الجمهوريون الأميركيون يبحثون عن توجه وزعامة جديدين.. وأوباما يلتقي ماكين

الحزب الجمهوري يدشن موقعا على الإنترنت لجمع الأفكار حول مستقبله

TT

يخوض الجمهوريون، بعد هزيمتهم الساحقة في الانتخابات الرئاسية الاميركية، جدلا محتدما حول مستقبلهم، فيما يدور صراع بين الجناحين التقليدي والاصلاحي للإمساك بزمام حزب في حالة أزمة، وتطمح سارة بالين للعب دور المنقذة له. وقالت مرشحة الجمهوري جون ماكين سابقا لمنصب نائب الرئيس يوم الخميس «اصبحنا حزب الاقلية، لكن دعونا لا نتركه يتحول الى حزب محض سلبي». وقالت متحدثة امام المؤتمر السنوي لحكام الولايات الجمهوريين المنعقد في ميامي (جنوب شرق) بعد اكثر من اسبوع على فوز الديمقراطي باراك اوباما الكاسح في الانتخابات ان «خسارة انتخابات لا تعني بالضرورة فقدان وجهتنا». وخسر الجمهوريون في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) البيت الابيض وستة مقاعد في مجلس الشيوخ وعشرين مقعدا في مجلس النواب. وفيما اكدت بالين حاكمة ولاية آلاسكا منذ سنتين ومعها عدد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين استعدادهم للتعاون مع اوباما، افتتح الحزب، بعدما تركته هزيمته في ضياع تام، موقعا على الانترنت لجمع افكار حول مستقبله. وقالت بالين التي باتت انظارها موجهة الى انتخابات 2012 «علينا ألا نتوقف عند هزيمة. دعونا نثق بان فرصة اخرى ستسنح لنا وسنكون مجتمعين مرة جديدة ومسلحين بقوة جديدة. سوف ننهض لنقاوم».

وسيتحتم على الجمهوريين قبل ذلك جمع قواهم لمواجهة استحقاق كبير عام 2010 وهو انتخابات الكونغرس في منتصف الولاية الرئاسية والانتخابات لتعيين حكام 36 ولاية.

ويتواجه تياران لاعادة بناء حزب بات بدون دفة، هما تيار التقليديين الذين يربطون فشل المحافظين بانحرافهم عن العقيدة الجمهورية، وتيار الاصلاحيين الذين يدعون الى تحديث عقائدي للحزب.

وكتب الصحافي المحافظ ديفيد بروكس اخيرا في «نيويورك تايمز» ان «جورج بوش خان التيار المحافظ بتأييده دورا متزايدا للدولة ـ بلغ ذروته مع الرد على الازمة المالية» مضيفا ان «جون ماكين معتدل وهزيمته تحط من شأن الجناح المعتدل».

ويؤكد أتباع التيار التقليدي أن استعادة الحزب السلطة تحتم عليه العودة الى جذوره، كما ارساها الرئيس السابق رونالد ريغان، وهي تقليص دور الدولة وخفض الضرائب والحد من الهجرة. الإصلاحيون من جهتهم يعتبرون أن على الحزب التجاوب مع مخاوف الطبقة الوسطى ومكافحة التباين ومعالجة الاحتباس الحراري. وهم يسعون لاستقطاب الشرائح المؤيدة للديمقراطيين فيتوجهون الى الشبان والمستقلين وذوي المستوى التعليمي المرتفع والمتحدرين من اميركا الجنوبية.

وتواجه سارة بالين، 44 عاما، منافسين على طريق تحقيق طموحاتها مع تصاعد نجم ثلاثة من شخصيات الحزب هم حاكم مينيسوتا (شمال) تيم بولنتي، 47 عاما، احد اتباع الجناح المحافظ الشعبوي، وحاكم لويزيانا (جنوب) بوبي جيندال، 37 عاما، المحافظ المعتدل المتحدر من مهاجرين هنود، وحاكم فلوريدا تشارلي كريست، 52 عاما. وذكر الثلاثة كمرشحين محتملين لمنصب نائب الرئيس قبل ان يختار ماكين بالين. وقال بوبي جيندال في ميامي «ان حملة اوباما كانت استثنائية. علينا ألا نشكو منها بل ان نستخلص منها العبر» معتبرا ان الحزب الجمهوري «يجب ان يكون حزب الاندماج».

وأقر تيم بولنتي «لقد تلقينا للتو صفعة» مضيفا ان «هذا الحزب سيكون بحاجة الى اكثر من مجرد عملية تجميل سياسية». ولم يجد أحد عذرا يبرر الهزيمة الجمهورية، كما لم يبد أحد أسفا لرحيل جورج بوش الذي سجل ادنى مستويات من الشعبية في تاريخ الولايات المتحدة.

الى ذلك، قالت متحدثة باسم الرئيس الاميركي المنتخب، باراك أوباما، امس انه سيلتقي غريمه السابق السناتور جون ماكين يوم الاثنين للحديث حول سبل التعاون فيما بينهما. ويعقد الاجتماع في مدينة شيكاغو في المقر الانتقالي لأوباما بعد أسبوعين من تحقيق السناتور الديمقراطي فوزا كبيرا على ماكين. وستكون هذه المرة الاولى التي يلتقي فيها الاثنان منذ اتصل ماكين بأوباما لتهنئته بالفوز في الانتخابات. وألقى ماكين كلمة مشحونة بالعواطف عقب الانتخابات تعهد فيها بمساعدة غريمه السابق على مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه الولايات المتحدة. وقالت ستيفاني كاتر، المتحدثة الانتقالية باسم أوباما، «من المعروف أنهما (أوباما وماكين) يؤمنان بفكرة مهمة هي أن الاميركيين يريدون ويستحقون حكومة أكثر فعالية. سيناقشان سبل العمل معا لجعل هذا الامر حقيقة». وأضافت أن الاجتماع سيحضره أيضا رام ايمانويل الذي عينه أوباما في منصب كبير موظفي البيت الابيض، ولينزي جراهام العضو الجمهورية بمجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولاينا، وهي صديقة مقربة الى ماكين.

وقالت متحدثة أخرى إن فريقي أوباما وماكين ظلا «لفترة من الوقت» على اتصال لتحديد موعد الاجتماع. واضافت جين بساكي قائلة «هناك قضايا كثيرة مشتركة بينهما». وأشارت الى التغيرات المناخية كأحد المجالات التي من الممكن أن يتعاون فيها أوباما مع ماكين.