شيخ الأزهر يدعو إلى احترام الأديان كلها ويحذر من ازدرائها ومن التهجم على الرسل والأنبياء

قال إن الاختلاف في العقائد بين الناس لا يمنع من مودتهم

TT

وصف فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الإرهاب بالنكبة الدينية والدنيوية، وقال في بيانه الذي أدلى به أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاجتماع الرفيع المستوى للحوار بين اتباع الديانات والثقافات والحضارات إن الإرهاب «هو نكبة دينية لأنه مخالفة صريحة لأحكام الشرائع السماوية التي صانت حياة الإنسان وصانت أمواله، وصانت كرامته، وصانت حقوقه من كل عدوان عليها، واعتبرت قتل نفس واحدة ظلما وعدوانا كأنه قتل للناس جميعا». وأضاف الشيخ طنطاوي «انه نكبة دنيوية لأن الإرهابيين يمزقون وحدة الأمة، ويفرقون جمعها، ويهدرون أموالها، ويحطمون اقتصادها، ويشعلون الفتن فيها، وينشرون الفزع والاضطراب في أي موطن ينزلون به أو يمرون عليه». ودعا الشيخ طنطاوي الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى الوقوف وقفة رجل واحد لنشر الأمان والقضاء على العدوان والتصدي للإرهاب. وأكد أن الاختلاف في العقائد والأفكار من طبيعة البشر وقال «إن العقائد لا تباع ولا تشترى وإنما يولد كل إنسان ومعه عقيدته، ولا إكراه على العقائد لأن الإكراه على العقائد لا يؤتى بمؤمنين صادقين وإنما يؤتى بمنافقين كذابين». وأضاف «إن الاختلاف في العقائد بين الناس لا يمنع من تعاونهم وتعارفهم ومودتهم وتبادل المنافع التي أحلها الله فيما بينهم لأن الإنسان مدني بطبعه ولا غنى له عن التعاون مع غيره، ولا غنى لدولة عن التعاون وتبادل المصالح مع غيرها خصوصا في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم الإنساني كأنه دولة واحدة عن طريق وسائل المواصلات والاتصالات التي ارتقت وتقدمت إلى درجات كبيرة من العلم والمعرفة». ودعا الشيخ طنطاوي إلى احترام الأديان كلها وحذر من ازدرائها ومن التهجم على الرسل والأنبياء. وأكد أن الأديان قد اتفقت على «ان الظلم جريمة وأن العدل فضيلة». واعتبر أن أفضل الوسائل لحل القضايا والمنازعات التي تدور بين البشر هو الحوار والبناء وقال «إذا كان الحوار دينيا فيجب أن يدور حول نصرة المظلومين، ومساعدة المحتاجين، والعمل على نشر الفضائل وإماتة الرذائل». وحذر من الحوار حول العقائد والأديان على قاعدة أيهما على صواب وأيهما على خطأ لأن ذلك سيجعله حوارا عقيما لا يؤدي إلا إلى الكراهية والبغضاء. ودعا إلى أن يأخذ الشرق ما يناسبه من حضارة الغرب وإلى أن يأخذ الغرب ما يناسبه من حضارة الشرق وقال «نحن نؤمن بتعاون الحضارات وبتكاملها وبتناسقها ولا نؤمن بقول من يقول بتصارعها وبتنافرها وبتضاربها وبتعاديها». وفي ختام بيانه أكد الشيخ طنطاوي تأييد الأزهر للتوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في يوليو (تموز) الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وملك اسبانيا خوان كارلوس.