أوباسانجو في الكونغو الديمقراطية سعيا لوقف المواجهات

يلتقي زعيم المتمردين والرئيس الكونغولي لنزع فتيل الأزمة

طفل نازح يحمل صحنا فارغا من الطعام في شرق الكونغو (أ ب)
TT

وصل الموفد الخاص للامم المتحدة لجمهورية الكونغو الديمقراطية اولوسيغون اوباسانجو الى هذا البلد في اول زيارة له منذ تعيينه مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وسيلتقي اطراف النزاع سعيا لوقف المواجهات الجارية منذ نهاية اغسطس (آب) الماضي.

وافاد مصدر في الرئاسة الكونغولية ان الرئيس النيجيري السابق التقى الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا ومن المقرر ان يلتقي ايضا زعيم المتمردين لوران نكوندا.

وقال المصدر طالبا عدم كشف اسمه ان الاجتماع بين اوباسانجو وكابيلا استمر ساعة ونصف الساعة مساء اول من امس في كينشاسا، رافضا كشف فحوى المناقشات.

واجرى اوباسانجو محادثات امس مع رئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الكونغولية قبل ان يلتقي سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي المعتمدين في الكونغو الديمقراطية، على ان يتوجه بعدها الى غوما عاصمة محافظة كيفو الشمالية (شرق).

واكد اوباسانجو امس في كينشاسا انه سيلتقي نكوندا وقال للصحافيين «انني متوجه الى غوما ومن غوما سنتوجه للقاء نكوندا» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واضاف ان زعيم المتمردين «اتصل بي قبل ثلاثة ايام في وقت كنت في نيجيريا وقال لي انه ينتظر الكثير من لقائنا ومحادثاتنا الثنائية»، مضيفا «لا يعرف احد ما يريده فعلا. لكنني اعتقد (..) انني سأعرف ما يريد حقا» خلال اللقاء من دون ان يحدد مكان وموعد الاجتماع.

واوضح اوباسانجو انه بعد مؤتمر نيروبي الاقليمي الذي خصص الاسبوع الماضي للازمة في الكونغو الديمقراطية «قررت ان ابدأ اعتبارا من اول من امس جولة اولى من المشاورات في المنطقة» من اجل ان «نضع معا ملامح مواقف الجميع وما نحتاج للقيام به معا لاحراز تقدم» وايجاد حل للازمة».

واكد ان «الامر يسير بشكل جيد في الوقت الحاضر» موضحا ان «الرئيس كابيلا لم يطرح ما اعتبره شروطا» لاجراء لقاء او مفاوضات مع نكوندا. وتابع «اننا في مرحلة تقص وبالطبع سأنقل اليه (كابيلا) والى قادة المنطقة ما اصل عليه مع نكوندا».

واكد انه سينقل الى زعيم المتمردين رسالة مفادها ان «الاسرة الدولية تنتظر وقف اطلاق نار دائم للتعاطي مع المأساة الانسانية والتقدم في اتجاه سلام دائم».

وسئل عن امكانية توسع بقعة النزاع الى المنطقة بكاملها فقال «لست قلقا لانني لا ارى قوات اجنبية» في الكونغو الديمقراطية.

وقال المتحدث باسم متمردي المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب برتران بيسيموا لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك لقاء مقرر ولم نتلق تأكيدا بعد عما اذا كان سيتم اليوم او غدا».

واضاف بيسيموا في اتصال هاتفي اجري معه من غوما التي يتمركز المتمردون عند ابوابها ان اللقاء قد يعقد في روتشورو المركز الاداري الواقع على مسافة حوالي 75 كلم شمال غوما والذي يسيطر عليه المتمردون.

وسئل عما يمكن توقعه من مثل هذا اللقاء فرد «ان (اوباسانجو) هو الذي يأتي لمقابلتنا ويحمل رسالة. سنرى بموجب رسالته».

وتتزامن زيارة اوباسانجو مع زيارة يقوم بها مفوض السلام والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة منذ اول من امس وقد دعا امس في كينشاسا الى «تعزيز» بعثة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية، مبديا تأييد منظمته لجهود اوباسانجو.

من جانب آخر، اشتبك الجيش النظامي في الكونغو الديمقراطية صباح امس مع متمردي لوران نكوندا في شرق البلاد قرب مدينة كانيابايونغا الاستراتيجية، وفق ما علم من مصادر متطابقة.

وقال الجنرال فانكير مايالا قائد المنطقة العسكرية الثامنة «لقد حدث اشتباك بين رجالنا وعناصر المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب (بزعامة نكوندا) الذين سعوا الى ازاحتنا من مواقعنا في كاباشا».

واضاف «لقد انتهى الاشتباك ولم تتغير مواقع الطرفين» موضحا ان الجانبين استخدما المدفعية الثقيلة خلال الاشتباك.

وتقع بلدة كاباشا على بعد نحو 15 كلم جنوب كانيابايونغا المدينة الاستراتيجية وبوابة العبور الى الجهة الشمالية من منطقة شمال كيفو.

واكد المتحدث باسم مهمة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية اللفتانت كولونيل جان بول ديتريش الحادث الذي وقع عند الساعة 09.30 بالتوقيت المحلي واستمر ربع ساعة.

واضاف «اننا لا نعرف من الذي تسبب في الاشتباك» مؤكدا ان الامر يتعلق «بحادث واحد».