البحرينية الشيخة مي آل خليفة أول وزيرة للإعلام والثقافة في دول الخليج

تغيير وزاري محدود في البحرين.. وضم الثقافة إلى الإعلام

الشيخة مي آل خليفة («الشرق الأوسط»)
TT

ستكون البحرينية الشيخة مي آل خليفة أول وزيرة إعلام وثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي، عندما يصدر الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين مرسوما ملكيا بتعيينها، من الوزير الحالي جهاد بو كمال. ومن المنتظر أن يشمل مرسوم ملك البحرين، الذي بات مؤكدا صدوره خلال اليومين المقبلين، تغيير مسمى وزارة الإعلام الحالي لتتحول إلى وزارة الإعلام والثقافة.

وكانت الشيخة مي آل خليفة تتقلد منصب وكيل وزارة الإعلام المساعد لوزارة الإعلام للثقافة والتراث الوطني، حيث نجحت في تطوير القطاع من خلال مشروعها «الاستثمار في الثقافة» اذ استطاعت فتح شراكة بين قطاع الثقافة والمؤسسات المالية والمصرفية، وكان مهرجان «ربيع الثقافة» من أبرز نجاحاتها، قبل أن يتم إعفاؤها قبل سبعة أشهر قليلة. اما الوزير الحالي والنائب السابق في البرلمان ورجل الأعمال جهاد أبو كمال فقد تم تعيينه وزيرا للإعلام سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وبدأ مؤخرا حملة تغييرات في جهاز الوزارة.

وكانت الشيخة مي آل خليفة هدفا للبرلمان البحريني، في أعقاب اعتراض النواب الاسلاميين على مشاهد مسرحية في مهرجان ربيع الثقافة الذي أشرفت عليه الشيخة مي، إبان عملها كوكيلة لوزارة الإعلام، وهو ما تسبب في تشكيل لجنة تحقيق برلمانية مع الوزير السابق الدكتور محمد عبد الغفار، إلا أن لجنة التحقيق سقطت بعيد تولي جهاد بوكمال حقيبة الإعلام بدلا من عبد الغفار. وعندما تسلم بوكمال وزارة الإعلام بديلا لمحمد عبد الغفار كانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بصفتها وكيلاً مساعداً لقطاع الثقافة والتراث الوطني تطالب بفصل القطاع عن الوزارة باعتبار مهماته تختلف وتحتاج الى توجهات متخصصة في التراث والثقافة، قبل أن تتطور الأمور بقيامها ببحث الموضوع في وقت سابق مع البرلمان باجتماعها مع رئيسه خليفة الظهراني، إلا أن الوزير بوكمال أعلن بصراحة عن اعتراضه عن لقاء الوكيلة (السابقة) مع النواب البحرينيين، دون معرفته كوزير للإعلام.

وصدر مرسوم ملكي في التاسع والعشرين من مايو (أيار) من العام الحالي، بتعيين الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة وكيلاً مساعداً لقطاع الثقافة والتراث الوطني خلفاً للشيخة مي بنت محمد آل خليفة. التي بدورها واصلت نشاطها الثقافي من خلال المركز الذي أسسته (مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة) والبيوت الثقافية التابعة له.

ويأتي هذا التغيير الوزاري المفاجئ، بعد أيام من عرض حلقة حوارية في التلفزيون البحريني الرسمي، تسببت في ردود فعل قوية في الشارع البحريني، حيث تضمنت الحلقة انتقادا لاذعا للجهات الرسمية، فيما وصف بعض المراقبين ما عرضته الحلقة، التي بثت على الهواء مباشرة في برنامج بعنوان (في الميزان)، بأنه تجريح في الجهات الرسمية، وهو ما عد بأنه «تجاوز للخطوط الحمراء»، بحسب المراقبين.

والشيخة مي بنت محمد آل خليفة تولت منصبها الحكومي كوكيلة لوزارة الإعلام في عام 2002، وهي متزوجة ولها ثلاثة أبناء (هلا وخالد وزين)، واختارتها مجلة «فوربس» من بين أقوى 50 شخصية عربية. وهي تلعب دورا رياديا في دفع نمو الثقافة والفنون في البحرين، بالإضافة إلى كونها وقبل توليها مناصبها الرسمية كاتبة وباحثة في مجال التاريخ. وهي أيضا تدير وتشرف على مجموعة من المراكز الثقافية ومجموعة متنوعة من البيوت الفنية، مثل بيت الشعر وبيت التراث الصحفي.

حصلت الشيخة مي على درجة ماجستير في التاريخ السياسي من جامعة «شيلفد» في انكلترا. وكانت السباقة إلى تأسيس أول مركز للبحوث بمدينة المحرق وبيت فن الصوت وبيت الكورار لفن التطريز الذي تمارسه المرأة البحرينية. كما أسست مشروع إقرأ، وهو عبارة عن مكتبة للأطفال لتشجيعهم على القراءة. كما حصدت الشيخة مي جوائز عديدة منها جائزة المرأة العربية المتميزة في مجال القيادة الإدارية من مركز دراسات المرأة في باريس.

وتتحدر الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من أسرة أدبية وعلمية، وبرزت في منتصف التسعينيات بوصفها باحثة تهتم بالتاريخ الخليجي الحديث، ولها في هذا المجال سبعة مؤلفات هي: مع شيخ الأدب في البحرين، الأسطورة والتاريخ الموازي، سبزآباد ورجال الدولة البهية، من سواد الكوفة إلى البحرين، 100 عام على التعليم النظامي في البحرين، تشارلز بلجريف: السيرة والمذكرات، عبد الله بن أحمد محارب لم يهدأ.