فياض: الشعب الفلسطيني يتطلع إليكم لإنهاء الاحتلال والظلم الذي لم ولن يجلب سوى الكراهية والخوف والتعصب

قال إن شعبه سيواصل العمل الدؤوب كي يتمكن من الانتقال من ضحية التاريخ إلى المشاركة في صنعه

وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والسفير لدى الأمم المتحدة زلماي خليلزاد خلال جلسة أمس (أ. ف. ب)
TT

ناشد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض العالم لإنهاء الاحتلال والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني. وقال في كلمته أمام الجمعية العامة أول من أمس، إن الشعب الفلسطيني «يتطلع اليكم لإنهاء قيود الاحتلال والظلم، الذي لم ولن يجلب سوى الكراهية والخوف والتعصب والشكوك». وأضاف فياض «جئتكم من أرض الرسالات السماوية إلى بني البشر، جئتكم من أرض فلسطين التي أصل فيها الشعب العربي الفلسطيني التسامح عبر التاريخ». ومضى قائلا «حافظ الشعب العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه على ثقافة التسامح والتعايش، بالرغم من الظلم التاريخي الذي تعرض له منذ ما يزيد على ستين عاماً، ودعا مع كل أذان مسجد، وجرس كل كنيسة ومعبد، ترنيمة إلى الرحمة والمحبة والسلام». وبدأ فياض كلمته بالتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على «جهوده النبيلة والحميدة والمتواصلة في نشر ثقافة التسامح والتفاهم بين الأديان، وعلى اطلاق المبادرة العالمية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات». وأضاف فياض إن دعم هذه الثقافة يتطلب جهودا دولية لإزالة العنصرية والكراهية، قائلاً: «مازال عالمنا يعاني من أشكال التطرف الديني والتمييز العنصري والاحتلال الأجنبي، وما يسببه ذلك من كراهية وتعصب تتنافيان مع مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، التي تدعو إلى بذل الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الدولية، وتوفير الامكانيات لبناء المجتمع الانساني الأمثل». وأشار فياض إلى أنه حتى نتمكن من المحافظة على هذا المطلب الانساني، الذي دعت اليه الاديان «يتوجب علينا تعميم وتعميق الحوار بهدف تحقيق السلام بين البشر وتفادي الصراعات ووضع حد لأعمال العدوان والغطرسة واحترام الخصوصية الدينية والثقافية والحضارية للشعوب». وطالب فياض بـ«معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى تغذية التعصب والتطرف بكافة أشكاله»، مؤكداً أهمية «نداء مكة المكرمة الصادر عن المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار الذي عقد في يونيو (حزيران) 2008 برعاية خادم الحرمين الشريفين، وبيان مدريد الصادر عن المؤتمر العالمي لحوار الأديان في يوليو (تموز) من هذا العام». ولفت فياض إلى أن الحديث عن التسامح الديني يتطلب الحديث عن مدينة القدس، قائلاً: «المدينة المقدسة تعاني من احتلال تجاوز عمره الآن الواحدة والاربعين سنة»، مذكراً بقرارات مجلس الأمن التي تؤكد عدم شرعية الاجراءات الاسرائيلية في القدس المحتلة. واعتبر ان «السكوت على هذا الوضع غير السوي، يسيء الى جوهر أسس التسامح الديني، بل ويؤجج الصراع ويخلق المزيد من التعصب والكراهية». وعدد فياض الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني التي تعارض كل ما قد يساهم في بناء حضارة السلام والحوار.

وذكر فياض ان مشاركته في اجتماع «ثقافة السلام» تتزامن مع احياء ذكرى اعلان وثيقة دولة فلسطين، التي تصادف اليوم والتي نصها الشاعر الراحل محمود درويش، قبل أن يختم كلمته بتأكيد مطالبة الشعب الفلسطيني بالسلام، بالاضافة الى تعهده «سنواصل العمل الدؤوب كي نتمكن من الانتقال من ضحية التاريخ إلى المشاركة في صنعه». من جهتها قالت وزيرة الثقافة الدنماركية كارينا كريستينسان في كلمتها أول من أمس، إن الدنمارك تثمن جهود دعم الحوار بين الأديان، مشيرة إلى أن الحضور يظهر التزام دول عدة بهذا الحوار. وقالت «نركز على الحوار والتفاهم من أجل تطور سلمي دولي».

ولفتت الوزيرة الدنماركية إلى أن حكومة بلادها تدعم عدداً من مبادرات الحوار، منها استضافة عدد من العلماء من افغانستان. وأضافت أن التركيز هو على الشباب، قائلة: «التعليم هو العامل الأساسي في هذه العملية».