باكستان: اختطاف دبلوماسي إيراني ومقتل حارسه

هجوم جديد في بيشاور عقب يوم من مصرع موظف إغاثة أميركي

جندي باكستاني يعاين سيارة الدبلوماسي الإيراني بعد اختطافه في بيشاور أمس (أ.ب)
TT

خطف مسلحون دبلوماسيا ايرانيا في مدينة بيشاور امس بعد يوم واحد من قتل عامل اغاثة اميركي بالرصاص في المدينة التي تقع على خط الجبهة لتمرد متشددين اسلاميين يجتاح شمال غربي باكستان واجزاء من افغانستان. وأكدت القنصلية الايرانية في بيشاور ان الملحق التجاري حشمت الله أطهر زادة قد خطف. وقالت الشرطة ان شرطيا مخصصا لحراسته قتل بالرصاص وهو يحاول مقاومة المهاجمين. وفي طهران ادان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي في بيان امس بشدة خطف الدبلوماسي الايراني حشمت الله اطهرزاده من قبل «ارهابيين» في باكستان. ووصف قشقوي خطف الدبلوماسي بانه «عمل ارهابي مدان بشدة»، حسبما اكد البيان الذي تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه. واضاف «نأمل في ان يتم التعرف على المسؤولين عن هذا الخطف عن طريق التحرك الجدي للسلطات الباكستانية للافراج عن دبلوماسينا في اسرع وقت ممكن».

وتحوم الشكوك في عملية الخطف حتما على طالبان والجماعات المتشددة السنية الاخرى مثل القاعدة التي تكره الشيعة وايران التي يغلب الشيعة على سكانها مثلما تكره هذ المنظمات الغرب. كما تنشط عصابات اجرامية تستغل الدين غطاء لها في المنطقة. وأثار العنف المتزايد مخاوف من ان باكستان التي تمتلك اسلحة نووية يمكن ان تنزلق الى الفوضى ما لم تتمكن الحكومة المدنية التي تولت السلطة منذ سبعة اشهر والتي تواجه ازمة اقتصادية هي والجيش من مجابهة تهديدات المتشددين. وينظر الى تأييد باكستان على انه اساسي لجهود الغرب لهزيمة القاعدة عالميا وهزيمة طالبان في افغانستان.

وقال عابد حسين وهو جار للدبلوماسي لرويترز: لدى سماع طلقات الرصاص اسرعت الى خارج منزلي وشاهدت جثة الحارس ترقد هناك. واضاف وبحلول ذلك الوقت كان أطهر زادة قد نقل بعيدا. وكان الدبلوماسي الايراني في طريقه الى القنصلية من منزله عندما نصبت له سيارة كمينا في حياة اباد وهي منطقة تقع على الحدود مع اقليم خيبر القبلي. وفي هذا السياق ، قال سفير إيران لدي باكستان ما شاء الله شاكري إن الحكومة الباكستانية هي المسئولة عن حفظ أمن الدبلوماسيين الأجانب وفقا لمعاهده فيينا.

وقد أدان كل من رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ووزير الخارجية شاه محمود قريشي في بيانين منفصلين اختطاف أطهر زاده بشدة ، متعهدين بأن تتخذ الحكومة "كل التدابير الضرورية للحفاظ على سلامته ولسرعة إطلاق سراحه". وقتل موظف الاغاثة الاميركي ستيف فانس وسائقه خارج المنزل الذي يعيش فيه فانس مع زوجته واطفاله الخمسة في بيشاور يوم الاربعاء.وفي اواخر اغسطس اب نجا ثلاثة من اعضاء القنصلية الاميركية في بيشاور دون ان يلحق بهم أذى بعد ان نصب مسلحون كمينا لسيارتهم. وبيشاور هي اخر مدينة في الطريق الى ممر خيبر الطريق البري الرئيسي الى افغانستان. واستولى متشددون على 13 شاحنة محملة بالامدادات الى القوات الغربية في الطريق يوم الاثنين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود في واشنطن مساء الاربعاء ان القنصلية في بيشاور ارسلت تحذيرا يحث موظفيها والاميركيين الاخرين في المنطقة على البقاء في منازلهم حتى اشعار اخر. وقال بنراس خان قائد مركز شرطة حياة آباد: «لقد اعترض مسلحون طريق سيارة السيد أطهر زاده وأطلقوا النار على حارسه» قبل أن ينقلوه إلى سيارتهم ويلوذوا بالفرار». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاختطاف بعد. وأوضح خان أن رجال الشرطة أغلقوا الطرق المؤدية إلى خارج المدينة ويقومون بعملية بحث عن الدبلوماسي.