيين رغم المتاجرة بالقضية الفلسطينية تاريخيا من قبل القوى الإقليمية وغيرها»، معتبراً حماس مجرد «صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا بد للشعب ان يمزقها طال الزمن أم قصر». وواصل عبد الرحمن هجومه قائلاً إن نواب حماس «لا يمثلون أحدا ولا قيمة لهم بدءاً بأحمد بحر وانتهاءً بآخر واحد منهم، سواء اجتمعوا أو لم يجتمعوا». وقال: «لا شرعية لأي عضو في المجلس التشريعي في قطاع غزة تحت سلطة حماس ولا قيمة لهيئة المجلس التشريعي ولا لبحر لأن كل هذا سقط مع الانقلاب». ودعا الى ازالة من سماهم بالانقلابيين من حياة الشعب الفلسطيني، فقال «هل أبقى هؤلاء الانقلابيون معنى للشرعية والديمقراطية، يجب أن يزولوا من حياتنا الوطنية، لا ادعاء ان لديهم القدرة على منح الشرعية من عدمها، هم سيكونون في قفص الاتهام طال الزمن أم قصر».