مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي لـ«الشرق الأوسط»: تفعيل اتفاق الشراكة الأوروبية مع سورية مرهون بتسوية وضعها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية

TT

قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتو فيرريا ـ فالدنر إن تفعيل اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي مربوط بتحقيق سورية تقدما بخصوص «بعض الملفات» مما سيفسح المجال أمام المجلس الوزاري الأوروبي لإعطاء «الضوء الأخضر السياسي».

في باب الخطوات «السياسية» المنتظرة من سورية، أشارت فالدنر في المقام الأول إلى ضرورة أن «تسوي» سورية وضعها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في إشارة إلى إرسال بعثة من الوكالة المذكورة للتحقيق في مزاعم عن وجود برنامج نووي سوري سري. وأشارت فالدنر كذلك الى ملف حقوق الإنسان الذي وصفته بأنه «مطروح باستمرار على طاولة الاتحاد الأوروبي».

وأبدت فيريرو استعداد المفوضية الأوروبية للمساهمة في تمويل المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه بداية عام 2005. وجاء كلام المفوضة الأوروبية في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» في شرم الشيخ، على هامش مشاركتها في اجتماع الرباعية الدولية يومي السبت والأحد الماضيين في المنتجع المصري. وإلى جانب توافر «الشروط السياسية» ربط فيريرو فالدنر تفعيل اتفاق الشراكة مع سورية بإعادة النظر بالاتفاق من الناحية الفنية وقالت إنها أثارت الموضوع مرتين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم كما وجهت دعوة إلى نائب رئيس الوزراء عبد الله الدردري للمجيء الى بروكسيل والبحث في البنود الواجب تحديثها أو إلغاؤها. وكان الاتفاق وقع بالأحرف الأولى في بروكسيل عام 2004 ويفترض أن تصدق عليه البرلمانات الأوروبية ليصبح ساري المفعول وهو ما لم يحصل حتى الآن. أما ـ وفي أي حال ـ تعتبر «وزيرة» الشؤون الخارجية الأوروبية أن هناك «واقعا جديدا» وأن سورية «تتصرف بإيجابية أكبر» في موضوع السلام في الشرق الأوسط وامتنعت فالدنر عن التكهن بما سيؤول اليه النقاش مع دمشق بل تركت ذلك للمجلس الوزاري الأوروبي الذي يعود اليه الحسم في الأمر. وفي الملف اللبناني شددت فالدنر على حرص الاتحاد الأووربي على أن «تباشر» المحكمة ذات الطابع الدولي عملها وعلى استعداد المفوضية الأوروبية للمساهمة في تمويل المحكمة. وكشفت فالدنر عن أنها تتهيأ لإرسال بعثة «استطلاعية» الى لبنان من أجل الإعداد لإرسال مراقبين للاشراف على الانتخابات النيابية الربيع المقبل. وتنتظر فالدنر دعوة من الحكومة اللبنانية في هذا الصدد على أن تعهد بعثة الرقابة لنائب من البرلمان الأوروبي. وحثت المفوضة الأوروبية أطراف الحوار اللبناني على «المرونة» للوصول إلى «نتيجة» في موضوع الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على هيئة الحوار برئاسة الرئيس سليمان. وفي سياق مواز، قالت فالدنر «إن الاتحاد الأوروبي يدعم وضع مزارع شبعا تحت إشراف الأمم المتحدة» التي يعود اليها «وضع مقترحات» عملية لتحقيق هذا الهدف كما انه يدعم خطة القوات الدولية لتسوية موضوع قرية الغجر. غير أن المفوضة الأوروبية لا تبدو متفائلة بحل سريع إذ قالت إنها «مسألة بالغة الحساسية بين سورية وإسرائيل وعلى المستوى اللبناني الداخلي». وأضافت فالدنر: «لننتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية ولنرى ما إذا كانت سورية ستلتزم موقفا أكثر إيجابية وما إذا كان الحوار الوطني اللبناني سيفضي إلى شيء ما».