حماس تطلق 16 صاروخا على إسرائيل بينها «غراد».. وحاييم رامون ينعى الهدنة

تصعيد بين غزة وتل أبيب.. وتهديدات متبادلة بضربات أشد.. والسلطة تحذر من اعتداء شامل

بقايا صاروخ اطلقته حماس على بلدة عسقلان أمس (أ.ب)
TT

تصاعدت حدة المواجهات، في قطاع غزة، أمس، بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس، وهدد الطرفان بتصعيد اكبر، وضربات اشد، اذا ما استمرت حالة الاشتباك.

وأطلقت كتائب القسام التابعة لحماس، 16 صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية، من بينها صاروخان من طراز «غراد» سوفياتية الصنع، قادمة من ايران، وهي الصواريخ الأبعد مدى، التي تملكها الكتائب، وذلك اثر غارة شنها الطيران الإسرائيلي شمال بيت لاهيا بشمال القطاع، أصابت 4 من المقاومين. وتعود صواريخ «غراد» الى عقد الستينات من القرن الماضي ويبلغ مداها 25 كيلومترا. وقد أصيبت امرأة يهودية بشظايا أحد الصواريخ في بلدة سديروت، وأصيب أربعة أطفال بالهلع من سقوط صاروخ «غراد» في قلب مدينة أشكلون الاسرائيلية. وعقدت قيادة الجيش، مساء أمس، جلسة مشاورات عاجلة للبحث في سبل الرد بحضور وزير الدفاع ورئيس الحكومة وعدد من المسؤولين الآخرين. وساد في الاجتماع الاقتناع بأن حماس تحاول بهذا التصعيد فرض شروط جديدة على التهدئة.

وكان نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، حايم رامون، أول من نعى التهدئة بقوله: «انها كذبة. ففي الحقيقة لم تكن هناك تهدئة على الإطلاق وكل ما هناك هو ان حكومة اسرائيل صدقت حماس، وتوصلت معها الى اتفاق يعتبر خطأ استراتيجيا. فقد استغلت حماس هذه التهدئة لتعزيز قواتها المسلحة وتدريباتنها والتزود بأسلحة جديدة متطورة تمهيدا للانفجار القادم. ونحن وقعنا في حبائلها». واعتبر رامون حفر الأنفاق في قطاع غزة لاستخدامها في عمليات خطف وتفجير في اسرائيل بمثابة خرق فظ للتهدئة. ودعا الحكومة الاسرائيلية الى اعلان حرب شعواء على حماس.

ولكن عندما خرج قادة حماس بتصريحات مشابهة عن انتهاء الهدنة، خرج وزير الدفاع، ايهود باراك، بتصريحات حاول فيها كسب الرأي العام فقال ان «التهدئة ما زالت قائمة واسرائيل معنية بها، ولكن حماس هي التي تريد تدميرها». وهدد قادة حماس بأنهم سيدفعون ثمنا باهظا على خرق التهدئة. ونبه سياسيون اسرائيليون من الانجرار وراء حماس في تفجير الأوضاع الأمنية وقالوا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، ان هذه الحركة تحاول التأثير على معركة الانتخابات الاسرائيلية. وانهم يريدون تنفيذ عدة عمليات تفجير داخل اسرائيل حتى تسقط الأحزاب الحاكمة حاليا ويأتي مكانها حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، كما فعلت في عدة انتخابات سابقة. وقالوا ان اليمين الإسرائيلي يلتقي مع حماس في اسقاط المسيرة التفاوضية.

ونقلت الصحيفة نفسها تصريحات مشابهة لعدد من الناطقين بلسان السلطة الفلسطينية، يرون هم أيضا ان الليكود وحماس يلتقيان في الموقف من المسيرة السلمية. ويعملان على افشالها. واكد بيان صادر عن القسام، انها أطلقت امس صواريخ «غراد» على عسقلان. وقال الناطق باسم الكتائب، ابو عبيدة، ان فاتورة الحساب مع الاحتلال ستبقى مفتوحة طالما استمرت جرائمه. وقالت خدمات الإنقاذ الإسرائيلية ان 5 صواريخ سقطت على المدينة بدون خسائر في الأرواح. وأعلنت نجمة داوود الحمراء، حالة التأهب جنوب إسرائيل، أما الجيش الإسرائيلي فطلب من سكان عسقلان وسديروت و«الكيبوتسات» المجاورة للقطاع، البقاء بالقرب من الغرف المحصنة للاحتماء بها فور سماعهم صفارات الإنذار.

ويرى مراقبون، ان فرص صمود التهدئة أصبحت اقل، اثر التصعيد المتبادل بين الطرفين. وتقول اسرائيل انها مازالت ملتزمة بالتهدئة التي توسطت فيها مصر، والسارية منذ 19 يونيو (حزيران) الماضي.

وحذرت القسام، جيش الاحتلال من المساس مجددا بأي من ابناء الشعب الفلسطيني أو مجاهدي القسام لأن الرد سيكون في حينه أضعاف هذا الرد «والتهدئة لن تمنعنا من الرد على أي حماقة يرتكبها الاحتلال».

وكانت كتائب المجاهدين التابعة لحركة فتح، أعلنت مسؤوليتها عن قصف سديروت بأربعة صواريخ. كما اعلنت كتائب ابو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، مسؤوليتها عن قصف مستوطنة سديروت والنقب الغربي بثلاثة صواريخ على دفعتين.

ومن جهتها طالبت السلطة الفلسطينية الفصائل بتجنب ردرد الأفعال، وقال صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية: « ان على كافة فصائل العمل السياسي الفلسطيني تجنب ردود الأفعال وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الإسرائيلية والمحافظة على التهدئة في قطاع غزة». موضحا ان إسرائيل تسعى الى تدمير التهدئة وتعد العدة لاعتداء شامل على قطاع غزة.