أوباما يضع شروطاً لطالبي الوظائف في إدارته.. لا مثيل لها في التاريخ الأميركي

المرشح عليه أن يجيب على 63 سؤالاً حول مؤهلاته الشخصية.. ومساع للحد من تأثير جماعات الضغط

TT

قرر الرئيس المنتخب باراك أوباما وضع قواعد صارمة لمن سيشغل أية وظيفة في ادارته الجديدة، تعتبر الأكثر صرامة في تاريخ الادارات الاميركية.

وفي غضون ذلك اختار جو بايدن نائب الرئيس المنتخب في منصب رئيس الموظفين رونالد كلين الذي سبق له أن تولى المنصب نفسه مع نائب الرئيس السابق آل غور. يشار الى أن بايدن عقد امس اول لقاء له مع نائب الرئيس الحالي ديك تشيني، وكان اللقاء له طابع اجتماعي أكثر منه سياسياً.

وجدير بالذكر ان بايدن اقترح المنصب على كلين بيد انه تردد قبل ان يقبل العرض اول من امس. وكلين هو ثاني شخصية يتم تعيينها رسمياً من طرف الادارة الاميركية بعد تعيين باراك اوباما رام إيمانويل في منصب كبير موظفي البيت الأبيض. وفي غضون ذلك تعززت التكهنات باحتمال إبقاء الرئيس المنتخب باراك اوباما على وزير الدفاع روبرت غيتس في منصبه. وكان باراك اوباما قد عين سام نان، الرئيس السابق للجنة العسكرية في الكونغرس، لتولى عملية نقل السلطات في البنتاغون من الادارة الحالية الى الادارة الديمقراطية الجديدة، لكن مصادر مقربة من اوباما قالت ان الرئيس المنتخب لم يحسم بعد اختيار من سيشغل منصب وزير الدفاع. وذكر ان نان سيكون بمثابة المسؤول الرئيسي في عملية الانتقال. وسيضم الفريق الانتقالي في البنتاغون ريتشارد دازنغ وزير البحرية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون وكذلك بيل لين المستشار السابق في البنتاغون.

وحول الشروط التي يضعها باراك اوباما لشغل الوظائف، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن مكتب الرئيس المنتخب ارسل سبع صفحات تشتمل على مجموعة اسئلة في غاية الدقة يفترض ان يجيب عليها المرشح للمنصب او الوظيفة داخل الادارة الديمقراطية الجديدة. وذكر ان الاسئلة هي الأكثر تعقيداً وشمولية في تاريخ الادارات الاميركية المتعاقبة. وعلى طالب الوظيفة الاجابة على 63 سؤالاً في منتهى الدقة حول مميزاته ومؤهلاته الشخصية وبعض هذه الاسئلة تتعلق بالازواج والاطفال. ومن بين الاسئلة سؤال حول ما إذا كان اي احد من أفراد الاسرة يمتلك سلاحاً وكذلك معلومات حول الرسائل الالكترونية المتبادلة مع آخرين، وكذلك معلومات حول ما نشر عنهم في بعض المواقع المعروفة مثل «فيس بوك».

وهناك سؤال حول ما إذا كان صاحب الطلب أو أحد من اسرته له علاقة مع مؤسستي «فاني ما» أو «فريدي ماك» وهما المؤسستان العقاريتان اللتان انهارتا في وقت سابق. ومن بين الاسئلة سؤال حول ما إذا كان هناك احتمال ان تسبب تصرفات أحد أفراد الاسرة باحراج صاحب الطلب او الرئيس المنتخب في المستقبل. ومن بين الاسئلة كذلك سؤال يقول «صف لنا الاشياء التي ربما كنت متورطا فيها خلال حياتك العملية». يشار الى ان جون بوديستا المسؤول المعين من قبل الرئيس المنتخب باراك اوباما لادارة شؤون انتقال السلطة كان قد اشار الى ان القواعد التي سيتم عبرها اختيار الذين سيشغلون وظائف في الادارة الجديدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الاميركي. وقال بوديستا ان اوباما سيصدر قوانين جديدة تحد من تأثير جماعات الضغط. وقال ايضاً إن اوباما سيدخل قواعد اخلاقية صارمة لم يشهد التاريخ مثيلا لها على عمل الفريق الذي يتولى انتقال السلطة وكذلك الذين سيعينون لاحقاً، مضيفا أن الرئيس المنتخب وعد بأن تكون هذه العملية الاكثر شفافية تشهدها الولايات المتحدة. وكانت عدة جماعات ضغط قد تقدمت باقتراحات لتعيين مسؤولين في الادارة الاميركية الجديدة وطلبت ان تجتمع مع الفريق الذي ينسق انتقال السلطة. وتجدر الاشارة الى ان اوباما دأب على انتقاد جماعات الضغط خلال الحملة الانتخابية ورفض ان يتقبل منهم تبرعات لحملته. وذكَّر بوديستا بما قاله اوباما عن «نيته وتعهده تغيير الاساليب في واشنطن وكبح تأثير جماعات الضغط على القرارات السياسية». ووفق التعلميات الجديدة التي اصدرها، لن يسمح اوباما لجماعات الضغط وممثليهم بالتدخل لدى الحكومة الحالية من اجل العمل مع الفريق المعني بتأمين انتقال السلطة، على حد قول بوديستا. واضاف بوديستا ان كل من عمل على انتقال السلطة وتحول الى ممثل احدى جماعات الضغط يمنع من التدخل لدى الادارة في المجال الذي عمل فيه لمدة 12 شهرا.