السنيورة: الاتهامات السورية لـ«تيار المستقبل» استغباء لكل اللبنانيين

اعتبر التبادل الدبلوماسي مع دمشق «القناة الصحيحة للتعاون والتداول»

رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة يلتقي مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية د. هشام يوسف (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

رأى رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان الاتهامات التي اوردها التلفزيون السوري ضد «تيار المستقبل» حول علاقته بتنظيم «فتح الاسلام» هي «استغباء لكل اللبنانيين». وقال ان لا احد ينكر دور الجيش اللبناني و«تيار المستقبل» في حسم المعركة ضد الارهاب في مخيم نهر البارد. وتطرق الى مطالبة رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بتشكيل لجنة عربية لتقصي الحقائق في الاتهامات التي وجهتها سورية الى «تيار المستقبل» فاعتبر ان الموضوع «هو في يد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ويمكنه ان يتداول به».

جاءت مواقف السنيورة خلال دردشة مع الصحافيين في السرايا الحكومية امس، وقال رداً على الاتهامات السورية: «نحن في بلد لكل حقه في أن يعطي وجهة نظره في كل أمر ويبدي عدم رضاه عن أمور معينة، ولا سيما الطريقة التي طرحت فيها هذه الأمور. ونحن عبرنا عن وجهة نظرنا التي تبناها مجلس الوزراء، فأنا قلت ذلك ولم يعلق أحد في المجلس، قلنا إن هذا الأسلوب (الاتهامات السورية) كان موضع استغراب واستهجان من قبلنا. وعندما زار وزير الداخلية زياد بارود دمشق نقل هذا الأمر إلى الإخوة السوريين. ونأمل أن يوضع هذا الأمر في إطاره الصحيح. وبالتالي يجب أن يضعوا كل ما توصلوا إليه من معلومات بتصرف السلطة اللبنانية. لكني أود أن أؤكد ومن دون شك أن من كان له الباع الأساسي في السير باتجاه حسم موضوع المنظمة الإرهابية أي فتح الإسلام، هو تيار المستقبل.

وهذا دون أن نقلل على الإطلاق من دور الجيش اللبناني البطل الذي قدم الشهداء وعمل ما لا يعمل، ولا من دور اللبنانيين. لكن الجميع يعلم في لبنان وخارجه أن من كان له الباع الأساسي في السير باتجاه الحسم كان تيار المستقبل. وبالتالي لا يمكن أن يتهم هذا التيار وجماعته بأنهم يمولون أو يتعاملون مع فتح الإسلام. هذا الأمر فيه استغباء لذكاء اللبنانيين ومعرفتهم وقدراتهم». وسئل اذا كان يوافق على مبدأ تشكيل لجنة تحقيق عربية، فأجاب: «أعتقد أن هذا الأمر هو في يد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى. ويمكنه أن يتداول به، وهو سمع وجهات نظر متعددة كما سمع وجهة نظري. وهذا سيكون مادة له للتداول بها»، ونفى علمه اذا كان موسى سيزور بيروت بعد زيارته دمشق.

وسئل السنيورة اذا كان مجلس الوزراء سيدعو عددا من الوزراء السوريين للمجيء إلى لبنان، فأجاب: «نحن حريصون على أن تكون العلاقات بين لبنان وسورية علاقات سوية والا تكون هناك أية أسباب تستدعي التشنج أو أمور أخرى كان يفترض التداول بشأنها مع المسؤولين، وليس أن يكون هناك إخراج لها بهذه الطريقة على التلفزيونات. أما بالنسبة الى الدعوات فينبغي أن يتم التواصل بين الوزراء المعنيين في كلا البلدين. ونحن نرحب بأية دعوة توجه الى أي مسؤول سوري لزيارة لبنان. ونعتقد أن هذه هي الطريق الصحيحة لمعالجة أية مسائل، هذا مع العلم أننا شديدو الحرص على إتمام الخطوة الهامة التي جرى الاتفاق بشأنها وهي التبادل الدبلوماسي وأن تتم في أسرع وقت ممكن. وبالتالي يصبح التبادل الدبلوماسي هو القناة الصحيحة للتعاون والتداول، إلى جانب الاتصالات التي يمكن أن تتم بين الوزراء المعنيين في لبنان ونظرائهم في سورية».

وكان السنيورة قد استقبل صباح أمس مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف، في حضور ممثل جامعة الدول العربية عبد الرحمن الصلح.

وبعد اللقاء قال السفير يوسف: «اجتماعي بالرئيس يأتي في إطار المشاورات التي تجريها جامعة الدول العربية مع القيادات اللبنانية. وكان الرئيس السنيورة قد التقى الأمين العام للجامعة في القاهرة اخيرا. وكانت هناك بعض الأمور حول التطورات تشاورنا بها مع دولته.

وسأنقل رسالة من الرئيس السنيورة الى الأمين العام عمرو موسى».

وسئل: كيف ستكون الآلية حول مسألة طلب النائب سعد الحريري بالنسبة الى تشكيل لجنة تقصي حقائق عربية؟ فأجاب: «سنتعامل مع هذا الموضوع ونأخذ الاقتراحات والنداءات بجدية كبيرة. وستكون هناك اتصالات دبلوماسية لبحث كيفية التعامل مع هذا الموضوع».