مطلوبو «فتح الإسلام» تواروا عن الأنظار ومصادر في عين الحلوة تؤكد وجودهم داخله

منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد أن العمل جار لمعالجة أمرهم

TT

أكد مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، الدكتور كمال ناجي، لـ«الشرق الأوسط» ان كلاً من عبد الرحمن عوض الملقب بـ«أبي محمد» وأسامة الشهابي وغاندي السحمراني (ابو رامز) وعماد ياسين وآخرين يعدون على اصابع اليد الواحدة، وهم مطلوبون من الدولة اللبنانية بجنايات قتل وقضايا ارهاب (متعلقة بتنظيم فتح الاسلام)، «كانوا في مربع أمني صغير في طرف مخيم عين الحلوة (شرقي مدينة صيدا في الجنوب اللبناني) بين حي الطوارئ (الذي تسيطر عليه عصبة الانصار) وبين حي التعمير (حيث ينتشر عناصر جند الشام)، أي على مسافة أقل من 50 مترا عن حاجز الجيش اللبناني. ولم يكن ممكنا القاء القبض عليهم نتيجة هذا الوضع الحساس، الا بالتنسيق مع القوى الامنية اللبنانية ومع الفصائل الفلسطينية وبإجماع اهالي المخيم، وذلك وفق معالجة متدرجة».

وأضاف: «الا ان عوض ورفاقه اختفوا منذ حوالي شهر وتواروا عن الانظار. لكن العمل جار لمعالجة أمرهم. فالالتزام بين كل الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية واضح في مخيم عين الحلوة. وهو ينص على منع إيواء المطلوبين بجنايات قتل وقضايا ارهاب والالتزام بسيادة الدولة اللبنانية وعدم السماح بأي مظهر من المظاهر المسلحة وتفكيك الجماعات الخارجة عن هذا الالتزام. لذلك عرضنا على مثل هؤلاء المطلوبين مغادرة المخيم او تسليم انفسهم للقضاء، والا فإن اللجان المسؤولة عن أمن المخيم ستتخذ الاجراءات اللازمة بحقهم».

ونفى ناجي ما كانت بعض المصادر سربته من أن عوض والشهابي تحديدا باتا يزنران نفسهما بأحزمة ناسفة حتى أثناء النوم ليلا، وانهما أبلغا جهات اسلامية لبنانية وفلسطينية أنهما لن يسلما نفسيهما للجيش اللبناني الا جثثا. وقال: «هذا الأمر ليس صحيحا. وهذا الكلام لا يهدف الى أكثر من التضخيم الاعلامي والاستغلال السياسي. قبل شهر كنا نعرف كل شيء عن تحركات عوض ورفاقه. لكنهم متوارون حالياً. ونحن ننسق مع عصبة الانصار لنعرف مكان وجودهم، اذا كانوا لا يزالون داخل المخيم». كذلك استبعد ما يشاع عن ان مصير مخيم عين الحلوة سيكون مشابها لمصير مخيم نهر البارد. وقال: «لا مجال لانفجار وضع المخيم. ولا حالة أصولية تكفيرية منظمة تهدد بالانفجار. وليس صحيحا ان عصبة الانصار تخلت عن التزامها معنا. تفاهماتنا وإياها لا تزال قائمة».

مصادر في عين الحلوة أوضحت لـ«الشرق الأوسط» ان «عوض ورفاقه لا يزالون في المخيم. والعمل جار لتسليمهم الى السلطات الشرعية اللبنانية بحكمة وبأقل توتير أمني ممكن، لا سيما في أجواء التنسيق السائدة لحفظ أمن المخيم من خلال الالتزام بأجندة فلسطينية من دون أي ارتباطات خارجية". وقالت ان "العرض العسكري الذي قدمه العميد منير المقدح، هدف الى إبراز قدرة فتح في المجال الميداني وقدرتها على ضبط الوضع في عين الحلوة. وقد تلا الاستعراض اعتقال عنصر من جند الشام وتسليمه الى الجيش اللبناني. كما ان القوى الاسلامية مدركة لضرورة المحافظة على الوضع الشعبي.

فعصبة الانصار مضطرة للدخول في الاجماع العام، الا انها لا تخفي خوفها من ان يصل الدور اليها بعد الانتهاء من جند الشام. لهذا تعمد الى استنفارات تؤكد قدرتها على الاشتباك، ثم تؤكد في اللحظات السياسية التزامها الاجماع الوطني الفلسطيني».

مسؤول الإعلام المركزي في حركة فتح في لبنان هشام دبسي قال ان »الحركة تتعامل مع العصبة بمرونة عالية، مع العلم انها قادرة على الحسم عندما تدعو الحاجة. على رغم السلبيات التي اثارها العرض العسكري على صعيد التركيبة اللبنانية. لكن النتائج المباشرة كانت ايجابية وبينت تآلف ثلاث قوى قوامها الكفاح المسلح والقوات العسكرية والتنظيم. وهذا التنسيق بين قوى فتح ارسى اسس عملها الميداني في المخيم. وما يعزز دورها التنسيق التام مع الدولة اللبنانية والاصرار الكبير على سيادتها، فلا يتخذ اي قرار بمعزل عنها».

وينفي دبسي ان يكون مخيم عين الحلوة على حافة الانفجار. ويؤكد «ان امكانية الضبط عالية، لكن ذلك لا يعني عدم وجود تحديات أمنية كبيرة. لذا علينا ان نفصل بين التحديات الامنية وبين امكانات الضبط العالي التي تمنع الانفجار، الا اذا طرأ عامل مستجد من خارج المعادلة. لكن استمرار التوافق بين الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية يعطينا منصة قابلة للبناء».