دراسة: معاناة معتقلي غوانتانامو تتواصل حتى بعد الإفراج عنهم

دعت أوباما إلى تشكيل «لجنة مستقلة» لتحديد المسؤوليات

TT

أظهرت دراسة اميركية معاناة معتقلي غوانتانامو الذين بعد ان اهينوا وضربوا وشد وثاقهم لساعات وحبسوا في زنازين ضيقة لا يصلها نور النهار يصبحون غير قادرين على اعادة بناء حياتهم بعد الافراج عنهم. ودعا معدا هذه الدراسة التي نشرت امس وهما من جامعة بيركلي (كاليفورنيا ـ غرب) الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى تشكيل «لجنة مستقلة محايدة» لتحديد المسؤوليات.

وتتعدد التخمينات بشأن غلق سريع لمعتقل غوانتانامو الذي لا يزال يضم حاليا 250 معتقلا، كما وعد اوباما اثناء حملته الانتخابية غير ان الرئيس الجديد الذي سيتولى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني) 2009 لم يحدد الطريقة التي ينوي استخدامها لغلق المعتقل. كما لم يشر إلى تعويضات محتملة يمكن أن تدفعها الولايات المتحدة لمن تم اعتقالهم بلا ذنب. وتعطي الدراسة التي أعدها لوريل فلاتشر واريك ستوفر بدعم من مركز الحقوق الدستورية الذي يدافع عن العديد من المعتقلين، فكرة عن المعاناة التي عاشها نحو 800 رجل مروا بمعتقل غوانتانامو منذ بداية 2002 بينهم 20 فقط تم توجيه الاتهام اليهم. وتم التحدث مع 62 معتقلا سابقا من تسعة بلدان مختلفة حول ظروف اعتقالهم واستجوابهم اثناء اعتقالهم في افغانستان ثم بعد ترحيلهم الى كوبا. وأوضحت فلاتشر اثناء مؤتمر صحافي الاربعاء «ان كابوس المعتقلين لا ينتهي بالافراج عنهم. ان هؤلاء الرجال الذين لم يتم ابدا توجيه الاتهام اليهم ولم يمنحوا فرصة غسل العار الذي لحق بهم يعــانون من ندوب غوانتانامو، الدائمة ولا يتمكنون من العثور على عمل». وأشارت إلى أشخاص أصبحوا مرفوضين في مجتمعاتهم وأسرهم.

وقال أحد المعتقلين بحسب ما جاء في الدراسة «اننا لا نزال نعاني من الاشتباه بكوننا إرهابيين». وقال آخر «ان كل ما املك وضعته في كيس من البلاستيك احمله معي باستمرار وانام كل ليلة في مسجد مختلف. هذا هو وضعي». وعلاوة على الآثار الملموسة لعملية الاعتقال في غوانتانامو فان المعتقلين السابقين وصفوا للباحثين كوابيسهم والرعب الذي يلازمهم بسبب ما عانوه مثل اولئك الذين علقوا لساعات في اوضاع غير مريحة مع ضجيج موسيقى صاخبة جدا وابهار شديد. واوضح احدهم «في البداية لا تشعر بشيء ثم تبدأ بالإحساس بتمزق في الفخذ والعجيزة وربلة الساق ثم شيئا فشيئا تصاب رجلاك بالفتور وحتى حين تغلق عيناك تبقى حالة الابهار ماثلة لناظريك وتبدأ الهلوسة». وتم جمع العديد من الشهادات خصوصا منذ 2004 وهي السنة التي سمح فيها للمحامين المدنيين بمساعدة المعتقلين. غير أنها المرة الأولى التي يجمع فيها مثل هذا العدد من الشهادات.

ووصف اريك ستوفر «الآثار المتراكمة» لمختلف الممارسات التي تعرض لها المعتقلون «كالقيود والعزل المطول والاهانة الجنسية والتعرض لبرد شديد وغيرها». وأضاف «ان كل ذلك جرى بشكل متواصل وبشكل متكرر ونحن نتساءل ان لم تكن هذه الآثار المتراكمة في العديد من الحالات، لم تبلغ مستوى التعذيب» كما تحدده القوانين الدولية. وألح ستوفر وكذلك فلاتشر ومركز الحقوق الدستورية امس على عدم منح «اي صفح او عفو او اي اجراء آخر» قد يعيق عمل اللجنة وتحديد المسؤوليات. وقال «لا يمكننا ان نغض الطرف عن هذا الفصل الاسود من تاريخنا بمجرد غلق معتقل غوانتانامو».