في «يوم بغداد».. دعوة إلى إنهاء خطة فرض القانون وتسلم الملف الأمني

العاصمة العراقية تحتفل بيومها وسط استقرار نسبي

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبجانبه نائبه برهم صالح اثناء الاحتفال بيوم بغداد الذي اقيم في العاصمة العراقية امس (تصوير: جمال بنجويني)
TT

«بغداد السلام، عاصمة الدولة العباسية، ذات تاريخ زاهر ومستقبل باهر وحضارة مجيدة وآثار عتيدة، وهي من المدن العالمية التي قارعت الأحداث وقارعتها، وقاومت الزمن وقاومها، ورأت مجديات التاريخ ووجوه أهل العرب وأهل السياسة ورجال العلم والفنون والكياسة ما قل أن رأته عاصمة من عواصم الدنيا وان سميت مدينة السلام، ما من مدينة من مدن العالم العربي والإسلامي انفردت بشهرة واسعة وذاع صيتها في الآفاق مثل بغداد واسم بغداد كان وما زال يدوي في آذان الدهور ورسمها لا يزال متعالياً على تعاقب العصور، بهذه الكلمات ابتدأت العاصمة العراقية امس احتفالها بيومها السنوي والذي حضره رئيس الوزراء نوري المالكي ونائباه وعدد كبير من اعضاء البرلمان ومسؤولي بغداد والسفراء المعتمدين لدى العراق.

وقال المالكي في كلمة خلال الاحتفال الذي اقيم على حدائق متنزه الزوراء، اكبر مساحة خضراء في العاصمة، ان «بغداد ستبقى عصية على كل الصوائب، ونستطيع ان نفخر بان كل الذي جرى على بغداد من تخريب من عناصر الشر داخل العراق وخارجه استطاع ابناء بغداد ان يستعيدوا عافيتهم بيد تقاتل ويد تبني»، مشيرا الى ان «الجهلة حاولوا تخريب بغداد وإبعادها عن دورها الثقافي الريادي والعراق انحدر نحو مصير مجهول لكن اليوم قد عادت بغداد إلى أهلها»، مؤكدا ان «تضافر الجهود الخيرة كان له الدور الأساسي في إعادة بغداد إلى أهلها وعلى الجميع ان يعمل على تجسيد روح الملحمة الوطنية في هذه المرحلة»، مضيفا ان «إرادة شعبنا كانت السبب الأساسي في النهوض ببغداد من جديد وادعو كل المسؤولين ان يجعلوا لكل محافظة يوما». وشملت الاحتفالية تقديم فعالية «ركضة بغداد» والتي بدأت بمشاركة عدد من الرياضيين من بوابة بغداد شمال مدينة الكاظمية وصولاً الى متنزه الزوراء ومسابقات نهرية وألعاب «زورخانة» فضلاً عن معارض للصور واخرى للزهور وعروض فنية إضافة الى العديد من النشاطات للمجالس الأدبية في بغداد ونشاطات أخرى لعدد من المؤسسات والدوائر حيث يستمر الاحتفال بيوم بغداد ثلاثة أيام متتالية. من جهته، قال امين بغداد صابر العيساوي في كلمة له إن «الاحتفال بيوم بغداد هذا العام كان متميزاً ويعكس حالة الأمن والسلام والاستقرار الذي تنعم به العاصمة اليوم بعد انحسار موجة الإرهاب المقيت عنها».

وبدوره، قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون لـ«الشرق الأوسط» ان «في عام 2006 كانت تنفجر في بغداد بحدود 40 عبوة ناسفة يوميا واكثر من 15 سيارة مفخخة وبحدود حزام الى حزامين ناسفة في بغداد، اما حاليا فان عدد العمليات الارهابية لا يتعدى العملية الواحدة الى عمليتين في كل يوم، كما اصبحت فعاليات العدو واحدة وفعالياتنا عشرة». غير انه اضاف قائلا «نحن راضون عما حققناه لكن هل هو بمستوى الطموح؟، فنقول لا ما زلنا نحتاج لوقت اطول حتى نحقق السلام بشكل كامل للشارع العراقي والبغدادي». من ناحيته، دعا رئيس مجلس محافظة بغداد معين الكاظمي الى انهاء خطة امن بغداد، الى انهاء خطة فرض القانون التي تطبق في بغداد، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى لان يكون الملف الامني بعهدة وزارة الداخلية وليس الدفاع لان الداخلية مسؤولة عن امن الداخل والوضع المدني ووزارة الدفاع لهم اختصاصات اخرى»، واضاف ان «تواجدهم (وزارة الدفاع) في بغداد جاء لاسباب استثنائية، ومع انتهاء هذه المبررات لابد رجوع الوضع لطبيعته وان يكون هناك دور للحكومة المحلية في الملف الامني، ومحافظ بغداد يجب ان يتسلم الملف الامني وليس وزارة الداخلية، وبعد ذلك يكون هناك تنسيق مع الداخلية بخصوص مدير شرطة بغداد ومديري الكرخ والرصافة».