أوباما يعد «فريق المنافسين».. ولقاء جس نبض مع كلينتون حول منصب وزيرة الخارجية

المرشحون للحقيبة عدة وبيل ريتشاردسون أبرز منافسي هيلاري

TT

بدأ الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما سلسلة لقاءات مع منافسيه السابقين في الحزب الديمقراطي لبحث امكانية تشكيل «فريق المنافسين» في اطار ادارته الجديدة حسب ما قال مسؤولون في الحزب الديمقراطي لوكالة اسوشييتد برس.

وقال هؤلاء طالبين عدم الكشف عن هويتهم ان اوباما عقد لقاءات سرية مع كل من هيلاري كلينتون وبيل ريتشاردسون منافسيه السابقين في السباق على ترشيح الجزب الديمقراطي. كما انه ينوي ان يلتقي في شيكاغو منافسه الجمهوري جون ماكين الا ان مستشاري الفريقين قالوا انه من غير المحتمل ان يعرض على ماكين منصبا اداريا.

وقد تركت هيلاري كلينتون الباب مفتوحا اول من امس امام توليها منصب وزيرة الخارجية وذلك بعد يوم واحد من لقائها مع اوباما والذي قال مسؤول بالحزب الديمقراطي انهما ناقشا خلاله هذه المهمة.

وسيكون اختيار اوباما لكلينتون خطوة جريئة ستضم الى ادارته المقبلة منافسة سابقة بارزة شككت في مستوى خبرته وافكاره في مجال السياسة الخارجية خلال المعركة الاولية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

وفي تصريحات تمهيدية خلال كلمة في الباني بنيويورك لم تؤكد هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون ولم تنف عقدها اجتماعا سريا مع اوباما يوم الخميس الماضي. وقال مسؤولون ديمقراطيون ان الاجتماع عقد. وقالت كلينتون «لن اخوض في التكهنات او اعقب على أي شيء بشأن الادارة المقبلة للرئيس المنتخب... وأي استفسارات يجب ان توجه الى فريقه الانتقالي. سأحترم هذه العملية وأي اسئلة يجب ان توجه الى فريقه الانتقالي» كما نقلت وكالة رويترز.

وقال مسؤول ديمقراطي لرويترز ان كلينتون واوباما «عقدا اجتماعا جادا ولكن السؤال هو ما اذا كان عرض فعلي قد قدم».

ونقلت شبكة تلفزيون «سي.ان.ان» الاخبارية عن مصادر ديمقراطية قولها ان اوباما وكلينتون عقدا محادثات جادة لتقييم مدى اهتمامها بتولي منصب وزيرة الخارجية وانها تركت الاجتماع بانطباع ان هذا المنصب سيكون لها اذا ارادت ذلك.

ومن المرجح ان كلينتون لا تضع اهتماما كبيرا في بقائها في مجلس الشيوخ حيث لا مجال لطموحات اكبر كما ان توليها منصب وزيرة الخارجية سيشكل منصة لاطلاق حملتها الانتخابية الجديدة للرئاسة بعد ثماني سنوات. كما ان اوباما قد يحصل من كلينتون على شرط ان لا تنافسه بعد اربع سنوات.

الا ان ترشيح ريتشاردسون المحتمل للمنصب ليس اقل اهمية اذ ان حاكم ولاية نيو مكسيكو وهو لديه خبرة طويلة في السياسة الخارجية اذ كان سفير ادارة بيل كلينتون الى الامم المتحدة كما اجرى بعثات دبلوماسية للولايات المتحدة في السودان وكوريا الشمالية. وسيكون على كلينتون مواجهة الآمال التي يضعها العالم على حدوث التغيير الذي وعد به اوباما بعد ثماني سنوات من حكم جورج بوش الذي اتسم بالاضطرابات في حال تولت المنصب.

والتحديات التي تواجه وزير الخارجية المقبل هائلة كما تعرف كلينتون نفسها. وكتبت كلينتون خلال حملتها الانتخابية قبل عام ان «الرئيس المقبل سيكون اول من يرث هاتين الحربين والحملة الطويلة الامد ضد شبكات الارهاب العالمي وتزايد التوتر مع ايران في مسعاها لامتلاك اسلحة نووية».

وكتبت هيلاري في مجلة «فورين افيرز» (الشؤون الخارجية) تقول «ستواجه الولايات المتحدة عودة ظهور روسيا التي لم تتضح بعد توجهاتها المستقبلية، اضافة الى الصين المتسارعة النمو والتي يجب دمجها في النظام الدولي».

كما اكدت على ضرورة تحقيق السلام بين العرب واسرائيل.

وقالت كلينتون «واخيرا فان على الرئيس المقبل مواجهة تهديدات التغير المناخي الطويلة المدى وموجة جديدة من الاوبئة الصحية العالمية» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واضافت «ولمواجهة هذه التحديات، علينا ان نعزز قوة الولايات المتحدة عن طريق الخروج من العراق واعادة بناء جيشنا وتطوير ترسانة اوسع بكثير من ادوات مكافحة الارهاب».

من جانب آخر، صرحت فاليري جاريت المشاركة في قيادة الفريق الانتقالي للرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما السبت في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» انها ستشغل منصبا مهما كمستشارة في البيت الابيض بعد تولي الرئيس الجديد رسميا مهامه.

وقالت انها ستكلف العلاقات بين البيت الابيض ومسؤولي الولايات والبلديات المحلية.

واشارت الصحيفة الى ان جاريت المتخصصة القانونية في المجال العقاري وظفت قبل نحو عشرين عاما ميشال اوباما زوجة الرئيس المنتخب في بلدية شيكاغو. وجاريت مقربة من عائلة اوباما وقد بنت حياتها المهنية كادارية في بلدية شيكاغو (ايلينوي، شمال) وشاركت في ادارة الشؤون المالية في الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي سناتور ايلينوي.

وفي اطار تعيين المزيد من وجوه فريق ادارته، اختار اوباما فيليب سكيليرو لمنصب ممثل البيت الابيض لدى الكونغرس، كما اعلن فريقه الانتقالي امس. وكان قد عمل في الكونغرس لأكثر من 25 عاما وسيكون اللقب الرسمي الذي سيحمله مساعد الرئيس للشؤون القانونية لدى تسلم الرئيس المنتخب مهامه.