إسرائيل والسلطة الفلسطينية تكشفان عن مخطط لـ«حماس» لبناء أنفاق في الخليل

اعتقال 220 وكشف مواد متفجرة ومختبرات لصناعة المتفجرات في أحد الأنفاق ووسائل قتالية

عناصر من حركة فتح خلال تظاهرة أمس برام الله (رويترز)
TT

كشف النقاب في كل من تل أبيب ورام الله عن مخطط أعدته حركة «حماس» في الخليل لحفر عدة أنفاق تحت الأرض على طريقة «حزب الله» في لبنان و«حماس» في قطاع غزة، هدفها تمرير مقاتلين مسلحين وعبوات ناسفة لتنفيذ عمليات تفجير داخل اسرائيل.

وقالت مصادر أمنية اسرائيلية لصحيفة «هآرتس»، ان هذا المخطط كشف بفضل اعترافات نشطاء كتائب عز الدين القسام، وهي الذراع العسكري لحركة «حماس»، الذين اعتقلوا في الأشهر الأخيرة، وان هؤلاء المعتقلين كشفوا انهم يتدربون على طريقة مقاتلي حزب الله ودلوا رجال الأمن الفلسطينيين على ثلاثة من هذه الأنفاق، فقامت القوات الاسرائيلية بنسفها بالمتفجرات وتدميرها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في السلطة الفلسطينية أن نفقين من بين الأنفاق الثلاثة استخدم لإخفاء وسائل قتالية، في حين جرى التخطيط لاستخدام النفق الثالث لتنفيذ عمليات تفجير. وقد أشادت اسرائيل بالتعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية التي انتشرت مؤخرا في الخليل وأدت دورا حاسما في الكشف عن هذه الأنفاق وأطلقت على العملية اسم «نجاح كبير»، اثر نجاحها في كشف هذا المخطط الاستراتيجي. وبحسب معطيات السلطة الفلسطينية، فقد تم اعتقال 220 عنصرا منذ بداية الحملة، وغالبيتهم من عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي. كما طالت الحملة جنائيين مشتبهين في عمليات قتل وسرقة. وجرى الكشف عن مواد متفجرة ومختبرات لصناعة المتفجرات جرى إخفاؤها في أحد الأنفاق، ووسائل قتالية. وخلال التحقيق كشفوا مخطط حركة حماس لتفجير مركبات مفخخة بالقرب من مباني السلطة الفلسطينية، كما يحصل في العراق، ومهاجمة منشآت أخرى للحكومة الفلسطينية وتنفيذ عمليات انتحارية في داخل الخط الأخضر واغتيال مسؤولين فلسطينيين، على حد قول المصادر الفلسطينية.

وبحسب «هآرتس» فإن أحد الأنفاق قد استخدم كمختبر يعتبر الأكبر لحركة حماس في الضفة الغربية. ويقع في أحد الأحياء السكنية في الخليل على بعد مائة متر من مركز المدينة. ونقل عن أحد سكان المنطقة، سامر الجعبري، قوله إنه دأب على القدوم إلى المكان ستة أشخاص في الشهور الخمسة الأخيرة، وأنه في أحيان كثيرة كانوا يخرجون ترابا من المنزل، وأنه ساد الاعتقاد أن عملية ترميم تجري في المكان.

كما نقلت الصحيفة عن قائد منطقة الخليل في الأمن الفلسطيني، سميح الصيفي، قوله إنه يمكن ملاحظة أن ما يجري هو تقليد للأنفاق التي قام حزب الله بحفرها في جنوب لبنان. وأضاف أن ذلك قد يكون في إطار عملية كبيرة، إلا أن الأمن الفلسطيني تمكن من الكشف عن كافة الأنفاق، على حد قوله. وأشارت الصحيفة إلى أن الصيفي تحول إلى أحد الشخصيات المكروهة من قبل حماس، حيث نشرت العديد من المنشورات التي تحمل صورته ملتفا بالعلم الإسرائيلي والسلاح موجه إلى رأسه. كما تعرض لحملة مماثلة قائد آخر في الأمن الفلسطيني هو رمضان عواد، وذلك بعد أن نشرت القناة الإسرائيلية العاشرة تقريرا عن نشاطه ضد عناصر حركة حماس.

كما جاء أن فتحة النفق الأطول كانت في الطابق السفلي لمنزل عائلة قواسمة غربي الخليل، والذي يطل على شارع بيت جبرين ـ كريات أربع، الذي يستخدمه المستوطنون والجيش الاسرائيلي. وان العناصر التي عملت على حفر النفق كانت تبيت في المكان، وتقوم بعمليات الحفر في ساعات النهار. وبحسب ضباط الأمن الفلسطينيين فإن طول النفق يصل إلى أكثر من 100 متر، وهو يؤدي إلى الشارع المذكور، وأن أول 30 مترا من النفق يمكن السير فيها بشكل عادي، حيث يضيق بعد ذلك بحيث لا يمكن عبوره إلا زحفا.

وتابعت «هآرتس» أن مجرد حفر نفق بهذا الطول يشير إلى القدرات الجديدة الموجودة لدى حماس، والتي تتم رغم أنف الاحتلال في الضفة الغربية.

وعلم أن السلطة الفلسطينية عرضت على طاقم «هآرتس» الذي زار المكان عرضا يمثل حملة اعتقالية. وبحسب صحافيي «هآرتس» فإن العرض يشير إلى أنهم لم يتدربوا بما فيه الكفاية، وأن قدراتهم في مواجهة ما أسموه بـ«الإرهاب» لاتزال محدودة. وتنهي الصحيفة تقريرها بالقول إنه بالرغم من التوصيفات الإيجابية التي يطلقها كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي على قوات الأمن الفلسطينية إلا أن الطريق لاتزال طويلة أمام تحولها إلى وحدة مقاتلة.