مستشارون لأوباما: طرح اسم هيلاري كلينتون لوزارة الخارجية الأميركية

رام إيمانويل يعتذر للمنظمة العربية ضد التفرقة العنصرية عن تصريحات والده في «معاريف»

أوباما وهيلاري خلال جولة انتخابية في فلوريدا في 20 أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

قال مستشارون في فريق الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ان اسم السناتور هيلاري كلينتون طرح كمرشحة لمنصب وزيرة الخارجية الاميركية في ادارة أوباما بعد أشهر من هزيمتها أمامه في الانتخابات الاولية للحزب الديمقراطي التي سادها التوتر. ويمكن ان يعني اختيار كلينتون لشغل أعلى منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة تبني سياسة خارجية أكثر تشددا من التي دعا اليها أوباما خلال حملته الانتخابية. فخلال الحملة بدت كلينتون أكثر إحجاما من أوباما عن الالتزام بجدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق. لكن الاثنين كانا راغبين في تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج وتصحيح ما اعتبراه «سياسات فاشلة» للرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش.

وقال مكتب السيدة الاميركية الاولى السابقة إنها طارت الى شيكاغو مقر أوباما أول من أمس في عمل خاص. ولم يقل مساعدوها او مساعدو الرئيس الأميركي المنتخب ان أوباما أخذ رأيها في تولي المنصب وان كان قد أمضى ساعات طويلة من يوم امس في اجتماعات خاصة مغلقة في مكتبه بشيكاغو بشأن انتقال السلطة في البيت الابيض.

وقال فيليب رينيس، كبير مستشاري كلينتون «اي تكهنات متعلقة بالحكومة والتعيينات الاخرى للادارة هي حقا من اختصاص الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب أوباما». وقالت شبكة تلفزيون «ن.بي.سي نيوز» الاخبارية أمس الاول انه تجري دراسة ترشيح السناتور كلينتون لتولي منصب وزيرة الخارجية في حكومة أوباما. واستند التقرير الى معلومات من اثنين من مستشاري الرئيس المنتخب اوباما لم يذكر اسميهما. وكلينتون السيدة الاولى سابقا هي الان في ولايتها الثانية كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. ويعني هذا ان أوباما وسع ترشيحاته للمنصب الى أبعد من السناتور الديمقراطي جون كيري الذي خسر انتخابات الرئاسة عام 2004 امام بوش والسناتور الجمهوري تشاك هيجل الذي ساند أوباما هذا العام ضد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة جون ماكين. وحين كانت كلينتون سيدة أولى للولايات المتحدة أعطت الكثير من وقتها لحقوق المرأة في أنحاء العالم وسافرت كثيرا مع ابنتها تشلسي. وحين كانت مرشحة للرئاسة ركزت على ضرورة هزيمة «القاعدة» وطالبان في افغانستان وضمان عدم انتشار الاسلحة النووية.

ويمكن ان يساعد شغل كلينتون السيدة الاميركية الاولى السابقة زوجة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون للمنصب على رأب أي صدوع في الحزب الديمقراطي الاميركي تخلفت عن السباق المرير بينها وبين منافسها القوي أوباما الذي سيصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة. وبعد سباق ساخن تخطى أوباما كلينتون حين اختار السناتور المخضرم جو بايدن لمنصب نائب الرئيس في بطاقته الانتخابية وهو قرار أغضب انصار كلينتون ووسع الانقسامات داخل الحزب الذي عمل فيما بعد كل من أوباما وكلينتون بقوة على رأبها.

وتتداول الصحف أسماء عدة شخصيات لتولي الخارجية الاميركية، فبالاضافة الى كيري هناك حاكم نيو مكسيكو (جنوب غرب) وسفير الولايات السابق في الامم المتحدة بيل ريتشاردسون.

وفي المقابل هي المرة الاولى التي يطرح فيها اسم هيلاري كلينتون. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» فان الاشارة الى اسم هيلاري كلينتون جاءت لان فريق اوباما «ليس راضيا تماما» عن الاسماء التي يشار اليها عادة. وردا على سؤال الاثنين عن امكانية انضمامها الى ادارة اوباما قالت هيلاري كلينتون «انا سعيدة بكوني سيناتورة نيويورك وانا اعشق هذه الولاية وهذه المدينة.. انا ادرس لائحة طويلة من الاشياء التي علي القيام بها. بيد اني ارغب في ان اكون شريكة جيدة والقيام بكل ما يمكنني فعله لضمان ان تشكل مشاريعه (باراك اوباما) نجاحا». وباستثناء رام ايمانويل الذي عين أمينا عاما للبيت الابيض لم يسم باراك اوباما حتى الان أي مسؤول في ادارته المقبلة التي ستتسلم مهامها في 20 يناير 2009.

وعلى صعيد ترتيبات نقل الادارة، أعلن مسؤول اميركي اول من امس ان الاستعدادات ما زالت متواصلة في وزارة الدفاع لتسليم السلطة الى الادارة الجديدة. وقال مساعد وزير الدفاع اريك ادلمان ان وزير الدفاع روبرت غيتس اطلق هذه الاستعدادات العام الماضي من خلال طلبه من لجنة مؤلفة من مسؤولين من الحزبين الكبيرين اسداء نصائح حول نقل السلطة.

ومع يقينه بأن الرئيس الجديد سيتسلم مهماته ولا تزال قوات اميركية منتشرة في العراق وافغانستان، اول مرحلة انتقالية رئاسية اميركية في زمن الحرب منذ 40 عاما، طلب غيتس ان يتم انتقال السلطة بشكل نشط اعتبارا من شهر اغسطس الماضي. وقال ادلمان للصحافيين ان «الوزير (غيتس) التزم بقوة بان تكون عملية انتقال السلطة مفيدة ومريحة».

واشار ادلمان الذي شهد منذ الثمانينيات عدة عمليات انتقال سلطة، إلا ان الاستعدادات متقدمة اكثر مما كانت عندما سلم الرئيس جورج بوش الاب السلطة لخلفه بيل كلينتون في 1992. واضاف «نحاول ان نضع جدولا زمنيا بالقرارات الرئيسية التي ستواجهها الادارة الجديدة خلال التسعين يوما الاولى من بدء مهماتها». وغالبا ما تحاول اية ادارة منتهية ولايتها الاحتفاظ بسياستها ولكن مساعد وزير الدفاع الاميركي اشار الى ان البنتاغون يريد تحاشي هذا الامر. وقال ان فريق اوباما سيتسلم تقريرا يتضمن «هذا جدول زمني وهذه نقاط رئيسية ستواجهونها وهذه الخيارات المتوفرة امامكم». وبالنسبة للنزاع في العراق وافغانستان، قال ادلمان ان اوباما سيواجه تحديا للرد على حاجات الجيش الاميركي في هذين الحربين. وكان الرئيس المنتخب قد تعهد سحب الجزء الاكبر من القوات القتالية من العراق خلال 16 شهرا ونشر قوات اضافية في افغانستان لدحر تمرد طالبان.

وقال ادلمان ايضا «سيكون هناك تجاذب بين الرغبة في إرسال جنود اميركيين سريعا الى افغانستان وبين الحاجات التي يطالب بها القادة في العراق لتجاوز عام مهم» في البلاد حيث من المقرر ان تجري انتخابات محلية وتشريعية.

وأكد «سيكون هناك تجاذب، هذا امر أكيد، بين هذين الهدفين». وقال ايضا ان الاميركيين سيواجهون «التزاما» على المدى الطويل في افغانستان وان الخطط العسكرية التي اعتبرت فعالة في العراق لا يمكن ان تستخدم بالضرورة في افغانستان. وينتشر حوالي 145 الف عسكري اميركي في العراق مقابل 32 الفا في افغانستان.

على صعيد آخر، اعتذر رئيس موظفي البيت الابيض، رام ايمانويل، ليل اول من امس على تصريحات لوالده مهينة للعرب أثارت استياء كبيرا في اوساط عرب اميركا. وكانت «المنظمة الاميركية العربية ضد التفرقة العنصرية» قد بدأت في جمع توقيعات تعبر عن الخيبة من تصريحات والد رام ايمانويل الاسبوع الماضي لصحيفة «معاريف» الاسرائيلية. وطلبت المنظمة في رسالة وجهتا الى اوباما ان يعلن ايمانويل رفضه للتصريحات التي أدلى بها والده بنجامين ايمانويل (اسرائيلي الجنسية). وقالت المنظمة ان بنجامين قال في تصريحات تناقلتها وسائل اعلام اميركية واسرائيلية: «من البديهي ان يؤثر ايمانويل على الرئيس ليصبح موالياً لاسرائيل. كيف لا يفعل ذلك؟ من هو؟ هل هو عربي. إنه لن يمسح ارضية البيت الابيض». وقالت المنظمة العربية، إنه لا مجال لمثل هذه التعليقات المشينة المتناقضة مع رغبة الرئيس المنتخب في إحداث تغيير في اميركا. وليل اول من امس اتصل ايمانويل بالمنظمة الاميركية العربية ضد التفرقة العنصرية واعتذر لرئيستها، ماري روز عوكر، نيابة عنه وعن عائلته. وقال ايمانويل بحسب ما نقلت وكالة اسوشيتدبرس امس: «ليست هذه هي القيم التي تربيت عليها، ولا هي قيم عائلتي». وأكد المتحدث باسم ايمانويل الحديث التليفوني مع المنظمة الاميركية العربية واعتذار ايمانويل الذي قبلته المنظمة العربية، موضحا ان رام ايمانويل عرض عقد لقاء قريب بينه وبين اعضاء وممثلين من المنظمة الاميركية العربية.