حرب الشتائم تتواصل.. حماس عن قادة المنظمة: هؤلاء حثالة.. فتح: أنتم أفاقون

الزهار يتوعد بمعاقبة سلطة الضفة حتى «لو عقد ألف صلح».. وبلعاوي يتهم حماس بالتخطيط لتفجيرات في الضفة

TT

انحدرت حرب الشتائم الكلامية الى ادنى مستوياتها بين حركتي فتح وحماس، منذ سيطرت حماس على قطاع غزة في منتصف يونيو (حزيران) من العام الماضي. واستخدم قياديو الحركتين اوصافا لا تليق بالخطاب السياسي وتنذر بتصعيد آخر. ووصفت حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه «زعيم عصابة»، ووصفت قادة منظمة التحرير الفلسطينية «بالخونة والجواسيس». بينما وصفت حركة فتح، قادة حماس بـ«الافاقين الآثمين» وأقرب الى «زنادقة العصر».

وتفجرت حرب الشتائم تلك، اثر تراجع حماس عن حضور الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة بسبب ما قالت انه استمرار الاعتقال السياسي بحق عناصرها في الضفة. وتصاعدت بعد خطاب للرئيس عباس شن فيه هجوما على حماس، ووصفهم بانهم اصحاب اجندات خارجية ومهربي مخدرات وسلاح، ولا يشرفون منظمة التحرير بالانضمام اليها، ورد عليه سعيد صيام وزير داخلية الحكومة المقالة في غزة بهجوم اعنف. وصف فيه قادة المنظمة بالحثالة واتهم عباس بالكذب والسلطة بالخيانة.

واعتبر محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، ان ما تنفذه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية من «جرائم» بحق حركته، «لن تمر دون عقاب حتى وان تم تنفيذ الف صلح». واتهم حكم بلعاوي، باسم اللجنة المركزية لفتح حماس بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات في الضفة الغربية.

وكان الزهار شنّ مساء الخميس هجوما اكثر عنفا ضد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الحالية، واصفا إياها بأنها مجموعة من «الخونة والتجار والجواسيس». وقال الزهار خلال برنامج حواري أذاعته قناة «الأقصى» التي تبث من مدينة غزة، إن حركته تريد دخول منظمة التحرير الفلسطينية «من أجل تنظيفها من الخونة والتجار والجواسيس» الذين يسيطرون عليها حاليا. وأضاف الزهار «أن حماس لا يشرفها أن تدخل المنظمة التي انتهكت باسمها، حقوق الشعب الفلسطيني بل يشرفها أن تدخل منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها القائد أحمد الشقيري لتحرير فلسطين بالمقاومة عام 1964». وفي خطوة تنذر بتصعيد آخر، دعا امس خليل الحية القيادي البارز في حماس، عناصر الحركة في الضفة المحتلة إلى عدم تسليم أنفسهم لأجهزة أمن السلطة« التي ربطت مصيرها بمصير الاحتلال» وقال مخاطبا حماس في الضفة «إن هذا المسلسل الإجرامي لن يتوقف أبداً ما دمتم تسلمون أنفسكم». وجاءت اقواله خلال مسيرة نظمتها حركة حماس، في غزة، امس، وذلك تنديداً بالاعتقالات التي تنفذها الاجهزة الامنية في الضفة الغربية. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد نفى في اكثر من مناسبة وجود اي معتقلين سياسيين في الضفة. وحذر الحية أبناء حركة فتح في قطاع غزة من أن الحكومة الفلسطينية بغزة، قادرة على اعتقال الآلاف منهم بغزة وزجهم في السجون رداً على ما تمارسه قيادة المقاطعة في رام الله. وقال القيادي الفلسطيني: «ما يحدث في الضفة هي حرب شعواء على الله والمقاومة ومن يعلن الحرب على الله والمقاومة فمصيره الاندحار والانكسار والهزيمة». محذراً عائلات منتسبي الأجهزة الأمنية في الضفة بالوقوف عند مسؤوليتهم، قبل أن يعضوا أصابع الندم على أبنائهم. وفي الضفة الغربية، ردت اللجنة المركزية لحركة فتح باتهامها قادة حماس بتلويث الطهارة الوطنية. وقال حكم بلعاوي، امين سر المركزية، في بيان صحافي «إن ما عبر عنه سعيد صيام في مؤتمره الصحافي، عن قيادة حماس، يكشف ويعبر عن الأحقاد التي يجترها هؤلاء الأفاقون الآثمون والذين يمارسون علنا بهمزاتهم تلويث الطهارة الوطنية، وتمريغ الذاكرة الوطنية بالقذارة».

وأضاف بلعاوي في تصريح له باسم اللجنة المركزية لفتح، امس، «لقد أصبح هؤلاء اقرب ما يكون إلى زنادقة العصر الحديث، حيث يكذبون ويحرضون ويختلقون الأهواء والأجواء التي تخدم أهدافهم لتزوير التاريخ الوطني الفلسطيني والنيل من القيادات الوطنية. واتهمت فتح قادة حماس بان «تكوينهم» ما تم الا استجابة للأجندة غير الوطنية ولخدمة أبعاد إقليمية تستثمرهم لأهدافها الخاصة. وتابع بلعاوي «يبرز هذا المأفون المدعو سعيد صيام معبرا عن عقلية وروحية حركة حماس التي تتحلى بالشعارات الساذجة والخطابة الخالية من الجدوى». وقالت فتح ان خطة حماس انكشفت عبر ما تناقلته معلومات عديدة «بأن التمرد الذي تسعى حماس إلى تنفيذه في الضفة هو اللجوء إلى التفجيرات والاغتيالات، وإلى خلق الإرباكات والقلق بين الأهالي في المدن والقرى واللجوء إلى بث ونشر الإشاعات الكاذبة والمغرضة».

وهاجم بلعاوي الوصف الذي استخدمه صيام في وصف قادة منظمة التحرير، «بالحثالة». قائلا ان هذا اللفظ لا يليق بإنسان عاقل. وانتقد بلعاوي بث قناة الجزيرة لحديث صيام. وقال «لقد جاء حديث المأفون سعيد صيام كله على فضائية الجزيرة وكأنه أراد القول إنها إحدى محطات حركة حماس، وأن كان الأمر ليس كذلك، فأن فضائية الجزيرة التي لا ينكر أحد نجاحها، كان الأولى بها أن تقطع الحديث كله وتتوقف عن بث الشتائم وكيل الاتهامات والأحقاد والتطاول على النضال الفلسطيني وقيادته وعلى الشرعية الفلسطينية التي يمثلها الرئيس محمود عباس، الذي وصفه المأفون، بالكذب وكان بهذا الوصف يعبر عن حقارته، وتدني سلوكه».